إدلب
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: "متأكد أن النظام لن يعود إلى إدلب بسبب الجيش التركي، والذي يمتلك حوالي 20 ألف جندي، وربما 30 ألفا هناك، ولديهم (الأتراك) القدرة على منع النظام من الذهاب إلى إدلب"، لافتاً إلى حصول أنقرة على دعم من أمريكا و حلف (الناتو) وأوروبا لوجودها في شمال غرب سوريا.
وأعاد جيفري التأكيد على ما صرح به نائبه السابق والمبعوث الجديد إلى سوريا (جويل رايبرن) في وقت سابق لأورينت، حول دعم بلاده لتركيا في مواجهة نظام وميليشيات أسد إذا ما حاولت الهجوم على إدلب، وقال: قدمنا الدعم الدبلوماسي، وتحدثنا مع الأتراك حول ذلك والدعم اللازم. كما أن الرئيس دونالد ترمب قال هذا بوضوح في سبتمبر (أيلول) 2018، إضافة إلى الرسالة التي نقلها السفير ديفيد ساترفيلد إلى حلف الناتو لدعم تركيا في مارس (آذار) العام الماضي".
النظام ضعيف
ولفت المبعوث الأمريكي السابق إلى الضعف الذي يعاني منه نظام أسد من جوانب عدة، مؤكداً أنه "أضعف اقتصادياً" مما كان عليه عندما تسلم منصبه كمبعوث لسوريا، وقال: "انظر ما يحصل لقيمة الليرة السورية. انظر إلى الانقسام في النخبة الحاكمة، ووضع (رجل الأعمال وابن خال بشار) رامي مخلوف. أيضاً، فإن داعمي النظام روسيا وإيران وخصوصاً الأخيرة تحت ضغط العقوبات الأمريكية أيضاً، العقوبات الأمريكية ستزداد تشدداً على النظام، النظام ضعيف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً".
وحول إذا ما تتسبب العقوبات بضرر للمدنيين، أكد أن "العقوبات تضرب بالنظام وتعرقل قدرته على اتخاذ القرار والأعمال العسكرية، في المقابل" وأضاف "نحن قدمنا أكثر من 12 مليار دولار أمريكي لدعم السوريين. ربما هناك بعض التأثير على السكان، لكن يجب ألا ننسى أن السبب الرئيسي لمعاناة السوريين هو قرار نظام الأسد والفساد والرشاوى. هذا ليس بسبب العقوبات".
روسيا غارقة في "المستنقع" السوري
جيفري أكد أن روسيا اليوم في "خضم المستنقع"، قائلاً: "نعرف أنهم يدركون أنهم في المستنقع. لكن حتى لو كنت في مستنقع، وهذا حصل معنا في فيتنام، فإن الأمر يأخذ وقتاً كي تدرك ذلك بعمق وتتصرف على هذا الأساس. حصل هذا مع السوفييت في أفغانستان، وحصل مع إيران في جنوب العراق في الثمانينات (خلال الحرب بين الطرفين). الأمر يأخذ سنوات".
والروس مقتنعون بأنهم لن يحققوا نصراً عسكرياً في سوريا - الحديث لجيفري - ثانياً، يدركون أن الأسد ليس ذا شعبية وليس مؤثراً، لكن الروس لم يتخذوا خطوات للحل السياسي والدبلوماسي، حيث حاولوا دعم مؤتمر اللاجئين الأخير في دمشق، لدعوة المجتمع الدولي، ونعرف أن المجتمع الدولي لن يقبل ذلك، لذلك عرقلنا أي مشاركة جدية في هذا المؤتمر كي نظهر لهم أن ذلك (مقاربة روسيا) ليس صحيحا. وإذا الروس واصلوا محاولاتهم هذه، فإننا سنظهر لهم أن هذا لن ينجح. لدينا الوقت.
وبحسب المبعوث الأمريكي، فإن "المستنقع" هو عندما يكون الروس في وضع يستثمرون مواردهم من دون نجاح ومن دون الخروج (مخرج من الأزمة). لذلك، سيكون عليهم الصراع كي لا يسقطوا أو يغرقوا.في نهاية المطاف، سيقررون اتباع أسلوب آخر، وهو التعاون معنا والمجتمع الدولي.
تطبيع مشروط مع أسد
ولم يستبعد جيفري التطبيع مع نظام أسد، لكنه تطبيع محدد بشروط، وهي: "تطبيق القرار 2254، أيضاً، في أي تسوية وكجزء من أي تسوية، يجب انسحاب تركيا وأمريكا والقوات الإيرانية وعدم توفير ملجأ آمن للإرهابيين والعمل مع المجتمع الدولي ضد الإرهابيين، إضافة إلى تنفيذ جميع الالتزامات المتعلقة بالبرنامج الكيماوي في اتفاق 2013 (الذي أبرم بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف قبل إصداره في القرار الدولي 2118). أيضاً، محاسبة أولئك الذين ارتكبوا جرائم الحرب. والعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعودة كريمة وحرة للسوريين إلى بلادهم. هذا ما نتوقعه".
وفي حال قبل أسد هذه الشروط، فهل ستقبل أمريكا التطبيع والتعامل معه؟ قال: هذا لا يتعلق بقبول الأسد. هذا يخص مقاربة «خطوة مقابل خطوة» وهذا ما قلنا للروس. في حال قبول هذه الشروط، فإننا سنخفف الضغط خطوة بعد خطوة ونرفع العزلة الدبلوماسية والعقوبات".
وإذاً تشمل هذه الخطوة (رفع العزلة) بشار أسد نفسه ، قال: "إذا الأسد نفسه بدأ تنفيذ هذه الشروط، فإننا سنبدأ بالرد (بخطوات) نعم صحيح".
التعليقات (6)