"استفزازات تركيا" تجعلها في مرمى العقوبات الأوروبية والأمريكية

"استفزازات تركيا" تجعلها في مرمى العقوبات الأوروبية والأمريكية
اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على تركيا على خلفية نشاطها شرق البحر المتوسط، تزامناً مع الحديث عن فرض عقوبات أميركية بسبب شرائها منظومة S-400 الروسية.

ووفقاً للبيان الذي صدر فجر اليوم عن الاتحاد الأوروبي، عقب اجتماع القمة أمس في بروكسل، "ستتركز العقوبات حول عدة أشخاص وسيعلن عن أسمائهم لاحقاً"، وستُضاف أسماؤهم على اللائحة السابقة التي صدرت في 2019 وشملت كل من له صلة بعمليات التنقيب.

وأشار البيان أن العقوبات ستُعرض على الدول الأعضاء الـ27 للموافقة عليها، ويمكن أن يتخذ الاتحاد إجراءات إضافية في حال واصلت تركيا أعمالها.

وتمنع العقوبات الأشخاص المسجلين في اللائحة من دخول أراضي دول الاتحاد ومصادرة أصول أموالهم وحظر التعامل معهم، لتضييق الخناق عليهم بالتدريج.

وكلف القادة الأوروبيون تفويضاً لوزير خارجية الاتحاد، جوزيب بوريل، بتقديم تقرير عن تطور الأوضاع بمدة أقصاها حتى آذار/ مارس 2021.

و وصف البيان تصرفات تركيا بـ "الأعمال الاستفزازية أحادية الجانب والمستمرة"، وكما أدان قادة الاتحاد الأوروبي افتتاح منطقة "مرعش" في شمال قبرص التركية، مطالبين أن تبدأ المفاوضات من أجل حل مشكلة قبرص تحت رعاية الأمم المتحدة.

وبالمقابل لم يتم قبول قرار بشأن العقوبات الشديدة، وحظر الأسلحة الذي طالبت به اليونان وقبرص اليونانية في قمة الاتحاد الأوروبي.

ومن جانب آخر بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ اليوم، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،  وقع على حزمة عقوبات ضد تركيا، بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية S-400.

وأضافت الوكالة "وقع ترامب على حزمة الإجراءات ضد تركيا، التي اقترحها وزير الخارجية مايك بومبيو، في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا عن طريق العقوبات، دون الإشارة إلى نوعية العقوبات".

وفي وقت سابق كانت قد نشرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة بصدد الإعلان عن فرض عقوبات على تركيا، وأن "ذلك قد يحدث في أي يوم".

وأشارت الوكالة أن العقوبات سوف تشمل إسماعيل ديمير رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية والمؤسسة نفسها.

وقال مسؤول تركي كبير في حديث مع رويتز، "العقوبات لا تعمل، لها تأثير معاكس، يضر بالعلاقات"، لأن حل هذه المشاكل مع تركيا يكون من خلال الدبلوماسية والتفاوض حسب تعبيره، مضيفاً "نحن لا نقبل فرضيات أحادية الجانب".

وسبق أن هددت واشنطن أنقرة بفرض عقوبات قاسية عليها، بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية S-400، وحذر أيضاً الاتحاد الأوروبي تركيا بفرض عقوبات إذا لم توقف تركيا أعمالها " الاستفزازية" شرق المتوسط.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، "أن أي عقوبات قد يفرضها الاتحاد الاوروبي خلال قمته ضد بلاده لن يكون لها تأثير، ولا تشكل مصدر قلق كبير لنا".

وفيما يخص المفاوضات حول الخلافات القائمة شرق المتوسط، أكد أردوغان "استعداد تركيا لخوض محادثات مع الجميع"، لافتاً إلى أن أثينا "من يتجنب طاولة المفاوضات" لحل الأزمة.

ولفت رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب سابقاً، إلى أن جهات دولية تعمدت تصعيد التوتر في شرق المتوسط، عقب بدء تركيا فعاليات البحث والتنقيب في تلك المنطقة، وإبرامها اتفاقية بحرية مع ليبيا.

ومن الجدير بالذكر أن التوتر تصاعد بين تركيا واليونان، مع إطلاق تركيا سفينة التنقيب للقيام بعمليات استكشاف في المناطق البحرية المتنازع عليها مع اليونان وقبرص.

وكانت تركيا أرسلت في الأشهر الأخيرة عدة سفن للتنقيب عن موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط مصرّة على حقوقها في المنطقة، وكذلك حقوق جمهورية شمال قبرص التركية.

وأعربت العديد من دول الاتحاد الأوروبي عن استيائها من سلوك تركيا في شرق المتوسط، وعمليات التنقيب عن الطاقة ومحاولاتها الاستفزازية.

وقامت تركيا باتباع سياسة لتهدئة التوتر، عندما أعادت سفينتها الريس عروج إلى ميناء أنطاليا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات