نعاها ناشطون ومعارضون ووصفوها بـ"أم الفقراء": رحيل مها جديد.. ابنة شقيقة صلاح جديد

نعاها ناشطون ومعارضون ووصفوها بـ"أم الفقراء": رحيل مها جديد.. ابنة شقيقة صلاح جديد
نعى ناشطون وشخصيات سورية وحقوقية الناشطة مها محمود جديد، ابنة شقيقة صلاح جديد الذي انقلب عليه حافظ الأسد عام 1970، وزجه في السجن لأكثر من ثلاثة وعشرين عاما، خرج إثرها إلى القبر. 

وكانت الناشطة مها محمود جديد البالغة من العمر (54) قد توفيت يوم السبت الفائت في مدينة اللاذقية، حيث كانت تعمل لإغاثة النازحين السوريين الموجودين في اللاذقية من مختلف المحافظات السورية، وتسعى لمساعدتهم، وخصوصا الأطفال المتسربين من المدارس بحكم ظروف النزوح الداخلي الصعبة. 

أم الفقراء!

ونعى الكثير من الناشطين والمعارضين على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي رحيل السيدة مها، فكتب الدكتور أيهم حداد يقول: " فقدت سوريا اليوم أم فقرائها وسيدة توازن نفوسنا المتهالكة، وآخر البشر الذين يمكن أن تعلم أولادك عن مثال يحتذى في هذا العالم المتوحش".

ووصف الدكتور حداد مها جديد بـ:  "الصادقة حتى النخاع، الواضحة كالطلقة، المحبة بلا حدود، الرقيقة كنسمة الصباح، النقية كصفاء ينابيع أعالي جبال جبال دوير بعبدة" . كما أوضح أن مها كانت أول من زارته حين خرج من السجن في عهد حافظ الأسد عام 1991 وحتى قبل أن تعرفه وكتب يقول: " بدأت الحكاية عندما كانت أول من زارني بعد خروجي من السجن، وهى لم تعرفني من قبل، ومنذ تلك اللحظة عرفنا وعايشنا وخلقنا أحداثا قد لا استطيع الحديث عنها الآن وربما أبدا".

أما الكاتب باسيليوس زينو فقد كتب يقول في نعي السيدة مها على صفحته الشخصية على (فيسبوك):

" مها كانت مؤسسة إنسانية بحدّ ذاتها ولم تتحول إلى منظمة تعمل في الخارج لتكتب عن بؤس السوريين في الداخل أوترسم عقوبات اقتصادية جديدة على من تبقى باسم الضحايا. غادر معظمنا تلك البلاد، محملين بالذنب والحزن والحقد، لكنها بقيت هناك تعمل دون كلل أو استعراض وبصمت الناسك أفنت حياتها لأجل الفقراء ولأجل سورية عادلة وديمقراطية. وكما وعدت بقيت مها متشبثة بمواطنتها "السورية الجامعة"، رغم الدمار والتفسخ وقسوة هذه المواطنة، حتى اللحظة الأخيرة ". 

وذكر زينو في سياق منشوره حادثة توضح تمسك مها جديد بانتمائها الوطني السوري فقال: " في شهر كانون الثاني من العام ٢٠١٢،  أُقحم اسم مها في "بيان من أجل المواطنة" بدون معرفتها مرفقا بإقحام ذكر الطائفة (كما درجت العادة آنذاك)، فأرسلت لأصدقائها رداً توضيحياً حازماً: "بغض النظر عن مضمون البيان إلاّ أنني أرفض في الأساس تعريف هويتي بهذه الطريقة مهما كان نبل الدافع، أصدقائي كنت وسأبقى متشبثة بمواطنتي السورية الجامعة لنا كلنا على اختلاف مشاربنا الدينية والإثنية والقومية."

معارضة منذ عهد الأسد الأب!

وذكرت مصادر صحفية أن مها جديد، التي درست هندسة الكومبيوتر في جامعة دمشق، ونشطت في معارضتها لنظام الأسد الأب منذ كانت طالبة في كلية الهندسة، قد دفنت في مقابر عائلة جديد، في قضاء دوير بعبدا التابع لجبلة، ووالدها محمود جديد هو ابن عم صلاح جديد الذي لعب أدوارا سياسية هامة منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963 وحتى انقلاب حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات