مصادر لأورينت نت: هذه حقيقة إلغاء ضريبة تصريف الـ١٠٠ دولار لدخول السوريين.. ومعايير استثناء "الفقراء"

مصادر لأورينت نت: هذه حقيقة إلغاء ضريبة تصريف الـ١٠٠ دولار لدخول السوريين.. ومعايير استثناء "الفقراء"
زعمت صحيفة الوطن أون لاين الموالية أن حكومة أسد ألغت ضريبة تصريف "المئة" دولار التي كانت فرضتها على السوريين العائدين إلى مناطق سيطرتها، إذا تبين أن حالتهم المادية سيئة، مؤكدة أن حوالي 500 لاجئ أو مغترب يعودون ويدخلون  إلى "سوريا" من لبنان يوميا.

وقالت الصحيفة إن "هذا التطور في أرقام العائدين جاء بعد أن استضافت دمشق مؤتمراً دولياً لعودة اللاجئين الشهر الماضي وشاركت فيه عدد من الدول، واستمر على مدى يومين كرسالة على أن سوريا ترحب بكــل أبنائهــا في الخارج وتقديم التسهيلات اللازمة لعودتهم"، حسب تعبيرها.

حقيقة الخبر

ودحض مراسل أورينت في لبنان طوني بولس مزاعم الصحيفة حول إعادة اللاجئين بشكل خاص، وتساءل مستنكرا عن المعايير التي تعتمدها حكومة أسد في تصنيف الفقراء، مشيرا إلى أن هكذا إعلان يدخل في إطار "النصب" على السوريين طالما أنه لا توجد معايير محددة.

ولفت إلى أن حكومة أسد تصنّف كل من يعود إليها من الخارج من المغتربين وبالتالي تعتبرهم أغنياء.

وفيما يتعلق بأرقام العائدين وربطه بمؤتمر ما أسمته الصحيفة الموالية بـ"عودة اللاجئين"، فقد أكد مراسلنا أن الأرقام مبالغ فيها بشكل كبير.

وقال طوني " نعم هناك أعداد من السوريين يعودون إلى مناطق أسد من لبنان، ولكن معظمهم ليسوا من اللاجئين وإنما من الذين يعملون في لبنان بشكل اعتيادي وهم يدخلون ويخرجون بشكل دائم، لكن زاد عددهم بالفترة الأخيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للبنان حيث فقد الكثير منهم مصدر رزقه وعيشه مع إغلاق عشرات الشركات والمؤسسات اللبنانية وتوقفها عن العمل".

وأوضح أن عدد العائدين ممن هو مسجل كلاجئ في لبنان قليل جدا، وذلك لأسباب كثيرة، ومنها أن لديهم دعما مقبولا نسبيا من المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة، كما أن وضعهم السياسي والأمني مختلف عن النوع الآخر من السوريين الموجودين- فقط بداعي العمل- في لبنان قبل سنة 2011 وبعدها.

ويفتقر الخبر الذي أوردته الجريدة لأي بيان مرافق أو حتى ذكر  المصدر الذي حصلت منه على المعلومة، سوى قولها إنها علمت ذلك من مصدر خاص لها في وزارة الداخلية، دون إعطاء الخبر أي صفة رسمية، وبالتالي لايوقع أي مسؤولية على وزارة أسد في حال تم تكذيبه أو اكتشف أنه يحتوي على تضليل.

من جهته أوضح الصحفي السوري أحمد القصير المقيم في لبنان، والمهتم بشؤون اللاجئين السوريين هناك، في اتصال هاتفي مع أورينت نت، أن ضريبة تصريف المئة دولار لم تلغ للفقراء كما ادعت صحيفة الوطن الموالية، وإنما تم إلغاؤها فقط لمن وافقت مديرية أمن النظام العام على عودتهم إلى سوريا.

 ما يعني أن ذلك يأتي في إطار حملة الدعاية والترويج، التي تقودها روسيا على أن نظام أسد منفتح لإعادة السوريين اللاجئين إلى بلادهم، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تتعلق بإعادة الإعمار، كما تحدث غير واحد من حكومة أسد عقب مؤتمر اللاجئين الذي نظمه النظام بدمشق برعاية روسية قبل أيام، وكان أبرزهم وزير خارجيته الحالي فيصل المقداد.

وكان  محافظ ريف دمشق السابق علاء إبراهيم أعلن عقب المؤتمر أن نظام أسد سيستقبل اللاجئين في مخيمات أقيمت لهم في بلدة حرجلة جنوب دمشق، بدلا من إعادتهم لبيوتهم ومناطقهم التي هجروا منها أو مساعدتهم في إعادة بنائها، مما أثار سخرية وانتقادا واسعين لمؤتمر أسد وتصريحات مسؤوليه بهذا الخصوص.

وكشف "أحمد القصير" أن نظام أسد عبر جهاز أمنه العام يعمل حاليا  مع بعض اللاجئين ممن هربوا من سوريا جراء العمليات العسكرية وفي أغلبهم غير مطلوبين لحكومة أسد بقضايا تتعلق بالثورة، حتى يستثمرهم في إطار الترويج على صدقيته في موافقته على عودة اللاجئين وعدم التعرض لهم.

وفي تموز المنصرم ألزمت حكومة أسد العائدين إلى مناطقها بتصريف مئة دولار بالسعر الرسمي مما أثار انقساما في آراء السوريين بين تأييد وانتقاد.

 وتركزت الانتقادات في أن الدستور لا يجيز وضع أي عراقيل أمام عودة أي سوري إلى بلاده، إضافة إلى أن ثمة فارقا بين السعرين الرسمي والموازي للصرف يقدر بأكثر من الضعف.

"مؤتمر عودة اللاجئين"

وكانت حكومة أسد عقدت في الرابع من شهرين تشرين الثاني الفائت مؤتمرا تحت عنوان "عودة اللاجئين" في دمشق، بضغط روسي، بدأ بالتهجم على عدد من الدول (تركيا وقطر) ووسائل إعلام محلية وعربية واتهامها بلعب دور في وصول آلاف المقاتلين من "تنظيمات جهادية" إلى سوريا، والتسبب بهجرة ملايين السوريين.

وأتى المؤتمر، في ظل منع ميليشيا أسد عودة الأهالي إلى مناطقهم التي سيطرت عليها بعد "اتفاق تسوية"، وخاصة بلدات عين الفيجة وبسّيمة بريف دمشق وأحياء دمشق الجنوبية، وخاصة مخيم اليرموك وجوبر وبعض بلدات ريف حمص، بحجج أنها مدمرة وغير صالحة للسكن، حتى الآن.

وبحسب إحصائيات "منظمة الهجرة الدولية" الصادرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 فإن سوريا أكبر بلد مصدّر للاجئين حول العالم، إذ بلغ عدد اللاجئين السوريين في العالم ستة ملايين لاجئ، في حين بلغ عدد النازحين داخليا 6.1 مليون نازح.

كما أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها في مارس/ آذار الماضي، أنه "مع دخول "الأزمة السورية" عامها العاشر، لا يزال الشعب السوري يعاني من مأساة هائلة، فقد اضطر واحد من بين اثنين من الرجال والنساء والأطفال السوريين للنزوح قسراً منذ بداية النزاع في مارس 2011 - ولأكثر من مرة واحدة في أغلب الأحيان، ويشكل السوريون اليوم أكبر تجمع من اللاجئين حول العالم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات