أورينت نت تسأل زملاءه وقياديي "الجيش الوطني": بأي ذنب قتل حسين الخطاب؟

أورينت نت تسأل زملاءه وقياديي "الجيش الوطني": بأي ذنب قتل حسين الخطاب؟
كان شاهداً على جرائم ميليشيا أسد وحلفائها، فأصبح شهيداً بنيران مجهولين في مدينة الباب شرق حلب، الإعلامي حسين خطاب الملقب بـ "كارة السفراني"، وقتيلاً  آخر ينضم لقوافل الإعلاميين الثوريين الذين قضوا فيما باتت توصف بأخطر بلد على حياة الإعلاميين في العالم .

حيثيات الجريمة وإرهاصاتها

تفيد مصادر ميدانية بأن مسلحين اثنين مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقا 10 رصاصات على الإعلامي حسين خطاب بجانب مقبرة مدينة الباب في الوقت الذي كان فيه يعد تقريرا عن جائحة كورونا، وفيما لم تعرف هوية القَتلة بعد تداول ناشطين منشورا سابقا لـ"خطاب" كشف فيه عن تعرضه لتهديدات بالتصفية من قبل أشخاص، قال إنهم موجودون في قرية ترحين التابعة لريف مدينة الباب، ، وأضاف أنه قدم بلاغاً ضدهم لقيادة “الشرطة الوطنية” في مدينة قباسين. 

والعام الماضي نجا "خطاب" من محاولة اغتيال بدراجة نارية مفخخة في مدينة السفيرة التي ينحدر منها ما اضطره لمغادرة المنطقة. 

عمله الثوري

تدرج الإعلامي حسين خطاب في رصد تطورات الثورة السورية منذ بدايتها حيث عمل كمراقب ميداني لصالح منظمة الخوذ البيضاء وهو عضو في اتحاد إعلاميي حلب خاتماً مسيرته مراسلاً لقناة "تي آر تي" التركية التي كان يرفدها بمواد مختلفة عن منطقة درع الفرات الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني". 

لا يمكن التنصل من المسؤولية 

يؤكد القيادي في "الجيش الوطني" مصطفى سيجري أن الجميع يتحمل مسؤولية الجريمة بدءاً من الجيش الوطني و وزارة الدفاع وصولاً لوزارة الداخلية والشرطة العسكرية.

ويمضي سيجري في حديثه لموقع أورينت نت: "لا يمكن التنصل من المسؤولية خصوصاً بعدما تبين أن الشهيد كان قد تقدم بشكوى للشرطة العسكرية وأعلم الجهات المختصة سابقاً عن مخططات اغتياله ". 

وتعهد سيجري بمتابعة القضية وضمان محاسبة المجرمين وكذلك الجهات التي رفضت التعاون مع القتيل وتأمين الحماية له عبر متابعة الشكوى التي تقدم بها.

صفر عداوة وسجل كبير بالبذل

يؤكد إسماعيل الرج مدير مكتب اتحاد إعلاميي حلب وريفها الذي كان ينتمي إليه حسين خطاب أن الأخير لا يملك عداوة مع أحد بل على العكس هو شخص ودود مع الجميع، ويلفت معلقاً لموقع أورينت نت عن زميله خطاب :"حسين من أوائل الثوار وأوائل الإعلاميين في الثورة .... أعرفه منذ ٧ سنوات لم يدخر جهدا طيلة السنوات ببذل كل ما هو ممكن في سبيل إيصال صوت الثورة بفقداننا لحسين فقدنا صديقا عزيزا ورفيق درب بالثورة ... سنكمل الدرب من بعده ومن بعد الشهداء الإعلاميين الذين سبقوهم". 

"وصمة عار على جبين الفصائل"

لا يستبعد الإعلامي حسن المختار استمرار مسلسل الاغتيالات بحق الإعلاميين طالما استمر الوضع الراهن، ويقول لموقع أورينت نت:" اغتيال حسين الخطاب وصمة عار على جبين الفصائل العسكرية لأنها غير مؤتمنة على حماية مبادئ الثورة السورية وتوفير بيئة آمنة لحياة السوريين تضمن بالدرجة الأولى حرية الرأي التي كانت إحدى منطلقات الثورة". 

 سوريا الأكثر فتكاً بالصحفيين عالمياً

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 707 صحفيين منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011.

وأوضحت في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في أيار الفائت، أن سوريا تعتبر من الدول الأكثر فتكاً بالصحفيين، حيث تصدرت دول العالم من حيث حصيلة القتلى الصحفيين عام 2019. 

وأضاف التقرير أن "سوريا احتلت المركز 174 (من أصل 180 بلداً) للعام الثاني على التوالي حسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2020، الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود". 

وفي حين تتوزع مسؤولية الانتهاكات ضد الصحفيين على كافة الأطراف في سوريا , إلا أن نظام أسد وحلفاءه يتصدرون المرتبة الأولى في جرائم القتل والاختطاف بحق الصحفيين فوفق أرقام "الشبكة السورية" قُتل 551 صحفياً، بينهم سيدة و5 أجانب , على يد ميليشيات أسد وإيران، كما أودت الغارات الروسية بحياة 22 صحفياً , فيما يعتقل نظام أسد 353 صحفيا بينهم صحفيون أجانب حسب التوثيقات ذاتها.

مآلات اغتيال الإعلاميين 

قبل أيام غادر 35 إعلاميا الشمال السوري إلى تركيا تمهيدا للسفر إلى ألمانيا بعدما قبلت الأخيرة طلبات لجوئهم وقد أفرزت هجرة هؤلاء الإعلاميين جدلا ما بين مؤيد يدعم حقهم في حياة أفضل وبين رافض يشدد على حاجة المناطق المحررة لحملة الكاميرا . 

لكن اغتيال الإعلامي حسين الخطاب أخيرا أعاد الجدل ليس لهجرة الإعلاميين الأخيرة فحسب , بل سلط الضوء على الفلتان الأمني في مناطق ساهم الإعلاميون ذاتهم في تحريرها بدءا من رصد انتهاكات الشبيحة من الأزقة الضيقة إلى نقل المظاهرات الشعبية وصولاً لمعارك التحرير، وقد آثر هؤلاء البقاء في المناطق المحررة رغم القصف وموجات النزوح وهو ما يفترض حياة آمنة للإعلاميين توازي حجم التضحيات التي قدموها فيما تُطرح أسئلة عن مآلات اغتيال الإعلاميين ضمن عمليات تخدم نظام أسد دون أن يخسر طلقة واحدة وما هو السبب الذي يقتل من أجله شخص لا يملك سلاحاً سوى الكاميرا ؟

التعليقات (1)

    صارم البدار

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    بحفظ ستين الف صرماية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات