العقوبات الأمريكية على تركيا تدق إسفيناً داخل الناتو

العقوبات الأمريكية على تركيا تدق إسفيناً داخل الناتو
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئاسة صناعات الدفاع التركية، على خلفية شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400، قابله ذلك انزعاج تركي من قبل المسؤولين.

وبحسب بيان للخارجية الأمريكية أمس الإثنين، فإن فرض العقوبات جاء بحسب المادة رقم 231 من قانون "مكافحة أعداء أمريكا"، بتطبيق عقوبات كاتسا، لشرائها صفقة هامة مع شركة روزوبورن إكسبورت، وهي الكيان الرئيسي لتصدير الأسلحة في روسيا، بالإشارة إلى شراء نظام الدفاع الجوي الروسيS-400".

وأضافت الخارجية في بيانها " لن تتمكن الصناعات الدفاعية من الحصول على رخصة تصدير من الولايات المتحدة الأمريكية ولن تتمكن من الحصول على قروض من المؤسسات المالية الأمريكية والدولية".

ونصت العقوبات على تجميد أصول رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل ديمير، إضافة إلى إدراج مواطنين أتراك في قائمة العقوبات وهم مصطفى ألبير دينيز، وسرحات غينش أوغلو، وفاروق ييت، كما سيتم فرض قيود بالنسبة لحصولهم على تأشيرات.

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، "أوضحنا لتركيا وفي مناسبات عديدة، أن شراء واختبار منظومة S-400 من روسيا من شأنه أن يعرض أمن التكنولوجيا والأفراد العسكريين الأمريكيين للخطر ويوفر أموالاً كبيرة لقطاع الدفاع الروسي، وعلى الرغم من تحذيرنا الدائم، قررت تركيا المضي قدماً". 

وأضاف عبر حسابه في "تويتر" أن "العقوبات جاءت على صناعة الدفاع التركية بقرار من الولايات المتحدة، لن نتسامح مع صفقات هامة مع قطاع الدفاع الروسي".مشيراً إلى تعليق عضوية تركيا والعمل على فصلها من البرنامج المشترك لصناعة المقاتلة F-35.

ودعا بومبيوإلى حل مشكلة S-400 بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن "تركيا حليف ثمين وشريك هام في الأمن الإقليمي للولايات المتحدة، ونسعى لمواصلة تاريخنا الممتد لعقود من التعاون المثمر في قطاع الدفاع في أقرب وقت ممكن".

وفي المقابل أعربت تركيا عن إدانتها للعقوبات الأمريكية، وذكرت الخارجية في بيان لها " ندين ونرفض العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب، وأسباب شرائنا للمنظومة الدفاعية الروسية معروفة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف بأن الخطوة التركية مبررة".

ووصفت الخارجية التركية القرار الأمريكي بأنه "خطأ جسيم وغير عادل"، مؤكدة أن تركيا لن تمتنع عن اتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية لضمان الأمن القومي.

وأكدت الخارجية أن العقوبات الأمريكية ستضر بالعلاقات الثنائية لحليفي الناتو، داعيةً واشنطن إلى إعادة النظر في قرار العقوبات والرجوع عنه، معربة عن استعداد تركيا للتعاون من أجل حل هذه المشكلة من خلال "الحوار والدبلوماسية بما يليق بالحليفين".

من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة شريكتها في حلف شمال الأطلسي أن تدعمها لا أن تفرض عليها عقوبات لشرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية، معرباً عن انزعاجه إزاء قرار واشنطن رسمياً بفرض العقوبات.

بدوره قال رئيس الصناعة الدفاعية إسماعيل ديمير إن العقوبات الأميركية لن تبعد تركيا عن تحقيق أهدافها، تحت قيادة رئيسنا رجب طيب أردوغان، وأي قرار يتم اتخاذه في الخارج ضدي أو ضد مؤسستنا لن يغير موقفي وموقف فريقي ولن يعيق صناعة الدفاع التركية بأي شكل من الأشكال".

من جانبه أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، على ذات الموقف، وقال في تغريدة له نشرها في حسابه الرسمي على تويتر " سنواصل خطواتنا لتحقيق أهدافنا في الصناعات الدفاعية".

وفي أول ردود الدولية اعتبر  وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "العقوبات على تركيا تمثل مظهراً من مظاهر الموقف الأمريكي المتعالي على القانون الدولي"، مشيراً إلى أن العقوبات ليست بالمفاجئة و  هي "غير شرعية" حسب تعبيره.

ولم يمنع التوتر السائد بين تركيا وإيران خلال الأيام الماضية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من التنديد بالعقوبات على تركيا، وقال عبر حسابه الرسمي في توتير " ندين العقوبات الأميركية على تركيا، ونعتبرها ازدراءً للقانون الدولي".

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأت تركيا باختبار منظومة الدفاع الجوي الروسي S-400، على البحر الأسود، بعد أسبوع من نقلها إلى المنطقة، وأعربت واشنطن على لسان المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس عن قلقها العميق من التقارير حول تشغيل تركيا منظومة الدفاع الجوي S- 400، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى تداعيات "وخيمة محتملة" في العلاقات الأمنية بين البلدين.

واستلمت تركيا بقيمة 2.5 مليار دولار في تموز/ يوليو في عام 2019 أول أربع بطاريات من منظومة الدفاع الجوي الروسية، وفي آب/أغسطس الماضي، وقعت روسيا وتركيا عقد توريد دفعة ثانية من المنظومة الدفاعية، ما تسبب بأزمة في العلاقات التركية الأمريكية.

من هو إسماعيل ديمير؟

إسماعيل ديمير من مواليد عام 1960 ولاية إيلزاغ، ودرس هندسة الطيران في جامعة إسطنبول التقنية وتخرج عام 1982، لينتقل في العام 1985 إلى أمريكا بمنحة من وزارة التعليم والتربية، حيث درس الماجستير في جامعة بوردو قسم الطيران والفضاء، وحصل على الدكتوراه في العام 1992 من جامعة واشنطن، وحصل على جائزة أفضل باحث خريج.

شارك في الأبحاث التي أجريت داخل المؤسسات البحثية مثل ليفرمور ومختبرات باسيفيك نورث ويست، كما عمل بعد الدكتوراة كباحث في جامعتي كولومبيا البريطانية وفيكتوريا في كندا، وفي عام 1993 بدأ العمل كأستاذ مساعد في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وأثناء عمله وأبحاثه في أميركا استدعي إلى تركيا في العام 2003.

بعد عودته إلى تركيا عمل في شركة الخطوط الجوية التركية عام 2005 وكان سبباً رئيسياً في تطويرها وارتفاع أسهمها، وفي العام 2014 تم تعينيه مستشاراً في الصناعات الدفاعية، وساهم في إتمام كثير من المشاريع الدفاعية التركية، وبعد تحول المستشارية إلى رئاسة الصناعات الدفاعية في العام 2017، تم تعيينه رئيساً لها في العام 2018، ولديمير مساهمات كبيرة ودور في تطوير الصناعات الدفاعية، وله مقالات وأبحاث عديدة في هذا المجال منشورة على مستوى العالم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات