روسيا "تهدد" ميليشيا قسد بالأتراك وتضعها بين خيارين

روسيا "تهدد" ميليشيا قسد بالأتراك وتضعها بين خيارين
هددت روسيا ميليشيا قسد بترك مدينة عين عيسى الاستراتيجية شمال الرقة، للأتراك في حال عدم الرضوخ لمطالبها وتسليم البلدة لميليشيات أسد الطائفية.

وجاء هذا التهديد بشكل مبطن، عبر قيام وكالة سبوتنيك الروسية بنشر تقرير عنونته بـ" مدينة عين عيسى الاستراتيجية .. قسد بين خيارين تسليمها للجيش السوري أو سيناريو عفرين"، وفق تعبير الوكالة.

ونقلت الوكالة في تقريرها عن مصادر لم تسمها أن "قسد أمام خيارَين لا ثالث لهما؛ الأول يمكن تسميته بخيار عفرين"، في حال أصرت على القتال والدفاع عن تلك المدينة، وبالتالي خسارتها بسبب التفوّق التركي بالأسلحة والعتاد.

وأما الخيار الثاني الذي لاثالث له فهو تسليم المدينة لما أسمته الوكالة للجيش العربي السوري وعودة مؤسسات الدولة السورية والسكان النازحين إليها بشكل كامل، بدعوى أن ذلك سيحمي "الآلاف من المدنيين من التهجير القسري".

ورغم عدم تسمية المصادر التي ذكرت أن قسد أمام خيارين لاثالث لهما، إلا أن التقرير كشف بشكل واضح أن هذه مطالب روسيا.

وقال بهذا الخصوص: إن هذا بالضبط ما يعمل عليه الجانب الروسيٍ الذي طلب بشكل رسمي من تنظيم "قسد" في اجتماع ثلاثي عقد الأسبوع الماضي، وضم ممثلين عن الجيش العربي السوري و"قسد"، تسليم المدينة للجيش السوري وإنشاء مربّع أمنيّ في المدينة على غرار مدينتي الحسكة والقامشليّ لقطع الطريق على أي عملية تشنها الميلشيات التركمانية الموالية للجيش التركي"، على حد وصف الوكالة.

وبحسب التقرير فإن المطلب الروسي قوبل بالرفض من قبل قسد بسبب الضغط الأمريكي، إلا أنها عادت لتقبل بعد ساعات بإنشاء نقاط مشتركة بين جميع الأطراف في محيط المدينة من جهة الغرب والشمال والشرق، لمراقبة وضبط الخروقات التركية للتفاهمات السابقة.

الاحتلال الروسي غير راضٍ

وفي التاسع من الشهر الجاري أعلنت  قسد توصلها إلى اتفاق مع ميليشيا أسد برعاية الاحتلال الروسي لنشر نقاط مراقبة مشتركة في محيط عين عيسى على الطريق الدولي بريف الرقة، وفقا لما نقلت وكالة هاوار عن مسؤول "قسد" في مدينة تل أبيض رياض الخلف.

وبحسب الخلف فإن ثلاث نقاط عسكرية سيتم نشرها شرق بلدة عين عيسى وغربها وشمالها على محاذاة الطريق الدولي، ومهمتمها مراقبة وقف إطلاق النار في تلك المناطق.

من جانبها لم تعلن روسيا وميليشيا أسد رسميا عن الاتفاق أو فحواه كما فعلت قسد، في إشارة إلى أنهما غير راضين بذلك، ويريدان السيطرة على المدينة بشكل كامل، الأمر الذي كشفه تقرير الوكالة الروسية اليوم بشكل واضح.

"جيفري لا يستبعد"

وبعد إعلان قسد بيوم واحد، لم يستبعد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، في مقابلة أجراها مع موقع "المونيتور"، مضي تركيا للسيطرة على مدينة عين العرب والتي تشكل الجيب الفاصل بين منطقة "نبع السلام" شرقاً و"درع الفرات" غرباً، بموافقة روسية.

وأتت مقابلة المبعوث الأمريكي، وسط تصاعد في التوتر شرق الفرات بين الجيش التركي وميليشيا "قسد" على وجه الخصوص في منطقة عين عيسى الواقعة على الطريق الدولي (M4).

ولفت جيفري إلى استغلال العداء بين قسد وتركيا، حيث تتعرض الميليشيا لابتزاز روسي، في حين يعارض الروس وجوداً تركياً موسعاً في سوريا، قائلاً: الروس لا يريدون رؤية وجود تركي موسع في سوريا، وإن أفراد "قسد" يواصلون القول إن الروس يقولون لهم إن الأتراك على وشك القدوم (هذا تهديد روسي) وهو تكتيك روسي فج للوصول إلى حقول النفط.

وتعتبر  عين عيسى منطقة استراتيجية كونها تقع جنوب الطريق الدولي (M 4) بنحو 2 كم، وتشكل نقطة استراتيجية وعقدة طرق بين ثلاث محافظات هي الحسكة والرقة وحلب، كما تحتوي على مخيم للاجئين ومقر للفرقة الـ17 التابعة لميليشيات أسد، عدا عن كونها عقدة للطرق من جهة الشرق باتجاه الحسكة بعد تقاطع الجلبية الواقع على مفترق طرق عين العرب - الحسكة - حلب بعد جسر "قره قوزاق" على نهر الفرات.

 وتحاول جميع الإطراف المتنافسة فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، فبالنسبة لميليشيا "قسد" الموالية للجيش الأمريكي والتي تسيطر على الجزء الأكبر منها ومن قراها، تعنى خسارتها للمدينة خسارة شريان حيويّ مهمّ، وقطع لطريق الإمداد عن مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج بريف حلب، وعزلها عن الرقة ومحافظة الحسكة، وتقطيع كامل لما يسمى (إدارة الأقاليم) التي تديرها الميليشيا، أما بالنسبة لروسيا وميليشيا أسد فيعني السيطرة على المدينة الاقتراب أكثر من حقول النفط، والاستفادة من أراض زراعية واسعة تغطي جزءا كبيرا من العجز الغذائي الذي تعاني منه مناطق أسد وخاصة في مادة "الخبز".

أما في حال سيطرة تركيا والجيش الوطني على المدينة، فإن ذلك يعني لتركيا إبعاد خطر  قيام كيان انفصالي كردي على حدود تركيا بشكل كبير، ويعني للجيش الوطني قطع طريق إمداد ميليشيات أسد بالنفط والقمح (M4)، والتحكم بعقدة طرق استراتيجية في سوريا، فضلا عن توسعة مناطق نفوذه، في منطقة نبع السلام الممتدة من تل أبيض (الرقة) إلى رأس العين (الحسكة).

التعليقات (1)

    خلية الربيع العربي

    ·منذ 3 سنوات 4 أشهر
    يجب رعاية اتفاق نبع السلام التي اقترحها السلطان العثماني رجب طيب اردوغان ووضع معاير السلام والازدهار وفق اتفاقية جنيف أستانا والمبادر الجامعة العربية السلام الدولي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات