تحطيم ونبش القبور.. سلوك انتقامي إيراني وليس استراتيجية

تحطيم ونبش القبور.. سلوك انتقامي إيراني وليس استراتيجية
في وقت تتواصل فيه الانتقادات الدولية والحقوقية لطهران، بسبب إعدامها النشطاء الإيرانيين الذين كان آخرهم "روح الله زام"، تكشف مصادر أن النظام الإيراني يواصل الانتقام من المعارضين حتى بعد إعدامهم.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ضجت بصور تظهر تدمير  النظام الإيراني قبر المصارع الإيراني "نويد أفكاري" الذي أعدمه النظام في أيلول الفائت، بعدما انتزع منه اعترافات بالقوة، حسبما كشف محاميه الخاص. 

ونشرت إلهام أفكاري شقيقة المصارع صورة للقبر المدمر، وكتبت على إنستغرام: "يمكنك التهديد أو التدمير أو الاعتقال، ما الذي ستفعله باسم نافيد وذاكرته في قلوب الناس؟".

ولفتت مصادر إعلامية إلى أن الأمن الإيراني اعتقل والد "نويد" وشقيقه حين كانا ينظفان المنطقة المحيطة بقبر المصارع، في يوم وقوع عملية تدمير القبر، حيث كان ممنوعاً على عائلة أفكاري زيارة القبر، حسبما أكد موقع" إيران واير".

الجدار هو السبب!

وفي تبرير صادم أكثر من الجريمة ذاتها، زعم محافظ سيبيدان، وهي مقاطعة في إقليم فارس حيث دفن أفكاري، أن السلطات دمرت موقع قبر "نويد" بسبب جدار تم تشييده في الموقع انتهك اللوائح، وزعم المحافظ أن الجدار كان "دون اتباع المعايير الهندسية الفنية، ودون إذن من الجهات الفنية".

"مقبرة الملعونين"

يؤكد نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان طه الياسين، أن تحطيم النظام الإيراني لقبر "نويد أفكاري" كان من جملة جرائم انتقامية ضده حتى بعد إعدامه، منوها إلى أن "قوات الباسيج" هاجمت منزل "أفكاري" واعتقلت غالبية أفراد أسرته. 

ويقول الياسين لموقع أورينت: "ليست المرة الأولى التي ينبش فيها النظام قبور معارضيه، فقبل سنتين هاجمت قوات النظام الإيراني مقبرة لمعارضين في الأحواز ونبشت المقبرة التي كان النظام يسميها  بـ "مقبرة الملعونين" وقد مورست الجريمة ذاتها في مقبرة بكردستان". 

ويرى الياسين أن انتقام النظام الإيراني من قبور المعارضين دليل خوف من أي فكرة مناوئة له، كما أبدى الحقوقي استغرابه من سكوت منظمات حقوق الإنسان على مثل هذه الجرائم، ويلفت أن تجاهل بعض الدول الكبرى لتلك الجرائم بسبب ارتباطات اقتصادية بينها وبين النظام الإيراني.

أمثلة مشابهة في سوريا

وشهدت السنوات الماضية من حرب النظام الإيراني ضد الشعب السوري عمليات انتقام مماثلة قامت بها الميليشيات الإيرانية وحلفاؤها في عدة مناطق سوريا ومن تلك المشاهد التي صورتها عدسات الميليشيات أنفسها نبش ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز في بلدة الدير الشرقي جنوب إدلب، وذلك بعد احتلال الميليشيا منطقة معرة النعمان قبل نحو عام تقريبا، كما نبشت تلك الميليشيات قبور أشخاص سابقين بالفصائل المقاتلة في خان السبل وحيان بحلب خلال الفترة ذاتها. 

ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز

مدرسة ولاية الفقيه

يشدد الحقوقي الإيراني طه الياسين، أن نبش القبور في سوريا وإيران ليس مصادفة، بل يعكس نهج النظام الإيراني ويمضي في حديثه لموقع أورينت نت: "نبش القبور سابقة لم يفعلها النازيون ولا الحكم العنصري جنوب أفريقيا. هذه الجريمة نتاج أفكار مدرسة ولاية الفقيه التي طبقتها بنفسها وعلمتها لأتباعها كميليشيا حزب الله".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات