ونعى حقوقيون وصحافيون المعتقل السياسي إسماعيل الشمالي (1953) أول أمس الخميس، عن عمر قارب السبعين عاما في سجن السويداء المركزي، وسط شكوك عن إصابته بفيروس كورونا في السجن ذاته.
والشمالي هو كاتب فلسطيني ومن سكان محافظة درعا، اعتقلته مخابرات أسد عام 1995 بشكل تعسفي ودون تهم واضحة، وأصدرت حينها محكمة أمن الدولة العليا حكما بسجنه مدى الحياة بتهمة "حيازة أوراق ومعلومات سرية يجب أن تبقى طي الكتمان حرصا على سلامة الدولة".
وقال سجناء سابقون عاصروا الشمالي في سجنه لأورينت نت، إن أسباب اعتقاله كانت بسبب مذكراته وكتاباته السياسية التي فضحت جرائم حافظ أسد وخاصة مجازر الثمانينيات في ذلك الوقت.
ونقل أحد السجناء السابقين معه في سجن عدرا عن الشمالي عبارة رددها كثيرا لأصدقائه المعتقلين أثناء فترة سجنه، "لاتضعفوا أنتم على حق، الكرامة غالية وأنتم خرجتم للمطالبة بالحرية"، فيما طالبه سجين آخر بنصيحة فقال له ناصحا: "خليك حر"، بحسب المصدر.
وتعرض الكاتب الفلسطيني للتعذيب بشكل كبير خلال فترة اعتقاله وخاصة في سجن صيدنايا العسكري ذي الصيت السيئ، وقضى أربعة أعوام في زنزانة انفرادية في ذلك السجن، فضلا عن حرمانه من الزيارة لعشرة أعوام كاملة، ومع بداية الثورة السورية في حزيران 2011، انتقل إلى سجن عدرا بريف دمشق، وبعدها نقل أيضا إلى سجن السويداء المركزي والذي فارق الحياة فيه.
دُفن اسماعيل الشمالي أمس، في بلدة طفس بريف درعا، والتي كان يعيش فيها قبل اعتقاله منذ 25 عاما، لتكون تلك المدة ثمن فضحة لجرائم حافظ أسد ومجازره تجاه السوريين في حقبة ثمانينيات القرن الماضي.
بدورها حملت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" نظام أسد مسؤولية تردي حالة الشمالي الصحية، وحالة الكثير من المعتقلين في سجن السويداء المركزي الذي يعاني انتشارا لوباء كورونا بين المعتقلين والسجناء، مقابل سوء رعاية وإهمال مقصود من النظام تجاه السجن.
وكانت ميليشيا أسد رفضت الموافقة على منح الشمالي عفوا عن ربع المدة مراعاة لكبر سنه واستجابة لمناشدات ذويه وضغوطهم لإطلاق سراحه بسبب تردي حالته الصحية، ورغم إصدار بشار أسد لما يسمى عفوا شاملا عن الذين تزيد أعمارهم عن (65 عاما) في آذار الماضي بسبب جائحة كورونا.
كما بقي مئات المعتقلين في سجون أسد رغم شمولهم بـ "العفو الرئاسي"، ورغم زيارة تفشي وباء كورونا في السجون والمعتقلات، بحسب رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني والذي قال حينها إن "النظام السوري يسعى للتحايل على الضغوط التي يواجهها من المنظمات والدول التي تخشى تفشي كوفيد-19 بين السجناء".
ووثقت الشبكة حينها 665 حالة اعتقال تعسفي و116 حالة وفاة تحت التعذيب و232 عملية إطلاق سراح منذ صدور العفو الرئاسي في شهر أيلول 2019.
كما وثقت الشبكة السورية مقتل ما لا يقل عن 3196 فلسطينياً سورياً قتلوا على يد ميليشيا أسد، بينهم 491 قضوا تحت التعذيب، و49 ظهروا في صور قيصر المسربة، منذ آذار 2011 حتى تموز 2020، فيما بقي نحو 2663 فلسطينياً سورياً في عداد المعتقلين والمختفين في سجون الميليشيا.
التعليقات (10)