تركيا تعزز علاقاتها مع أوكرانيا باتفاقيات.. هل هي رسالة لروسيا؟

تركيا تعزز علاقاتها مع أوكرانيا باتفاقيات.. هل هي رسالة لروسيا؟
وقعت تركيا وأوكرانيا اتفاقيات جديدة تشمل القطاعات العسكرية والاقتصادية بين البلدين، في خطوة قد تزيد التوتر بين أنقرة وموسكو بسبب الخلاف القائم حول جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا والتي تحتلها روسيا وترفض شريكتها تركيا الاعتراف بها.

وخلال اجتماع في العاصمة الأوكرانية كييف بصيغة "2 + 2"، أمس الجمعة، جمع وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولودجاويش أوغلو وخلوصي أكار، مع نظيريهما الأوكرانيين دميترو كوليبا وأندري تاران، أصدر الطرفان بيانا حول تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً وتوسيع مجالات التعاون بين بلديهما في المجال الدفاعي لإجراء مناورات وأنشطة تدعم سلامة الملاحة في البحر الأسود، مؤكدين على وجود تهديدات تنعكس على استقرار وأمن منطقة البحر الأسود.

وشدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على رغبة بلاده بإيجاد حل للأزمة في منطقة دونباس، قائلاً "يسعدنا استمرار وقف إطلاق النار في دونباس"، في إطار دعم وحدة الأراضي الأوكرانية بما فيها القرم.

وتدعم تركيا أوكرانيا عسكريا واقتصاديا وترفض الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، وأكدت أنقرة بشكل متكرر رفضها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم غير القانوني في 2014، ولأنها تعتبر القرم جزءا من إرثها التاريخي، وتتار القرم جزءا من مكونها القومي بحكم العرق واللغة.

وفي إطار الاتفاقيات تستعد أوكرانيا لاستلام دفعة أخرى من الطائرات الجوية التركية بدون طيار، والحصول على طرادات تركية الصنع لتعزيز قوتها البحرية، وكان قد وقع مسؤولو دفاع البلدين على الاتفاقيات في مجال الطائرات المسيرة وطرادات فئة ADA لتلبية الاحتياجات البحرية الأوكرانية، خلال زيارة للعاصمة كييف قام بها إسماعيل دمير، رئيس الصناعات التركية.

وفي العام الماضي، اشترت أوكرانيا ست طائرات بدون طيار مسلحة من طراز Bayraktar TB2 وثلاثة أنظمة لمحطات التحكم الأرضية من تركيا، وهناك اشتراك بين البلدين في مناقشات لتطوير محرك طائرة لإنتاج طائرات AN-178.

وعلى الصعيد الاقتصادي لعبت الأزمة الأوكرانية مع روسيا التي أغلقت أسواقها أمام أوكرانيا، دوراً كبيراً في هذه العلاقات، وصل حجم التجارة إلى قرابة 5 مليارات دولار، وسط سعي لرفعه إلى 10 مليارات دولار مع دخول اتفاقية التجارة الحرة.

وكانت روسيا قد أجرت في منتصف آذار/ مارس من  عام 2014، استفتاءً أحادي الجانب في شبه جزيرة القرم ضمت من خلاله شبه الجزيرة لأراضيها، ولم يُعترف عالمياً بهذا القرار.، فيما قتل نحو 13 ألف شخص جراء المواجهات بين القوات الأوكرانية وتلك المدعومة من روسيا والتي بدأت تمردها ضد كييف.

وتقول تركيا إنه  منذ قرار الضم "غير الشرعي" يتعرض المواطنون الأوكرانيون من سكان القرم، وعلى رأسهم الأتراك التتار، للقمع بما في ذلك الاعتقالات والاحتجازات التعسفية.

فيما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمدينة إسطنبول في أكتوبر من العام الجاري، أن أنقرة لم ولن تعترف بضم روسيا غير المشروع لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها.

 وأضاف أردوغان أن تركيا تعتبر أوكرانيا دولة محورية لضمان الاستقرار والأمن والسلام والازدهار في المنطقة. وشدّد على أن أنقرة ستواصل دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بما فيها القرم. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات