بعد مقتل مدنيين.. مظاهرات غاضبة في إدلب تطالب برحيل "هيئة تحرير الشام"

شهدت مدينة إدلب مظاهرات شعبية غاضبة بمشاركة النساء والأطفال ضد هيئة "تحرير الشام" المسيطرة على المنطقة، وذلك على خلفية مقتل مدنيين اثنين برصاص عناصر الهيئة على أحد الحواجز  والتهرب من تطبيق أحكام القصاص بحق القتلة، إضافة للانتهاكات والاعتقالات المتزايدة تجاه المدنيين في الشمال السوري.

وانطلقت المظاهرة عقب صلاة الجمعة اليوم، بمشاركة نسائية كبيرة في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، بدعوة من آل غنوم الذين قتل منهم شابان برصاص عناصر "تحرير الشام" في الأيام الماضية، بدعوات من ذوي القتيلين للوقوف في وجه الهيئة وزعيمها الجولاني.

وردد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط "تحرير الشام" ورحليها عن المنطقة بسبب تجاوزاتها بحق المدنيين من قتل واعتقالات ومظالم أخرى، إلى جانب لافتات رفعت في المظاهرة التي شارك فيها النساء والأطفال والرجال معا، وأبرزها: "إدلب حرة حرة.. الهيئة تطلع برا"، و"دم الشهيد.. مونسيانينو"، و"مامنبيع دم ولادنا"، في إشارة إلى القتلى المدنيين الذين تغاضت الهيئة عن دمائهم.

بدأت شرارة الأحداث الأخيرة خلال الأيام الماضية بمقتل الشابين (عمر طه غنوم، و وضاح عبد الكريم غنوم) على أيدي عناصر "تحرير الشام" والتي منعت إسعافهما وادّعت مقتلهما بطريق الخطأ، لتقوم الهيئة باعتقال العناصر المتهمين وتعد بمحاكمتهم وبإعدامهم بهدف امتصاص الغضب الشعبي، بحسب مصادر محلية تحدثت لأورينت نت.

وأضافت المصادر، أن الهيئة أخلفت لاحقاً بوعودها وأصدرت أحكاما مخففة عن العناصر المتهمين بالقتل، وتراوحت الأحكام بين النفي والسجن ودفع الديّة، حيث أبلغ أبو ماريا القحطاني (أبرز قياديي الهيئة) ذوي القتلى بأن هذا القرار لا رجعة فيه وقال "إذا ماعجبكم تصطفلوا".

عقب ذلك أصدر آل غنوم بياناً أدانوا من خلاله ما وصفوه "تهرب تحرير الشام من إعطائهم حقهم في القصاص"، في إشارة إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق المتهمين، كما طالبوا في بيانهم بخروج مظاهرات غاضبة ضد الهيئة في إدلب وباقي مناطق الشمال السوري، وفق المصادر.

ولم تعلق الهيئة على الأحداث الأخيرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فيما تعمد عادة إلى ملاحقة واعتقال المناهضين لسياستها، مقابل غياب جهات حقوقية وقضائية منصفة لمطالب وقضايا المدنيين في المنطقة.

وتسيطر "تحرير الشام" على محافظة إدلب وأجزاءً من ريف حلب، بعد طرد الفصائل الأخرى من تلك المناطق وفرض نفوذها بمعارك واشتباكات واسعة على مدار الأعوام الماضية، ورغم الرفض الشعبي لحكمها للمحافظة.

وتتهم "الهيئة" (المصنفة على قوائم الإرهاب الدولي) بانتهاكات واسعة ومتكررة ضد المدنيين، متمثلة بحملات اعتقالات بتهم مختلفة وتجاوزات أمنية من عناصرها واعتقال الناشطين والإعلاميين، إضافة للوضع الاقتصادي المتردي بسبب سياستها الحالية في المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات