إلا أن مصادر محلية خاصة أكدت لأورينت نت أن القوة العسكرية الروسية المنسحبة من دير الزور، توجهت إلى بادية البوكمال في إعادة انتشار وتموضع على الحدود السورية العراقية، بعد إعلان إيران سحب جزء من ميليشيا فاطميون الأفغانية من تلك المنطقة وإعادتهم إلى بلادهم، خوفا من ضربة أمريكية مرتقبة.
وقبل يومين أفاد موقع عين الفرات المحلي بأن تعزيزات عسكرية روسية مؤلفة من مدرعتين وأسلحة متوسطة، وعدد من العناصر التابعين لميليشيا الفيلق الخامس الروسي وصلت إلى منطقة الحسيان ببادية البوكمال الجنوبية، وتمركزت في إحدى نقاط ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وأخرجتها منها.
وأكد الصحفي في صفحة فرات بوست المحلية صهيب الجابر المعلومات التي حصل عليها موقع أورينت نت من مصادر محلية داخل دير الزور، وموقع عين الفرات حول وجهة القوات الروسية الجديدة ونواياها في المنطقة.
وقال في تصريح خاص للموقع إن الروس سارعوا لطرد الميليشيات التابعة لإيران (القاطرجي وفاطميون)، من معبر القائم في البوكمال وتموضعوا بدلا منهم بعد وصول معلومات تفيد بوجود عمل عسكري أمريكي محتمل انطلاقا من القاعدة الأمريكية في منطقة "التنف" لطرد ميليشيات إيران، المسيطرة على نقطة الحدود الاستراتيجية بين سوريا والعراق.
والإثنين أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وبشكل مفاجئ أن بلاده أخرجت أكثر من نصف ميليشيات فاطميون الأفعانية وعددهم قرابة ألفين من سوريا.
وأضاف في مقابلة مع موقع (TOLONEWS)، أنهم عادوا ليعيشوا حياة طبيعية في بلادهم رغم أنه وصفهم من قبل بأقوى ميليشيا تابعة لهم في سوريا.
وبحسب صفحات محلية فإن المنطقة تشهد منذ أيام نشاطا روسيا ملحوظا، حيث أقدمت السبت 20 -12- 2020، على إنشاء أول حاجز مشترك لها مع ميليشيات الحرس الثوري في قرية الهري قرب مدينة البوكمال، قبل التموضع الأخير قرب معبر القائم، وطرد ميليشيات إيران إما إلى داخل العراق أو لنقاط أخرى بعيدة عن المعبر.
ويرجح باحثون في الشأن السوري أن إعادة التموضع الأخير متفق عليه بين موسكو وطهران.
ويقول الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام النقيب رشيد حوراني، إن روسيا تحاول أن تمسك العصا من النصف لتحقيق مصالحها في المنطقة، فهي لا تريد من إيران السيطرة على المنطقة والانفراد بها، كما لا تريد خسارتها لمصلحة الأمريكان، الذين يهددون ويضربون بشكل دائم أماكن نفوذ إيران في سوريا.
كما أن روسيا – والكلام لحوراني- ستحصل على مكاسب سياسية من وراء ذلك، بحيث تظهر بأنها ملتزمة بتنسيقها الأمني مع إسرائيل وتفاهماتها مع السعودية، اللتين لا يرضيهما تمدد إيران في الشرق الأوسط.
ويعزز وجهة نظر الباحث حوراني أن إعادة التموضع الروسي الأخير سبقه قبل أيام اجتماع بين جنرالات روس وقيادات من ميليشيا الحرس الثوري على الحدود السورية العراقية، كما نشرت العديد من المواقع والصفحات المحلية.
ويضاف إلى كل ذلك أن التحرك الروسي الجديد يأتي في ظل تخوف تعيشه إيران في المنطقة من ضربة غير متوقعة ومفاجئة لميليشياتها أو لمراكز حساسة أو شخصيات قيادية تابعة لها من قبل أمريكا في الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب تقرير موسع صحيفة الغارديان البريطانية نشرته قبل أيام.
التعليقات (0)