مقاتل من مرتزقة "فاغنر" في سوريا يكشف المستور: قطع رؤوس.. وسرقة آثار.. ومهمات أخرى!

مقاتل من مرتزقة "فاغنر" في سوريا يكشف المستور: قطع رؤوس.. وسرقة آثار..  ومهمات أخرى!
كشف أحد المرتزقة السابقين الذين قاتلوا في سوريا ضمن صفوف ما يسمى "جيش فاغنر" الروسي أسرارا كثيرة وتفاصيل لم تكن معروفة عن طبيعة العلاقة داخل مجموعات "فاغنر" وعلاقتها مع ميليشيا أسد من جانب ومع الجيش الروسي النظامي من جانب آخر.

واللافت أن المرتزق الروسي ويدعى "مارات جابيدولين" تحدث باسمه الحقيقي لشبكة "ميدوزا" الإعلامية،  الأمر الذي يعتبر مخالفة واضحة لكل تدابير السرية المفروضة على المرتزقة الذين يشاركون في نشاط مجموعات "فاغنر"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وحاول "جابيدولين" الذي شارك في القتال في سوريا عام 2015، من خلال حديثه للإعلام إماطة اللثام عن الغموض والتباين في المعلومات التي تتسرب حول "فاغنر"، كما قرر إصدار كتاب هو الأول من نوعه يضم تفاصيل كثيرة عن مجموعات "فاغنر".

وقال "جابيدولين" إنه "بعد انضمامه إلى مجموعة فاغنر في بداية أبريل/نيسان 2015، تم إرساله إلى سوريا ليتنقل في المناصب داخل الجيش من جندي إلى قائد سرية استطلاع قبل أن يعود مصاباً بجروح خطرة إلى سان بطرسبورغ للعلاج، مما دفعه لاحقاً إلى التفكير بنشر مذكراته عن الحرب السورية.

وأضاف "بعد تجاوز مرحلة الخطر أردت أن أعيش بقية حياتي إلى أقصى حد، وأن أقول للناس أن موضوع الشركات العسكرية الخاصة كان محاطاً بخداع كامل من جانب الجيش والسياسيين".

وأشار إلى أنه تم إخبارهم أثناء التجهيز للسفر إلى سوريا أنهم متجهون إلى الحرب حيث توجد مصالح لدولتنا وأن الهدف الأول للقتال في سوريا كان استعادة السيطرة على حقول النفط.

وأوضح أنه أراد من خلال كتابه أن يطلع "يفغيني بريغوجين" ممول المجموعات المرتزقة على حقيقة ما يجري داخل هذه المجموعات من سرقة أموال لا سيما في سوريا، بالإضافة إلى الكشف عن الأهوال التي ارتكبها المرتزقة في سوريا. 

واعترف المرتزق الروسي أن قائد المجموعات العسكرية الخاصة ديمتري أوتكين (الذي يحمل لقب فاغنر الذي انسحب على المجموعة كلها) حثهم على تصوير مقاطع فيديو وهم يطرقون بمطرقة ثقيلة أجساد هاربين من الخدمة العسكرية في ميليشيا أسد ويقطعون رؤوسهم من أجل ترهيب الفارين الآخرين المحتملين من الميليشيا، كما أمر برفع المقطع المصور على الإنترنت حتى يتمكن كل عناصر ميليشيا أسد من مشاهدته.

وحول سرقة الآثار السورية، أكد "جابيدولين" أنهم قاموا بعمليات نهب للآثار في مدينة تدمر بعد السيطرة عليها. وقال: في قاعدة جوية على سبيل المثال، كانت هناك أحجار قديمة أخذناها من تدمر.

وفيما يتعلق بالمعارك في سوريا، ذكر أن قائد مجموعات "فاغنر" في سوريا كان يتصرف كخبير تكتيكي واستراتيجي، ففي عام 2017 على سبيل المثال، "كان من المستحيل الاستيلاء على حقول النفط بهذه الأسلحة وكمية الذخيرة، ولكن القائد أمر الجيش أن يتقدم، وعندما تتقدم بغباء إلى الألغام، فأنت لم تعد قائداً بل أنت رجل أعمال، وإذا استوليت على حقول النفط، ستحصل على جائزة، ونتيجة لذلك، لم يعد يثق الجنود بقادتهم".

وعن معركة تدمر الأولى، بيّن المرتزق الروسي أنه بعد الاستيلاء الأول على تدمر، امتلأت المستشفيات في كل من حميميم وروسيا بجنود "فاغنر" ما دفع الأطباء للسؤال من يقاتل الجيش أم الشركات العسكرية الخاصة؟ مؤكدا أنه لو لم تسيطر قوات "فاغنر" على الممر بالقرب من تدمر ولم تدخل المطار المحلي، لكان من المستحيل على ميليشيا أسد والقوات الروسية الداعمة لها الاستيلاء على المدينة، واصفا "جيش أسد" بأنه مؤسسة مترهلة وليست قادرة على شيء.

كما تحدث عن وجود مقاتلين من صربيا في صفوف "فاغنر" في سوريا، وتطرق لموضوع الفساد المستشري داخل المجموعة وأخذ بعض القادة لأنفسهم ما يصل إلى نصف المكافآت المخصصة للفرقة.

وكشف عن إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا، موضحاً أنه في وقت لاحق، في عام 2019 تم تسلم أمر بإرسال السوريين "صيادي داعش" من سربنا إلى ليبيا على وجه السرعة، وعندما وصلوا إلى هناك، جاءت مكالمة من الرائد: "أولئك الذين أرسلتهم، هل يمكن استخدامهم كمفجرين انتحاريين؟".

"صيادو داعش" بحسب "جابيدولين" هم عبارة عن كتيبة مجندة بالكامل من السوريين، تم إنشاؤها في 2018 وأوائل 2019 ويتظاهرون بأنهم منخرطون في اشتباكات حقيقية ضد داعش، لكن في الواقع كانت تلك دعايات إعلامية فقط، وتم تصويرهم في الأماكن التي سيطرنا عليها للتو بالفيديو والصور، وكان الهدف أن يظهر للعالم أن "بعض الوحدات السورية وليس شركة عسكرية خاصة روسية تقاتل داعش".

وأشار إلى أن أسوأ معاركه التي  خاضها كانت ليلة 8 فبراير/شباط 2018 على نهر الفرات  عندما تعرض رتل "فاغنر" قرب دير الزور لضربة أمريكية تسببت في مقتل أكثر  من مئتي مقاتل منه، وفي ذلك اليوم يقع على عاتق القوات النظامية الروسية الانسحاب لأنها عبر خطوط الاتصال مع الأميركيين الذين أصروا على عدم وجود جنود روس في الموقع.

وتحدث أيضا عن تجنيد مقاتلين سابقين في "داعش" في صفوف "فاغنر"، حيث تم إرسال أسرى من تنظيم داعش إلى بعض المواجهات، وقال إنه شاهد كيف قام ديمتري أوتكين شخصياً بتجنيد هؤلاء السجناء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات