في برنامج (تفاصيل) سياسي كردي ينسحب ويهدد بفضح "أورينت" ومحلل عراقي: أعذرهم لأنهم في كردستان!

في برنامج (تفاصيل) سياسي كردي ينسحب ويهدد بفضح "أورينت" ومحلل عراقي: أعذرهم لأنهم في كردستان!
أثارت حلقة من البرنامج السياسي اليومي (تفاصيل) على قناة أورينت، تناولت الأحداث الأخيرة في السليمانية بإقليم كردستان العراق، غضبا وهجوما كرديا، دفع بأحد الضيوف إلى الانسحاب من البرنامج، قبل أن يكمل الزميل أحمد ريحاوي، مقدم البرانامج، قراءة المقدمة.. فيما تذرع آخر في منتصف مدة البرنامج تقريبا بانقطاع الكهرباء من أجل تبرير انسحابه من النقاش.

المقدمة أشعلت فتيل الغضب!

وكان شيار خليل، قد انسحب من البرنامج احتجاجا على المقدمة التي تحدثت عن الفساد في العراق عموماً، وفي إقليم كردستان خصوصا، حيث اندلعت مظاهرات وأعمال شغب وأحرقت مقرات حكومية، بسبب تأخر دفع رواتب الموظفين في الإقليم، وقد ذكّرت مقدمة البرنامج بالفساد الذي أنهك العراقيين من مختلف الانتماءات، فقالت:

"العراق.. موطن الأوجاع التي لاتنتهي، باستثناء حفنة اللصوص والمجرمين والطائفيين والفاسدين والسرّاق.. العراق.. الذي تحول الى إقطاعيات للأحزاب الدينية والعائلية التي باسم الدين وباسم العائلة اتخذت غطاء شرعيا للسلب والنهب والثراء الفاحش.. وتحول هؤلاء اللصوص من متسولين إلى أثرياء بجنون.. على حساب العراقي.. العراقي العربي والكردي والآشوري والكلداني.. المسيحي والمسلم.. السني والشيعي.. من الشمال الى الجنوب.. ومن الفاو إلى زاخو.. وإذا كان العراق قبل أمريكا عاش في زمن الديكتاتور الأوحد فقد أصبح اليوم في زمن ديكتاتوريات متصارعة على المال والثروة والنهب والسلب والقتل.. ونحن هنا نتحدث عن العراق كله.. من جنوبه إلى شماله.. ولكن نخصص موضوعنا اليوم للتحدث عن المنطقة الأغنى في العراق والتي لايتوقف سياسيوها عن إعطاء الدروس للآخرين بالنزاهة والحرية والديمقراطية.. المنطقة التي تغلي اليوم بالغضب والمظاهرات احتجاجا على تأخر الرواتب وانتشار الفساد".

واستشهد منتج البرنامج الزميل علاء فرحات بما نشرته (نيويورك) تايمز في تحقيقها الصادر في السادس من آب أغسطس الماضي الذي تحدث عن قصر فاخر في بفرلي لمنصور بارازاني وقال: "موالو الولايات المتحدة الأمريكية لا يقلون فسادا عن غيرهم.. عائلتا البارزاني والطالباني على رأس القائمة.. والفساد هو العامل المشترك الوحيد بين الأضداد.. ولا يختلفون عليه أبدا".

حقد وكراهية ضد المكون الكردي

لكن هذه المناقشة السياسية لقضية عامة، وحديث مشتعل، سرعان ما أثارت غضب السيد شيار خليل الذي أرسل رسالة تهديد إلى منسق قسم المقابلات متوعدا فيها بأن يكتب عن الموضوع والحلقة.. ومعتبرا أن المقدمة "رسالة كراهية" على حد وصفه وقد جاء في رسالته:

"أنت قلتلي الحلقة عن المظاهرات مو عن الكراهية وتوجيه الاتهامات لحكومة كردستان" مع العلم أن توجيه الاتهامات للحكومات حينما تندلع اضطرابات واحتجاجات شعبية لأمر مطلبي ما، هو أمر أقل من عادي في وسائل الإعلام، بل هو دور وسائل الإعلام ووظيفتها.. فكيف إذا أدت هذه الاضطرابات إلى إسالة دماء وجرح متظاهرين وحرق مقار حكومية؟

