أورينت نت تفتح ملف القرم بعد القرار الأممي: غضب روسي في مواجهة النفوذ التركي والتأهب الأمريكي!

أورينت نت تفتح ملف القرم بعد القرار الأممي: غضب روسي في مواجهة النفوذ التركي والتأهب الأمريكي!
صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس على قرار يطالب روسيا بسحب قواتها العسكرية على الفور من شبه جزيرة القرم، "وإنهاء احتلالها المؤقت لأراضي أوكرانيا دون تأخير. 

روسيا قوة احتلال

وتضمن القرار اعترافًا صريحاً بروسيا كقوة محتلة لشبه جزيرة القرم وطالبها بسحب قواتها العسكرية فوراً وبشكل كامل غير مشروط من تلك المنطقة، كما شددت المنظمة الدولية على ضرورة وقف الأنشطة الصاروخية والنووية الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وجرت المصادقة على القرار بعد تصويت 63 عضوا وامتناع 62 آخرين مقابل اعتراض 17 عضوا بينهم روسيا وأنصارها كالصين وكوبا وفنزويلا وإيران.

وكان القرار قد طرح من قبل 40 دولة من بينها، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا ودول البلطيق، بالإضافة إلى أستراليا وكندا.. ما شكل ثقلا سياسياً قوياً. 

وقال سيرهي كيسليتسا ممثل أوكرانيا لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة،: "إن احتلال شبه جزيرة القرم وتحويلها إلى مقر عسكري قوي لروسيا في المنطقة هو انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". 

وأضاف المسؤول الأوكراني أن ازدياد الوجود العسكري الروسي في المنطقة يشكل تهديداً للسلام والأمن في منطقة البحر الأسود.

الانتصار التركي في كاراباخ! 

وفي حديث خاص لأورينت نت، كشف مصادر صحفية خاصة لأورينت نت، أن هناك تخوفاً من أن يسمح عهد (بايدن) القادم إلى البيت البيض،  لأوكرانيا بتكرار سيناريو كراباخ في أذربيجان في القرم بدعم من الناتو.. وخصوصاً أن تركيا دخلت على الخط، وحققت اختراقا تكنولوجيا عسكريا للتكنولوجيا الروسية في القرم، وهو ما تجري روسيا تحقيقا فيه.  

وتقول هذه المصادر الخاصة أن حرب ناغورني – كاراباخ بين أذربيجان المدعومة من تركيا، وأرمينيا المدعومة من روسيا،  كانت متوقعا لها – حسب الخبراء الروس أن تستمر حتى الربيع القادم، لكن التفوق التركي في الطائرات المسيرة حقق نصرا أذربيجانيا ساحقا وسريعا، الأمر الذي صدم الروس. 

مركز اتصالات تركي في أوكرانيا! 

بعد انتهاء ناغورني كاراباخ أدركت أوكرانيا أهمية دعم الناتو، وعبرت عن استعدادها للانضمام إلى الناتو، رغم حساسية ذلك بالنسبة لروسيا التي ستعتبر ذلك إعلان حرب عليها، مقابل مساعدة الناتو لها في استرجاع القرم. 

وقد التقط الناتو الرغبة الأوكرانية، فدفع بتركيا المنتشية بنجاحها في أذربيجان إلى الساحة الأوكرانية.

وقد نشر أحد المواقع الاستخباراتية الروسية بالأمس خبرا يقول إن تركيا أنشأت مركز اتصالات بأدويسا الأوكرانية الواقعة على ساحل البحر الأسود، وهو ما رأته روسيا اختراقا كبيرا في ظل تقنية الاتصالات الروسية المتخلفة التي باتت تحتاج إلى تطوير.. والتي قد يستغرق تطويرها حسب الخبراء من سنتين إلى ثلاث سنوات.

فرنسا تعرض خدماتها! 

حسب المصدر الخاص الذي تحدث لأورينت نت ، فإن بعض الأصوات تعالت في الصحافة الروسية مؤخراً بضرورة تسوية المشكلات العالقة مع تركيا في سوريا وليبيا.. إلا أن أصوات  متشددة أخرى رأت أن طلبات تركيا قد تكون كبيرة في هذه الحال.. ويفضل أن يتم إخراجها من مجال النفوذ الأوكراني بلا تقديم أي تنازلات تذكر.. وخصوصا أن فرنسا عرضت خدماتها على روسيا لمساعدتها في تطوير تكنولوجيا الاتصالات، لمجابهة تركيا التي تعيش هذه الأيام أعلى درجات التوتر مع فرنسا منذ عقود. 

لكن المصدر لفت إلى أن الناتو سيكون جادا في دعم الدور التركي المقبل في القرم، وخصوصا أنه سيدعم قانونا يمنع الدول الكبرى كالصين وروسيا بالتوسع خارج حدودها، ويريد أن يضع حدا للإمبراطورية البوتينية التي تريد وضع القوقاز تحت سيطرتها.. والتي ترى أن من يحكم القرم يحكم البحر الأسود. 

تأثير سياسي وليس إلزاميا!

وبالعودة إلى قرار الأمم المتحدة يؤكد المحلل السياسي (رائد جبر)  في تصريح خاص لأورينت نت أن القرار ليس له تأثير إلزامي مباشر لكونه صادرا عن الجمعية العامة وليس من مجلس الأمن، ويرى جبر أن تأثير القرار سياسي رمزي.. وفحواه أن هناك غالبية دولية لا تزال تثير قضية القرم، رغم توقعات روسية بتراجع هذا الملف على سلم الأجندات الدولية..  فيما يتوقع جبر أن تحظى مسألة القرم بأهمية لافتة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإدارة البيت الأبيض.. وهو ما يتقاطع مع أكدته المصادر الصحفية الخاصة لنا. 

وينوه رائد جبر بتصويت تركيا لصالح القرار، مؤكداً أن تركيا ورغم اتفاق الضرورة بينها وروسيا في أكثر من ملف.. إلا أنها ترفض الوجود الروسي في القرم بسبب الروابط بين تتر القرم وبين الأتراك.. وهذا الموقف يراه جبر نقطة خلافية ثابتة بين موسكو وأنقرة دون أن يجرّ ذلك تدهورا للعلاقات كما يرى.

اعتقالات بحق الأتراك التتار! 

وكانت روسيا قد أجرت في منتصف آذار/ مارس من  عام 2014، استفتاءً أحادي الجانب في شبه جزيرة القرم ضمت من خلاله شبه الجزيرة لأراضيها، ولم يُعترف عالمياً بهذا القرار.. فيما قتل نحو 13 ألف شخص جراء المواجهات بين القوات الأوكرانية وتلك المدعومة من روسيا والتي بدأت تمردها ضد كييف. وتقول تركيا إنه  منذ قرار الضم "غير الشرعي" يتعرض المواطنون الأوكرانيون من سكان القرم، وعلى رأسهم الأتراك التتار، للقمع بما في ذلك الاعتقالات والاحتجازات التعسفية.

فيما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمدينة إسطنبول في أكتوبر من العام الجاري، أن أنقرة لم ولن تعترف بضم روسيا غير المشروع لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها. وأضاف أردوغان أن تركيا تعتبر أوكرانيا دولة محورية لضمان الاستقرار والأمن والسلام والازدهار في المنطقة. وشدّد على أن أنقرة ستواصل دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بما فيها القرم. 

ملف يزداد سخونة! 

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذا الملف المشتعل: إلى أي حد سيضع ملف جزيرة القرم علاقات تركيا وروسيا على مفترق طرق حاد، يزيد من خلافات الدولتين في ملفات إقليمية ودولية كثيرة.. وهل سيؤدي النفوذ التركي في هذا الملف بالذات إلى ترميم علاقات تركيا بالولايات المتحدة.. بعد الانتقادات التي وجهتها إدارة بايدن إلى تركيا والسعودية معا.. وهل ستقدم روسيا تنازلات لتركيا في الملف السوري لقاء هذا كله.. على اعتبار أن سوريا تشكل بالنسبة لتركيا، ما تشكله أوكرانيا بالنسبة لروسيا.. كما يرى محللون؟! 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات