وبعد غروب الشمس، اليوم المصادف (يوم الانقلاب الشتوي) عند الساعة 18.22 بتوقيت غرينتش، سيظهر الكوكبان العملاقان في حقل الرؤية عينه لأدوات المراقبة بما يعطي انطباعا بأنهما قريبان لدرجة الاندماج، لكن في الحقيقة فإن مئات ملايين الكيلومترات تفصل بينهما.
ويتوقع العلماء أن يستمر المشهد بضع عشرات الدقائق مساء اليوم، ويمكن التمتع بمشاهدة الظاهرة "النادرة" بالاستعانة بأداة مراقبة صغيرة وإيجاد سماء منقشعة تماما وتصويب النظر باتجاه جنوب الغرب، وهي ظاهرة تحظى باهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية وستكون أيضا في جدول مهام النشطاء حول العالم، والتي تحتفل بها شركة "جوجل" عبر متصفحها الرسمي.
وبدأ التقارب بين الكوكبين خلال الأشهر الماضية في تقارب ملحوظ، وسيصل إلى أقرب مسافة تقارب مع ساعات المساء، ما يعطي انطباعا للمشاهد بأنهما جرم سماوي واحد، وفق العلماء.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فوران ديلفي (مرصد باريس بي أس أل) أن الاقترن العظيم للمشتري وزحل هو "الوقت الذي يضعه الكوكبان لبلوغ مواقع نسبية مشابهة بالنسبة للأرض".
وأضاف ديلفي: "باستخدام أداة مراقبة صغيرة قد تكون ببساطة مجرد منظار، سنتمكن من رؤية الحزامين الاستوائيين للمشتري وأقماره الرئيسية، مع حلقات زحل في إطار واحد".
وكوكب المشتري، هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية، ويدور حول الشمس في مدة 12 عاما، بينما تستغرق دورة كوكب زحل 29 عاما، ويظهر الكوكبان كأنهما يتقاربان لدى مراقبة السماء من الأرض في كل عشرين عاما تقريبا.
وظاهرة الاقتران هي ناتجة عن دوران الكواكب في مدارات متقاربة الميل حول الشمس، وتلتقي في ميل واحد بفارق بسيط بدرجة الميل، وفي تلك النقطة تكون درجة الاقتراب هي الأدنى بين الكوكبين، فيبدو للمشاهد أنهما جسم واحد، وهي ظاهرة تشبه إلى حد ما اقتران القمر مع كوكب المريخ، أو اقتران القمر والشمس والتي تسمى "الكسوف".
وبحسب المراصد فإن آخر اقتران "عظيم" للكوكبين (المشتري وزحل) يعود إلى العام 2000، لكن ذلك الاقتران لم يكن ضئيلا للدرجة التي سيتم رصدها اليوم، وهي حالة نادرة الحدوث منذ عام 1623، فيما لن يتكرر ذلك الاقتران بهذا الشكل قبل آذار عام 2080.
التعليقات (0)