وقد عاد شيار خليل ليكتب منشورا على صفحته الشخصية على فيسبوك، مبديا استغرابه في البداية " عن علاقة تلفزيون سوري بأحداث الإقليم" وهو سؤال يبدو أن الأمريكان لم يجرؤوا على طرحه على أورينت حين تابعت الانتخابات الأمريكية..  ومتحدثا عن نوايا القناة المغرضة والمشبوهة طبعا، وموجها جملة من الاتهامات بالعمالة للإخوان المسلمين وأسد في الوقت نفسه، ومرددا الأسطوانة المشروخة ذاتها عما أسماه: "حقد وكراهية واضحة ضد المكون الكردي والكرد في العراق، ومستوى من القرف في استخدام مصطلحات ليس لها علاقة بمهنة الصحافة " على حد تعبيره.. وكأنه ليس من مصطلحات الصحافة الحديث عن الفساد واللصوصية والسلب والنهب.. وعن سرقة قوت الناس وتجويعهم.. فهل المطلوب كي لا نثير "قرف" شيار خليل، أن نطبل ونزمر ونستخدم مصطلحات النفاق والدفاع عن تجاوزات العائلات الحاكمة في هذا الأقليم أو سواه؟!

عبد الباقي كولو: عائلة مناضلة وحلال عليهم  

بدوره اعتبر السيد عبد الباقي كولو، الذي استضافه البرنامج في الحلقة ذاتها، أن مسألة المظاهرات في الإقليم "ليست موضوعا اقتصاديا كما يظهر في وسائل الإعلام العربية، وبعض الوسائل الأخرى المحسوبة على الأحزاب الإيرانية" مشددا على الأيادي الإيرانية في زعزعة الأمن في إقليم كردستان العراق،  والتضخيم الإعلامي العربي... فأكد بذلك أن المشكلة في مثل هذه المناقشة هي الشماتة الإيرانية والتضخيم الإعلامي العربي.. ومعتبرا أن عائلة البرزاني عائلة مناضلة لها مئة عام تحمل السلاح وتقاتل في هذه الجبال و"حلال عليهم" ما يفعلون! 

عبد الأمير طارق: أعذرهم لا يستطيعون التكلم

لكن المحلل السياسي  العراقي (عبد الأمير طارق) الذي كان مشاركا في البرنامج أيضا، تولى الرد على هذه الاتهامات وعبر عن جوهر المشكلة.. فلا هي حقد ولا هو خطاب كراهية.. ولا هي مكون كردي أو عربي بالنسبة لأورينت.. حيث قال: "أشكر مساهمات الأخوة في كردستان، وأعذرهم لأنهم في كردستان، ولا يستطيعون أن يتكلموا عبر الإعلام بما يحصل في هذه المحافظات من تسلط الأحزاب" وأضاف: " بعد 2003 أكذوبة سطرتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها بأنها جاءت بديمقراطية. لا توجد ديمقراطية في العراق بعد 2003، وأي شخص يتحدث عن شخص معين في السياسة، ويقول هذا من الفاسدين.. يُقتل أو تقتل عائلته بالكامل". 

وعاد المحلل السياسي عبد الأمير طارق لطرح تساؤلات تمس عمق المشكلة الاقتصادية التي يعانيها إقليم كردستان العراق والتي كانت جوهر موضوع حلقة (تفاصيل).. فقال:

" أنا أريد أن أسأل سؤال للأخوين اللي أنت سألتهم وابتعدوا <انسحبوا>.. أموال الإقليم أين تذهب؟ الإقليم يصدّر 600 ألف برميل نفط يوميا، يفترض أن يسدد 250 ألفا، ومع ذلك الحكومة المركزية ما تسأله عن الـ 350 ، المنافذ الحدودية.. المطارات.. تأتيهم مبالغ كبيرة منها، لا يُسلّم شيء منها للحكومة المركزية، ومع ذلك يريدون من الحكومة المركزية أن تعطيهم 17% ".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات