محللون لأورينت نت: لهذه الأسباب لن يفرح الروس بطريق m4

محللون لأورينت نت: لهذه الأسباب لن يفرح الروس بطريق m4
يراهن الجيش التركي على منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب بتحويلها إلى حصن عسكري منيع، وذلك بتشكيل حزام دفاعي من القواعد العسكرية على طول خط التماس مع ميليشيا أسد، لإفشال المخطط الروسي الرامي للسيطرة على مناطق جنوب الطريق الدولي "M4"، الذي يعتبر أس الصراع الحالي بين أنقرة وموسكو في سوريا.

وخلال الأسابيع الماضية عزز الجيش التركي منطقة جبل الزاوية (جنوب إدلب) بنحو 20 نقطة عسكرية على طول خط التماس مع ميليشيا أسد، لتكون المنطقة عائقا أمام الهجمات المتوقعة من الاحتلال الروسي وميليشيا أسد، بعد تصعيد لافت ومتواصل من الحليفين تجاه المنطقة ومحيطها في الفترة الماضية.

وتعتبر منطقة جبل الزاوية الجبهة الساخنة بين قوى الصراع في منطقة إدلب، والتي تسعى موسكو وأسد للسيطرة عليها كخطوة أولية للوصول إلى الطريق الدولي "M4"، كونها تقع جنوب الطريق بمنطقة خفض التصعيد بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين موسكو وأنقرة عام 2018.

• العقيد أحمد حمادي: تركيا حسمت أمرها!  

تكتسب منطقة جبل الزاوية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة أهمية استراتيجية بالغة باعتبارها منطقة مشرفة وحاكمة عسكريا على مناطق سيطرة ميليشيا أسد بريفي حماة الغربي والشمالي (الغاب وجبل شحشبو وجورين وغيرها) بحسب المحلل العسكري القعيد أحمد حمادي. 

ويضيف حمادي في حديثه لأورينت نت، أن الأهمية الجعرافية والاستراتيجية للمنطقة تجعل منها منطقة محصنة ودفاعية للقوى العسكرية المسيطرة عليها، إلى جانب أنها تشكل صلة الوصل بين مناطق سيطرة الفصائل العاملة في إدلب (غرفة عمليات الفتح المبين) ومناطق ميليشيا أسد وحلفائها بريف حماة.

وتساهم تضاريس المنطقة المرتفعة نسبيا بتسهيل العملية الدفاعية وحتى الهجومية في حالات المعارك المتوقعة، فضلا عن أنها تعيق تحقيق المشروع الروسي الهادف للوصول إلى منطقة جسر الشغور لتأمين الطريق الدولي، وهي منطقة تتنافس عليها روسيا وشريكتها تركيا منذ اتفاق سوتشي 2018.

خلال الفترة الماضية عزز الجيش التركي التحصينات العسكرية في قرى جبل الزاوية الاستراتيجية بشكل غير مسبوق، ما يجعل المنطقة حصنا عسكريا منيعا على طول خطوط التماس مع ميليشيا أسد، لتكون تلك التحصينات المتمثلة بقواعد عسكرية حزاما جديدا يفشل أي هجمة عسكرية متوقعة. 

وتمثلت تلك التحصينات بإنشاء نحو عشرين نقطة عسكرية في قرى وبلدات جبل الزاوية خلال الأسابيع الماضية من بينها قوقفين وكنصفرة والبارة، عبر تعزيزات عسكرية ضخمة دفعت بها القوات التركية إلى المنطقة، إضافة لنقل نقاط المراقبة المنسحبة من مناطق سيطرة ميليشيا أسد وإعادة تموضعها بشكل يرسم خارطة جديدة للتموضع العسكري التركي في إدلب.

يرى المحلل العسكري حمادي أن تلك التعزيزات والتحصينات التركية في المنطقة تهدف إلى تنظيم أو تشكيل جهاز دفاعي عسكري جديد يمتد على طول خطوط التماس مع ميليشيا أسد، للتصدي لأي عملية هجومية متوقعة لميليشيا أسد والاحتلال الروسي، وتمكين المنطقة أيضا من الدفاع والتصدي للخروفات المستمرة.

كما أن القوات التركية تهدف من خلال تعزيزاتها الأخيرة جنوب إدلب إلى شيئين أساسيين، أولهما ردع أي عملية عسكرية متوقعة باتجاه تلك المنطقة، وثانيهما منع الصدام العسكري بين ميليشيا أسد والفصائل المقاتلة، وفق حمادي الذي يشير إلى أن الروس يسعون دائما للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي "M4" والمتمثلة بجبل الزاوية ومدينة أريحا المحاذية لجبل الأربعين، قائلا "وعندما تتم السيطرة على هاتين المنطقتين، تقع معظم المناطق المحررة ضمن مجال رصد ورؤية (ساقطة ناريا) من ميليشيا النظام وربما تكون عديمة الفائدة عسكريا". 

