محتاجون رفضوا المساعدة والتصوير معاً: أورينت نت يحقق في ظاهرة المساعدات المصورة المترافقة بالمنّ والأذى

محتاجون رفضوا المساعدة والتصوير معاً: أورينت نت يحقق في ظاهرة المساعدات المصورة المترافقة بالمنّ والأذى
مع كل فصل شتاء يبدأ فصل جديد من ظاهرة تصوير المحتاجين في الشمال السوري أثناء تسلمهم المساعدات الإنسانية لا بل وصلت الحالة لأن يُطلب أحياناً من مستلم المساعدات إبراز وجهه ووجوه أطفاله إلى جانب المساعدات في شكل تجاوز عملية التوثيق التي لا خلاف عليها إلى محاولة إذلال المحتاجين كما يعلق كثيرون على تلك الصور (يعتذر موقع أورينت نت عن نشرها انطلاقاً من إيمانه باحترام كرامة المواطن السوري).

النازحون يقبلون عملية التوثيق ولكن!

يروي الناشط الإغاثي إبراهيم العطية لأورينت نت أن غالبية المحتاجين يتفهمون عملية توثيق توزيع المساعدات والبعض الآخر يقبلها على مضض بسبب وضعه المعيشي لكنه يلفت بالقول: "هذا لا يعني استغلال الحاجة لتصوير المحتاجين مع المساعدات مادية كانت أم عينية , وقد رفضت مساعدات من بعض المتبرعين بعدما اشترطوا تصوير المحتاجين إلى جانب المساعدات" , ويخلص العطية إلى أن المشكلة أحيانا تقع على الوسيط الذي يصور المحتاجين دون رغبة المتبرع بذلك .

خيط رفيع بين "الحق والباطل"

رغم جدلية هذه المسألة إلا أن الناشط الإعلامي مياد الغجر يرى فيها خيطا رفيعا يفصل بين الحد المقبول والحد المهين للشعور الإنساني, حيث يميز في حديثه لموقع أورينت نت بين نوعين من توثيق المساعدات, منها التوثيق دون عرض وجه المستفيد وهذا يقول فيه مياد الغجر: "إنه النوع المناسب للداعم والمتبرع خلافا للنوع الثاني الذي يصور تفاصيل المستفيدين كما حصل في حالات كثيرة تضمنت أيضا إبراز ما يشبه اللافتات التي تعرف بالجهة المانحة". 

قلة خبرة

قد يكون من الإجحاف تحميل الداعم فقط مسؤولية ظاهرة تصوير مستلمي المساعدات , يذهب في هذا الاتجاه فراس منصور عضو فريق " الاستجابة الطارئة" ويرى في إفادته لموقع أورينت نت أن الظاهرة في أحيان كثيرة يكون سببها بعض العاملين الجدد في الجانب الإغاثي ولتفادي ذلك يقول منصور: " يجب إخضاع أولئك العاملين لدورات تدريبية لتعليمهم كيفية التعاطي مع الملف الإنساني مع التأكيد على أن ظهور صور المحتاجين بشكل عفوي لا يعتبر إذلالا".

مسألة مبدأ 

 علي حسن الحسن النازح في مخيم بشائر الخير شمال سوريا ,  يقول في حديثه لموقع أورينت نت : "إن الناس تركوا بيوتهم وسكنوا المخيمات حفاظاً على كرامتهم التي حاولت ميليشيا أسد الطائفية استباحتها" , وعليه يرى الحسن أنه لا يجوز تنفيذ ماعجزت عنه الميليشيا سواء بقصد أو بجهل , وهنا يلفت لمحاولات إحراج النازحين والمحتاجين من خلال بعض عمليات الاستبيان التي يقول فيها إن الموظف المكلف بالاستبيان يبالغ بالأسئلة علما أن صورة النازح تشرح الموقف دون المبالغة بالاستجواب كما يقول.

نازحو الشمال ,,, معاناة بالأرقام

في مخيمات الشمال السوري يشكل البرد والقصف وكورونا ثالوثاً مرعباً يدق ناقوس الخطر بشأن قرابة 1.5 مليون نازح موزعين أكثر من 1000 مخيم على طول الحدود التركية , حيث تخطى عدد إصابات كورونا عتبة الـ 17 ألف حالة وسط مخاوف من زيادة الإصابات لاسيما مع انعدام سبل التباعد الاجتماعي في المخيمات المكتظة والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة .

ويوجد في الشمال السوري منظمات عديدة توزع المساعدات الإنسانية أبرزها مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية التي تقدم خدمات طبية وغذائية وتوعوية فضلا عن بناء خيم للنازحين، ولم يحدث أن أثارت المؤسسة الضجيج نظير مساعدات المحتاجين في أي من مناطق وجودهم حتى الآن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات