عامر خيتي.. تاجر حرب هاجمه الموالون وحماه تيار أسماء أسد

عامر خيتي.. تاجر حرب هاجمه الموالون وحماه تيار أسماء أسد
بشكل مفاجئ ودون أي مؤشرات اقتصادية أو ظواهر مالية سابقة تجعله ينضم إلى قائمة التجار ورجال الأعمال السوريين عامة ودمشق وريفها خاصة، برز اسم عامر تيسير خيتي خلال العامين الماضيين، كرجل أعمال كبير وصاحب نفوذ وسلطة في المنطقة قبل أن يصل إلى داخل مجلس الشعب التابع لنظام أسد في الانتخابات التي جرت قبل أشهر.

وينحدر خيتي من مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق والتي تعرضت لحصار وحملات عسكرية مكثفة إلى جانب بلدات الغوطة الأخرى على مدار سنوات الثورة الماضية، قبل أن يضطر جزء من أهلها ومقاتلي الفصائل للخروج إلى إدلب بالشمال السوري في 2018 بعد انتهاج ميليشيا أسد بدعم روسي سياسة الأرض المحروقة.

ورافق خروج الأهالي وسيطرة ميليشيا أسد ظهور عامر خيتي بشكل مفاجئ، لكن حالة الظهور كانت مختلفة عن الحالة التي اختفى بها في 2014، لتبدأ التساؤلات حول مصدر الأموال التي امتلكها فجأة والجهة الداعمة له وتقف وراءه والتي جعلته الرجل الأول في المنطقة.

المعلومات عن خيتي، المولود في 1980، على صفحات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي تكاد تكون ضئيلة، لكن أورينت تمكنت من الوصول إلى أشخاص مقربة منه ومن عائلته للحديث عنه والجهة التي تقف وراءه.

مسؤول الحوالات المالية

مع اشتداد حصار ميليشيا أسد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في أعوام 2012 و2013، بدأ عدد من الأشخاص بمحاولة الاستفادة من الوضع القائم وتحويل حصار المدنيين وتجويعهم إلى تجار تدر عليهم ملايين الدولارات، وكان في مطلعهم محي الدين المنفوش الذي يوصف بأنه عراب حصار الغوطة إذ عمل وسيطاً حصرياً لإدخال البضائع وتحكم بعدة قطاعات اقتصادية.

كما كان من هؤلاء الأشخاص عامر خيتي الذي كان مسؤولاً عن الحوالات المالية التي كانت تدخل إلى دوما وخاصة إلى قياديي "جيش الإسلام" خاصة وأن أفراداً من عائلته كانوا قياديين في الجيش بحسب مصادر محلية أكدت لأورينت نت أن لعامر خيتي أولاد عم أحدهم كان مع "جيش الإسلام" قبل مقتله.

وحسب المصادر فإن خيتي اختفى عن الساحة في 2014 لمدة أربع سنوات، وسط أنباء عن اعتقاله من قبل ميليشيا أسد ثم خروجه وسفره إلى مصر والسودان ليحصل على جنسيتها، قبل عودته إلى سوريا مع سيطرة ميليشيا أسد على دوما لتبدأ المرحلة الثانية من حياة خيتي.

وانقسمت المرحلة الثانية إلى قسمين، الأول بدأها بزيادة سلطته في المدينة عبر التقرب من ميليشيا أسد بتجديد المؤسسات التابعة لحكومة أسد أولها شعبة التجنيد والمخفر ومجلس البلدية على حسابه الشخصي، إلى جانب التقرب من الأهالي عبر اهتمامه بالواقع الخدمي والمعيشي لهم.

أما القسم الثاني تمثل بتأسيس شركات برأسمال عشرات الملايين، إلى جانب أخيه عبد الرحمن خيتي الذي تقول أنباء إنه كان في قيادة "جيش الإسلام" بحسب اتهامات موالي أسد له، لكن أورينت لم تتمكن من التحقق من صحة هذه المعلومة.

وأول الشركات التي أسسها كانت شركة "خيتي" برأسمال مليار ليرة سورية، وتمارس الشركة جميع النشاطات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية والعقارية والنقل، كما أسس شركة "العامر لصناعة البلاستيك" بقيمة 50 مليون ليرة سورية، وشركة العامر للتطوير والاستثمار العقاري، بقيمة 50 مليون ليرة سورية، وشركة الليث الذهبي لخدمات النقل والشحن بقيمة خمسة ملايين ليرة سورية.

وكانت وزرة الخزانة الأمريكية أدرجت خيتي على قائمة العقوبات في أيلول الماضي، في حين أدرجت شركاته على القائمة بموجب قيصر الثلاثاء الماضي، وبحسب معلومات خاصة من مقربين منه فإن خيتي يعتبر من التيار الاقتصادي لأسماء زوجة بشار أسد ، ويعتبر الواجهة الاقتصادية في الغوطة الشرقية لها ولرجال الأعمال العاملين تحت أمرتها.

مناصب تفتح النار عليه

تحرك خيتي الاقتصادي رافقته الرغبة بالوصول إلى مناصب سياسية واقتصادية، كان أولها ترشحه لمجلس الشعب عن الفئة "ب مستقل" عن دائرة ريف دمشق، وبدأت حملته الانتخابية عبر إقامة حفلات شعبية في دوما على مدار عدة أيام وحضور مئات الأهالي، قبل أن يفوز بالانتخابات ويصبح عضواً في المجلس وسط اتهامات له بتزوير صناديق الاقتراع في المدينة.

وفتح بروز خيتي المفاجئ وترشحه إلى مجلس الشعب نار موالي نظام أسد عليه الذين بدؤوا بشن حملة إعلامية كبيرة ضده قادتها الإعلامية الموالية لنظام أسد لمى توفيق عباس، الذي كتبت عبر صفحتها عدة منشورات قبل إغلاقها، تتحدث فيهما عن علاقة خيتي بقادة "جيش الإسلام".

وأكدت الصحفية في تصريحات إعلامية أنها تلقت وساطات ومفاوضات لدفعها على التوقف عن الكتابة عن خيتي وفي ظل رفضها ذلك بدأت التهديدات تصلها للتوقف عن مهاجمة خيتي، كما أعلنت تعرضها للاستدعاء من قبل الأمن الجنائي بسبب شكوى مقدمة ضدها من خيتي.

لكن رغم تضامن العشرات من الموالين للصحفية ومطالبتهم بالكشف عن حقيقة عامر خيتي، استمر في صعوده سواء في مجلس الشعب أو في الوصول إلى غرفة تجارة ريف دمشق في الانتخابات التي جرت قبل شهرين، وفوزه بمنصب نائب أول لرئيس الغرفة.

وفي ظل تساؤلات حول الجهة التي تدعمه بشكل كبير وكشف العقوبات الأمريكية الأخيرة عن شركاته وأمواله بات مؤكداً بأنه أحد أبرز أذرع النظام والمقربين في تيار أسماء أسد الاقتصادي في الغوطة الشرقية.

التعليقات (1)

    برهوم

    ·منذ 3 سنوات 4 أشهر
    صرعتونا برامي مخلوف وشلاش، هي سني ابن سني من منطقة ارهابيين يصل لمجلس الشعب ويلعب باموال الشعب..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات