أورينت بحثت في ملفها المشبوه.. "جامعة المصطفى" أداة إيران لنشر التشيع وجهاز استخباراتي عابر للحدود

أورينت بحثت في ملفها المشبوه.. "جامعة المصطفى" أداة إيران لنشر التشيع وجهاز استخباراتي عابر للحدود
بميزانية مهولة أسست ميليشيات عابرة للحدود. قتل عناصرها إلى جانب الديكتاتوريات في أبرز بلدان الربيع العربي مئات وربما آلاف المدنيين على اختلاف مشاربهم وطوائفهم بدافع انتقامي طائفي، كان السوريون في رأس قائمة الضحايا على مدى العقد الماضي.

تحت غطاء "تعليمي" كانت تعمل كجهاز استخباراتي للتجنيد وإدارة الميليشيات الطائفية وتمويلها في أكثر من 50 بلداً. وتستقي معلوماتها من خلال تجنيد أجانب كان من بينهم أمريكيون تحت مسمى "طلاب" استخدمتهم كشبكة مخابرات عالمية تخدم أجندة نظام الملالي.

لم يكن اسم "جامعة المصطفى الدولية" معروفاً للكثيرين قبل نحو أسبوعين وتحديداً في الثامن من الشهر الجاري، حين وضعتها وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات، وكشفت النقاب عن حقيقة عملها كمنظمة لتجنيد ميليشيات قتل وجهاز استخباراتي يديره "فيلق القدس" ذراع نظام الملالي العسكري خارج الحدود، والذي كان يرأسه قاسم سليماني قبل مقتله بغارة أمريكية في بغداد مطلع هذا العام.

شبكة استخبارات دولية تلتحف اسم "جامعة"

وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، تدير "جامعة المصطفى الدولية" التي تتخذ من مدينة قم في إيران مقراً لها، والتي تمتلك فروعاً في أكثر من 50 دولة، عمليات استخبارات ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني من خلال توظيف "هيئاتها الطلابية" كشبكة دولية، إذ تضم أعداداً كبيرة من الطلاب الأجانب والأمريكيين.

يستخدم الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس "جامعة المصطفى" لتطوير التبادل الطلابي مع الجامعات الأجنبية لأغراض تلقين المصادر الأجنبية وتجنيدها، حيث سهّلت للسياح من الدول الغربية القدوم إلى إيران، وعمل أعضاء "الحرس الثوري" الإيراني - فيلق القدس على جمع معلومات استخبارية منهم.

منظمة لتجنيد الميليشيات والمرتزقة!

أرسلت ما تسمى "جامعة المصطفى - بحسب الخزانة الأمريكية -  مجندين تابعين لها إلى سوريا للقتال ضمن الميليشيات التي تقودها ميليشيا "الحرس الثوري"، حيث أنشأت الأخيرة بإشراف "فيلق القدس" ميليشيا "فاطميون" وهي ميليشيا شيعية تقودها إيران وتتألف في الأساس من مهاجرين أفغان يقيمون في إيران ، بالإضافة إلى ميليشيا "لواء زينبيون" وهذه مكونة من عناصر شيعة يحملون الجنسية الباكستانية، جندتهم إيران كقوات استكشافية للقتال في سوريا.

وتشير المعلومات التي قدمتها الخزانة الأمريكية إلى أن "فيلق القدس" استخدم حرم "الجامعة" في قم بإيران كأرض لتجنيد وتدريب الطلاب الباكستانيين للانضمام إلى "زينبيون" إضافة لاستخدام الجامعة كغطاء لتجنيد الأفغان، وقد قُتل العديد من طلاب الجامعة أثناء القتال في سوريا.

ذراع إيران في "أسوأ أزمة في العالم"

ركزت معلومات الخزانة الأمريكية على أبرز شخصيتين جندتهما إيران فيما وصفته بـ"أسوأ أزمة في العالم" في إشارة إلى الحرب في اليمن، الشخصية الأولى هي يوسف علي موراج، من أصل باكستاني ومقيم في إيران، إذ تمت معاقبته لمشاركته بجهود "فيلق القدس" لتنسيق وتخطيط وتنفيذ العمليات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة. 

والثاني هو حسن إيرلو، المسؤول في فيلق القدس ومبعوث النظام الإيراني إلى ميليشيا الحوثي في اليمن، للعمل لصالح أو نيابة عن فيلق القدس في دعم الميليشيات الحوثية الموالية لإيران لإثارة عدم الاستقرار في اليمن، ومفاقمة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وكان النظام الإيراني أرسل إيرلو مؤخراً إلى صنعاء كمبعوث لدى الحوثيين (إيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف رسمياً بالحوثيين وتعين لديهم تمثيلاً رسمياً)، وتتمثل مهمته في توفير أسلحة متطورة وتدريب لعناصر الميليشيا، وقام بالتنسيق مع كبار قادة الحرس الثوري الإيراني لدعم عمليات الحوثيين في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية واليمن. وحافظ إيرلو على علاقة مع قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، كما قام بتدريب أعضاء حزب الله في إيران.

أداة دعائية بميزانية مهولة

بالبحث عن اسم الجامعة باللغة الإنكليزية عبر محرك البحث غوغل، سيرتبط اسم "جامعة المصطفى" بشكل أو بآخر بتجنيد الطلاب من باكستان في ميليشيا زينبيون، وحتى قبل العقوبات الأمريكية على الجامعة، ففي تحليل للباحث التركي، أيدين جوفين، نشرته وكالة الأناضول الشهر الفائت، ورد اسم الجامعة بشكل صريح كأهم مراكز التجنيد حيث يلتحق الكثير من الطلاب الباكستانيين بصفوف لواء زينبيون.

كذلك ومن خلال البحث في الفترة التي سبقت العقوبات الأمريكية، يظهر الدور الذي تمارسه المنظمة الاستخباراتية في الترويج لدعاية نظام الملالي وسياساته ومهاجمة أعدائه بما في ذلك داخل أفريقيا، ففي خبر أورده موقع "نيوز فيجين" جاء تحت عنوان "مبعوث إيران يدعو إلى التسامح" في أوغندا،  أدان بروفيسور يتبع للجامعة مقتل فخري زاده الذي اغتيل بهجوم مسلح قرب طهران مؤخراً، وهو قائد البرنامج النووي الإيراني، ما يشير إلى الانتشار الموسع للجامعة ودورها كداعم للنظام الإيراني ومروج له.

وفي دراسة موسعة جاءت تحت عنوان "من يدير آلة الدعاية الإيرانية في الخارج" أعدها سعيد قاسمي نجاد، وهو كبير مستشاري إيران والاقتصاد المالي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ونشرها موقع راديو فارادا، في الـ17 من أبريل/ نيسان الفائت، ورد اسم "جامعة المصطفى" كأحد المؤسسات التي "لا غنى عنها" في الذي تلعبه بالترويج للدعاية الاستراتيجية لنظام الملالي، لا سيما فيما يتعلق برفع العقوبات عن النظام.

وكشفت الدراسة التي شارك في إعدادها، علي رضا نادر، وهو أيضاً زميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن نظام الملالي يمول الجامعة بأكثر من 80.5 مليون دولار، مشيرةً إلى أن "الجامعة" قامت بتدريب 50،000 طالب من 122 دولة حتى الآن. 

ميزانية جامعة المصطفى كإحدى المؤسسات المروجة لنظام الملالي - راديو فارادا 

كما كشفت أن أحد المعلمين والمستشارين فيها وهو محسن رباني، الذي خدم لعقود كضابط مخابرات إيراني كبير في أمريكا اللاتينية ومطلوب لدوره في هجوم AMIA الإرهابي في عام 1994 في بوينس آيرس، وأودى بحياة 85 شخصاً. 

وكان تلميذ رباني الأول وخريج "جامعة المصطفى" إدجاردو روبن سهيل الأسد، أنشأ أكثر من 20 مركزاً دينياً شيعياً في أمريكا اللاتينية، حيث تنسق "الجامعة" وما يسمى "المنظمة الإسلامية للتنمية" جهودهما بشكل وثيق في إرسال المبشرين إلى الخارج، حيث من المتوقع  أن تحصل الجامعة على 80 مليون دولار في 2020-2021 ؛ وستتلقى منظمة التنمية الإسلامية 153 مليون دولار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات