ما علاقة جريمة الكحالة بانفجار مرفأ بيروت؟ أورينت تسأل ومصادر تكشف المزيد

فجع الشارع اللبناني مؤخرا باغتيال المصور جوزف بجاني على يد مسلحين مجهولين أطلقا النار عليه من مسدس كاتم للصوت أمام منزله في بلدة الكحالة، قضاء عالية، حين كان يهم بنقل أولاده للمدرسة. 

علاقة الحادثة بانفجار مرفأ بيروت

يعرف عن المغدور "بجاني" عمله بالتصوير  وتطوعه بمجاله مع الجيش اللبناني وأنه كان من أوائل الذين رصدوا اللحظات الأولى لانفجار مرفأ بيروت ووثق أدلة حول الانفجار مع محققين أمريكيين وفرنسيين ما يشير إلى أن جريمة اغتياله حاولت طمس أدلة ربما تكشف خيوط انفجار المرفأ خاصة أن عملية الاغتيال تمت بعناية وتخطيط دقيقين إذ سبقها انتشار عشرة أشخاص يرتدون لباس عمال حاملين معدات في المنطقة الاغتيال وبعد الحادثة فتش المسلحان سيارة القتيل قبل أن يلوذا بالفرار، وقد عثرت القوى الأمنية على هاتف "بجاني" في بلدة القماطي ولم تحدد القوى الأمنية بعد عما إذا كان الهاتف سقط من الجناة في البلدة أم أنهم تعمدوا رميه فيها.

عودة للوراء

تأتي هذه الجريمة بعد أسابيع قليلة من اغتيال الضابط المتقاعد منير أبو رجيلي في قرطبا الذي استدعاه القضاء للإدلاء بإفادته في تحقيق انفجار المرفأ وبعدها بأيام وُجد مقتولا بضربات آلة حادة على رأسه. 

كما أثارت وسائل إعلام لبنانية مؤخرا حادثة وفاة العقيد جوزف سكاف الذي تقاعد عام 2017 وتوفى في نفس العام وعرضت الوسائل اللبنانية أدلة تثبت "الموت المريب" للضابط المتقاعد وذلك على خلفية مطالبته بنقل نترات الأمونيوم من مرفأ بيروت عام 2014.

وفي سياق انفجار المرفأ ضج الشارع اللبناني قبل أيام بخبر اختفاء الصحفي ربيع طليس الذي كان يحقق في موضوع نترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت وبعد ذلك ظهر طليس وأكد أنه اختفى بسبب تعرضه لتهديدات أمنية حيث يعرف عن طليس موقفه الرافض لسياسة حزب الله وقد حمل طليس "حزب الله" مسؤولية أي أذى قد يصيبه. 

تضييع البوصلة

يرى الصحفي اللبناني طوني بولس أن اغتيال المصور جوزيف بجاني يندرج ضمن سلسلة اغتيالات معدة تستهدف شخصيات لديها أي معلومات عن تفجير مرفأ بيروت.

ويقول بولس لأورينت: إن " المصور بجاني كان يملك صورا حول انفجار المرفأ وثمة جهات تريد إزالة هذه الصور كما أن اغتياله حدث في منطقة أمنية محصنة جدا ومليئة بكاميرات المراقبة ". ويمضي بولس:"هناك عملية ممنهجة لعرقلة التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت وهناك عملية ترويع للقضاء اللبناني بعدما استدعى المحقق العدلي مسؤولين حكوميين سابقين".

ويخلص بولس إلى أن اغتيال "بجاني" سبقه الحديث عن اختراق الموساد الإسرائيلي للبنان ما أعطى إيحاء بأن ثمة جهات تريد تسريب مثل هذه الشائعات لتوفير جو معين يسمح بتصفيات سياسية ويضيع بوصلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. 

إشارة لميليشيا "حزب الله"

يرى المحامي اللبناني أمين بشير أن اغتيال المصور جوزيف بجاني جريمة "حرفية" بكل معنى الكلمة كونها تمت بوضح النهار وبدقة متناهية ويؤكد أنها جريمة لم تكن ضد المصور بجاني بقدر ما كانت تستهدف ما بحوزته من معلومات كان يجمعها حول انفجار المرفأ دالاً أن الجناة سرقوا هاتفه بعد الجريمة. 

ويقول المحامي أمين بشير لأورينت: "ننتظر تنفيذ تعهدات وزارة الداخلية بأنها ستكشف هوية مرتكبي الجريمة لكن التجارب السابقة المشابهة عكس ذلك فكم من جريمة ارتكبت ولم تظهر نتائجها حتى الآن إلا الجرائم التي أرادت السلطة المهيمنة أن تكشفها وهنا أقصد حزب الله الذي لديه قوة على النظام القضائي هناك فقط جرائم معينة نرى أن الأمنيين والقضاة يخرجون أبطالا فيها لكن الجرائم التي تطال من يطالب بسيادة البلد ونزع السلاح غير الشرعي , لا نعلم شيئا عنها". 

هاتف القتيل 

يلفت نديم البستاني أمين التوجيه في المؤتمر الدائم للفيدرالية، إلى أن للجريمة تفاصيل تبدأ من لحظة منع المغدور من الحصول على إذن تصوير في المرفأ وهو ما يبعث شكوكا حول سبب الرفض وتزداد الشكوك حين لوحظ غياب أي محقق من القضاة عن مسرح الجريمة.

 

وأشار  نديم البستاني في إفادته لموقع أورينت نت: أن "هاتف المغدور جوزيف بجاني قد يقود لرأس الخيط في القضية خاصة بعد العثور عليه في منطقة القماطية التي يسيطر عليها حزب الله وهو ما يحتم على الأجهزة الأمنية (حسب البستاني) تتبع طريق الجناة على ذات الطريقة التي كانوا يلاحقون فيها أي ناشط يكتب تغريدة على التويتر". 

مآلات الجريمة 

يقدم نديم البستاني فرضيتين لمآلات اغتيال المصور "بجاني" وهي إما المماطلة وهذا يعني دور حزب الله فيها طبقا لجرائم ارتكبها الحزب ولم تكشف إلا في حالات نادرة.

كما توقع البستاني نتيجة أخرى للقضية , وهي القبض على مرتكبي الجريمة , لكنه يستدرك: "التحقيق في هذه الحالة سيكون من اختصاص المحكمة العسكرية , التي يهيمن عليها حزب الله وهو ما يسمح له بالتلاعب بالقضية.