توتر شعبي في الجولان بسبب إسرائيل.. وحكومة أسد تكتفي بالتصوير

توتر شعبي في الجولان بسبب إسرائيل.. وحكومة أسد تكتفي بالتصوير
تشهد هضبة الجولان السوري المحتل توترا وغضبا شعبيا على خلفية محاولة إسرائيل إقامة مراوح ضخمة (توربينات هوائية) في المنطقة على حساب الأهالي وأراضيهم الزارعية، فيما اكتفت حكومة أسد بالتغطية الإعلامية للأحداث المتسارعة والتنديد بما يجرى.

وبحسب شبكات إعلامية في المنطقة فإن القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل القرى الرئيسية للجولان، أمس الاثنين، للبدء بإقامة مشروع المراوح الهوائية الضخمة في المنطقة، و منع الأهالي من الوصول إلى تلك الأراضي التي اقتحمتها الشرطة.

وذكرت الشبكات أن الأهالي أعلنوا إضرابا شاملا في المنطقة لرفض إقامة المراوح العملاقة، وقالوا في بيان: إن "هذا المشروع الاحتلالي يهدف إلى مصادرة أراضينا وتدمير كل مقومات البقاء والصمود على أرضنا السورية تحت الاحتلال الإسرائيلي، وما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين، من اقتحام أراضينا الزراعية بواسطة قوة كبيرة من شرطة الاحتلال ما هو إلا بداية لإقامة هذه التوربينات العملاقة".

القضية المتجددة بسبب محاولة إسرائيل تنفيذ مشروع مرواح هوائية لإنتاج الطاقة حيث تعهدت شركة "إنرجكس" بتنفيذ المشروع، وسط تحذيرات دولية ومنظماتية من خطورة المشروع على صحة الأهالي والأراضي الزراعية، لكن السطات الإسرائيلية لا تستجيب لتلك التحذيرات.

وفي هذه الأثناء، ركز إعلام حكومة أسد على تسليط الأضواء على الأحداث المتسارعة في قرى الجولان عبر تغطية إعلامية حية وتقارير مكثفة لتوجيه الرأي الداخلي إلى المنطقة الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن محاولة إعلام أسد تأجيج المواقف وتضخيمها.

وقالت وكالة "سانا" التابعة لحكومة أسد اليوم، إن أهالي الجولان بدؤوا إضرابا عاما وشاملا يشمل كل المرافق الحياتية وتعطيل المدارس والتعليم، والتوجه في ذات الوقت إلى الأراضي المزمع إقامة العنفات الهوائية عليها لمنع القوات الإسرائيلية من تنفيذ مشروعها، ومتحدثة عن إصابات في صفوف الأهالي "نتيجة استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد الأهالي".

لكن المواقف والتحركات الرسمية لحكومة أسد غابت عن الجولان والتوتر الحاصل في المنطقة على غرار الإجراءات المتخذة في المدن السورية الخارجة عن سيطرتها ولا سيما مناطق شمال سوريا، في وقت مازالت ميليشيا أسد مع حلفائها تحاول اقتحام مدن ومناطق المعارضة في محافظة إدلب.

ويهدف مشروع المراوح الإسرائيلية الذي وافقت عليه لجنة التخطيط التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، إلى إقامة 25 مروحة هوائية ضخمة "توربينات" لإنتاج الطاقة الكهربائية في قرى الجولان السوري المحتل على مساحة تعادل 3674 دونماً من أراضي السكان.

وكانت 17 منطقة حقوقية حذرت في نيسان الماضي من تبعات تنفيذ المشروع في أراضي الجولان السوري، والتي دعت المجتمع الدولي للوقوف في وجه المشروع لما سيشكله من مخاطر على السكان، واعتبرت المنظمات أن ذلك سيؤثر على صحة سكان المنطقة، بسبب تعرضهم للضجيج وللموجات تحت الصوتية والوميض الناجم عن المروحيات، وهو ما يسبب اضطرابا، إضافة إلى تدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة.

وزادت التحركات العسكرية والسياسية تجاه هضبة الجولان في العامين الأخيرين، وكان آخرها زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمنطقة في زيارة هي الأولى من نوعها، وقال حينها إن “هضبة الجولان جزء من إسرائيل وهي حقيقة لا يمكن إنكارها".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع في آذار عام 2019 على قرار يؤكد سيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا أن المنطقة “لها أهمية استراتيجية وأمنية حاسمة بالنسبة لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي”.

ونظمت حكومة أسد عقب ذلك حملة تواقيع مليونية وذلك ردا على القرار الأمريكي القاضي بضم هضبة الجولان إلى إسرائيل رغم مرور نحو خمسة عقود على تسليم الأسد الأب للهضبة، وصمت الأب والابن عن استعادتها رغم التصريحات المتكررة منذ ذلك الوقت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات