قادة شيعة يكشفون مسؤولية ميليشيا تدعمها إيران عن استهداف المصالح الأمريكية في العراق

كشف قادة وسياسيون شيعة لموقع Middle East Eye، أن ميليشيا "عصائب أهل الحق"، وهي إحدى الفصائل المسلحة العراقية الأكثر نفوذاً والمدعومة من إيران، هي الجهة التي تهاجم المصالح الأمريكية في العراق، زاعمةً أن هذه الهجمات تحدث رغم الحذيرات الإيرانية من شنها.

وبحسب المصدر ففي أكتوبر، أصدرت إيران أوامر لحلفائها المسلحين في العراق بعدم مهاجمة أهداف أمريكية، خوفا من ردود فعل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يسعى لعرقلة الجهود الإيرانية للتفاوض مع خليفته، جو بايدن، للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

ونقل الموقع عمن أسمته "قائد إحدى الفصائل المسلحة"، إنه رغم التوجيهات الإيرانية الصريحة والصارمة، نفذت ميليشيا "عصائب أهل الحق" التي يقودها المدعو "قيس الخزعلي" بعض الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد والمبعوثين الأمريكيين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية "دون التنسيق مع أي من الفصائل الأخرى أو الإيرانيين".

وأفادت مصادر أمنية، أن قافلتين عسكريتين تحملان معدات للقوات الأميركية استهدفا، يوم الخميس، بعبوات ناسفة ما أدى إلى أضرار مادية على الطريق السريع جنوب بغداد.

وسبق تلك الانفجارات هجوم صاروخي استهدف السفارة الأمريكية وسط بغداد في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة سبعة آخرين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بعدد من الممتلكات الخاصة والمباني الحكومية.

وأعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "لواء قاسم الجبارين" مسؤوليتها عن هجمات الخميس، فيما أعلن فصيل آخر يطلق على نفسه اسم "أصحاب الكهف" المسؤولية عن هجوم نوفمبر بالصواريخ.

وحتى وقت قريب، كانت كلتا المجموعتين غير معروفتين من قبل، لكن تم تداول أسمائها خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تناوبوا على إعلان المسؤولية عن هجمات استهدفت قوافل الدعم اللوجستي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عدد من المحافظات.

وعلى الرغم من توجيه أصابع الاتهام إلى "كتائب حزب الله"، الميليشيا الشيعية الأكثر نفوذاً، إلا أن قادة أربعة فصائل شيعية مسلحة، بما في ذلك عصائب أهل الحق ، نفت تورطها في هذه الهجمات.

وبدلاً من ذلك، أصروا على أن "عصائب أهل الحق" نفذت الهجمات، مما وضع حداً للهدنة التي طرحتها الميليشيات مع الولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول.

وميليشيا "عصائب أهل الحق" هي فصيل مسلح شيعي، انشق عام 2006 عن "جيش المهدي، الجناح المسلح السابق لحركة "مقتدى الصدر"، حيث استقطب الفصيل في بدايته مقاتلين من ذوي الخبرة والمهارات القتالية، ونفذ بالاشتراك مع "كتائب حزب الله" هجمات ضد القوات الأمريكية بين عامي 2006 و 2008.

ومنذ البداية، كانت عصائب أهل الحق مدعومة ومجهزة ومشرفة من إيران، وحتى الشهر الماضي كانت من أهم وأقوى الأذرع الإيرانية في العراق، حيث يمثل عصيان "العصائب" (إذا صحت الأنباء) "مفاجأة" للقوات السياسية والمسلحة الشيعية.