غير أن حمادي يعتبر وجود تحصين منطقة جبل الزاوية بحزام دفاعي متين مشكلا من النقاط العسكرية التركية ومدعوما من الفصائل المقاتلة، "يعني أن تركيا حسمت أمرها بأنها لن تسمح للنظام وحلفائه بالتقدم والسيطرة على جنوب الطريق الدولي (M4)"، بحسب تعبيره. 

• ناجي مصطفى: الفصائل تواصل تدريبها! 

رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة الساخنة الموقع في آذار الماضي بين تركيا وروسيا، واصلت ميليشيا أسد مع حلفائها الروس خرق الاتفاق عبر قصف جوي ومدفعي تجاه البلدات والأحياء السكنية بمناطق إدلب الجنوبية والشرقية وحتى الغربية في الأشهر الماضية، في تصعيد لافت عززته الغارات الروسية المستأنفة على مواقع عسكرية ومدنية في الآونة الأخيرة.

تقول الفصائل المقاتلة في إدلب على لسان الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" ناجي مصطفى، إن التصعيد تجاه المنطقة ليس بالأمر الجديد، بل هو متواصل وبكثافة من ميليشيا أسد وحلفائها بمجازر وخروفات مرتكبة تأتي في إطار "التضليل وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار بهدف الضغط على المنطقة وتهجير المدنيين".

ويضيف مصطفى في حديث لأورينت نت، "نتوقع كافة السيناريوهات من الاحتلال الروسي وميليشيا أسد، وأولها شن عملية عسكرية تجاه المنطقة، وبالمقابل تواصل الفصائل تدريباتها ورفع جاهزيتها العسكرية بالشكل المناسب للتصدي لأي عملية متوقعة" وفق تعبيره.

• أبو خالد الشامي: تعزيز نقاط وتبديل حرس! 

تتوافق "هيئة تحرير الشام" مع تصريحات "الجبهة الوطنية للتحرير" الشريكة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، بتوقع كافة السيناريوهات العسكرية تجاه إدلب وخاصة الجهة الجنوبية، معتبرة أن كثرة القصف المدفعي والصاروخي تجاه المنطقة من قبل ميليشيا أسد هو بغرض "التخويف والردع"، بحسب الناطق باسم الهيئة أبو خالد الشامي.

ولا يرى الشامي أهمية للتحركات العسكرية المكثفة لميليشيا أسد في مناطق التماس مع الفصائل من تعزيزات وغيرها من التصعيد العسكري، ويقول في هذا الصدد "حسب المعلومات الواردة من الداخل فإن غالبها لتعزيز النقاط وتبديل الحرس".

• خلافات واتهامات روسية! 

وتخضع محافظة إدلب لاتفاق تركي- روسي في آذار الماضي وينص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية إلا أن روسيا وميليشيا أسد تخرقان الاتفاق بشكل متكرر.

وتسعى روسيا من خلال تعاونها مع تركيا إلى فتح الطريق الدولي "M4" (حلب -اللاذقية) أمام الحركات التجارية والمدنية، وهو ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين في سوتشي عام 2018، وبموجب ذلك سير الجانبان دوريات مشتركة في (مناطق خفض التصعيد) وهي المنطقة الفاصلة بين سيطرة الفصائل وميليشيا أسد.

لكن موسكو تتهم شريكتها أنقرة بالمماطلة بتنفيذ الاتفاق المتمثل بفتح الطريق الدولي وإبعاد المجموعات الجهادية عن المنطقة، وسط أنباء عن خلافات رسمتها التصريحات الرسمية بين الطرفين، خاصة أن تركيا مازالت غير راضية عن سيطرة روسيا وأسد العام الماضي على طريق "M5" الذي يمر من إدلب إلى دمشق.

ويرى محللون ومراقبون أن الخلافات بين الضامنين في إدلب تتصاعد بشكل لافت، خاصة وأن موسكو تعتبر الوجود التركي في سوريا "مؤقتا" وتطالبها بتسليم جميع الأراضي السورية لميليشيا أسد باعتبار ذلك الوجود "غير شرعي"، الأمر الذي ترفضه أنقرة حتى الوصول إلى اتفاق سياسي وتسوية سلمية للنزاع المتفاقم منذ عام 2011، والتخوفات التركية والدولية مع تصعيد جديد في إدلب آخر معاقل الفصائل والتي تحتوي أكثر من أربعة ملايين مدني بمن فيهم النازحون.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات