خبراء لأورينت نت: لهذه الأسباب مجلس حقوق الإنسان مجبر على قبول عضوية روسيا وكوبا والصين

تتحدث وسائل إعلام عن انضمام الصين وروسيا وكوبا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مطلع العام القادم، في مفارقة عجيبة نظرا للتاريخ الطويل والسجل الحافل الذي تملكه هذه الدول من ممارسات قمعية وانتهاكات في مجال حقوق الإنسان.

ومن المفارقة أيضا وجود العديد من الدول المعروفة بخروقاتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان ضمن أعضاء المجلس منها فنزويلا ، بنغلادش، الصومال، ليبيا.

ويرى العديد من الحقوقيين أن وجود هذه الدول في مجلس أممي مهمته الدفاع عن حقوق الإنسان فضيحة كبيرة ودليل على أن هناك خللا في تركيبة الأمم المتحدة وما ينبثق عنها من مجالس ومنظمات.

محمود خليل: مناصب الأمم المتحدة أصبحت مكافأة

وقال المحامي محمود الخليل المدير التنفيذي "لمركز الكواكبي للعدالة الانتقالية وحقوق الانسان" لأورينت نت، إن مجلس حقوق الإنسان مُجبر على قبول الدول كاملة السيادة والمسجلة في الأمم المتحدة بغض النظر عن انتهاك هذه الدول لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه الدول تنضم لمجلس حقوق الإنسان لتتستر على انتهاكاتها ولتحمي نفسها من بعض المنظمات الحقوقية الأخرى.

وأشار المحامي الخليل إلى أنه رغم التقدم العالمي الكبير في مجال التكنلوجيا والمعلوماتية والبحث العلمي إلا أن هناك تخلفا واضحا في مجال حقوق الإنسان، كما أن جميع مؤسسات الأمم المتحدة تحتاج إلى تحديث.

وأضاف أن المناصب في الأمم المتحدة أصبحت مكافأة للبعض على خدمته لنظام بلده، لافتا إلى أنه يجب نسف كامل نظام الأمم المتحدة أو إصلاحه بنسبة تزيد عن 80 بالمئة.

وأكد أنه يجب قلب مفاهيم حقوق الإنسان من قواعد أخلاقية لا تستوجب العقوبة في حال المخالفة إلى قواعد قانونية يحاسب المخالف عليها ويزود القانون الدولي بعقوبات جزائية، مؤكدا أن كل ما ينبثق عن الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان بحاجة لإعادة هيكلته وإعادة النظر بقوانينه.  

خالد دعبول: روسيا تتحكم بمصير الإنسانية عبر "الفيتو"

من جهته، قال المحامي خالد دعبول لأورينت نت إن وجود دول منتهكة لحقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان المنبثق عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة سببه تركيبة المجلس القائمة على محاصصة لعدد المقاعد وفق توزع جغرافي معين. 

وأضاف أن منظومة الأمم المتحدة قائمة على شي من عدم القانونية لجهة التركيبة الأساسية فيها التي منحت حق الفيتو لدول معينة ولم تساوِ بين الدول، ومجلس حقوق الإنسان مؤسسة تتبع لهذه المنظمة ومن الطبيعي عندما يوجد خلل في الأصل فالفروع أيضا ستعاني من الخلل.

وتابع المحامي دعبول كلامه: "هناك دولا تتحكم بمصير الإنسانية عبر حق "الفيتو" فمثلا روسيا تقود محور التعدي على حقوق الإنسان ومؤازرة كافة الدول التي تتعدى على حقوق الإنسان في كل دول العالم، وتقوم باستخدام حق الفيتو وفقا لمصالحها وتنتهك الحريات والحقوق وتدمر الشعوب كما فعلت في سوريا وقبلها الشيشان وهي تدعم الأنظمة المارقة في كل دول العالم". 

وشهد عام 2020 صدور العديد من التقارير الأممية التي تحدثت عن انتهاكات في مجال حقوق الإنسان ارتكبتها عدة الدول، وجاء في مقدمة هذه الدول "سوريا، إيران، مصر، اليمن، الصين، وروسيا".

أعلى سلطة في نظام الأمم المتحدة

مجلس حقوق الإنسان هو هيئة حكومية دولية تابعة لمنظومة الأمم المتحدة تأسس تبعا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، ليحل محل لجنة حقوق الإنسان المنتهية ولايتها بتأسيس المجلس الذي يعد سلطة أعلى في نظام الأمم المتحدة نظراً لتبعيته المباشرة للجمعية العام.

ويتألف من 47 دولة منتخبة من قبل الجمعية العامة، كما يتم تحديد العضوية تبعا للتوزع الجغرافي، ومدة العضوية ثلاث سنوات وللدولة الترشح للعضوية مرتين متتاليتين فقط.