أورينت نت بحثت في خفايا سيرته وفساده: محافظ ريف دمشق المحجوز على أمواله.. صهر عاطف نجيب وتاجر مخدرات وسمسار معتقلين!

أورينت نت بحثت في خفايا سيرته وفساده: محافظ ريف دمشق المحجوز على أمواله.. صهر عاطف نجيب وتاجر مخدرات وسمسار معتقلين!
مع استمرار "الصراع" بين رامي مخلوف وبشار أسد، والذي ينسبه كثر إلى خلاف تدبره زوجة الأخير أسماء أسد، تعلن حكومة أسد بشكل مفاجئ عن الحجز على أموال علاء إبراهيم و زوجته و أولاده، وذلك بعد إقالته بيوم من منصب كمحافظ لريف دمشق، وهو أحد المقربين من بشار أسد وعائلته أيضاً.

القرارات الجديدة بحق إبراهيم، تركت سيلاً من الأسئلة بلا أجوبة، لا سيما أن المقربين من عائلة أسد يعتبرون فوق القانون في "سوريا الأسد" ولهم اليد الطولى في التحكم باقتصاد سوريا واستنزافه طوال فترة استيلاء هذه العائلة على الحكم في سوريا بقبضة من حديد ونار.

ورغم الادعاءات التي روّجت لها مخابرات أسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل إعلامها، بأن القرار يأتي في إطار مكافحة الفساد، واتهام إبراهيم بالحصول على المليارات من خلال استغلال سلطته ومنصبه، إلا أن الشكوك تدور حول تشابه قضية إبراهيم وقضية رامي مخلوف ضمن مخطط وضعه بشار أسد للاستيلاء على الأموال التي جمعها هؤلاء، وهو ما أكده كثير من المطلعين والعارفين بعلاقات العائلة و"العصابة" على حد وصفهم.

العصابة تصفي أعضاءها!

المهندس علاء منير إبراهيم – وفقاً للكاتب السوري المعارض بسام جعارة - هو زوج ريم نجيب، ابنة فاطمة مخلوف (خالة بشار أسد) وشقيقة عاطف نجيب، الذي ذاع صيته إبان انطلاق الثورة السورية التي بدأت بالمظاهرات في محافظة درعا عام 2011، وكان حينها رئيس أحد الفروع الأمنية سيئة الصيت، وذلك بدعم من خالته أنيسة مخلوف زوجة حافظ وأم بشار، والتي قيل إنها أطلقت يده وابنها بشار لقتل المتظاهرين في درعا آنذاك، ما يعني أن بشار حجز على أموال ابنة خالته وأولادها على شاكلة ابن خاله رامي مخلوف.

وبحسب ما أكده جعارة لأورينت نت، فإن والد عاطف الحاج نجيب، الذي ينتمي للطائفة السنية وينحدر من مدينة جبلة، يعتبر من أغنياء جبلة آنذاك بحكم امتلاكه محطة وقود وأراضي، وساهم في تزويج حافظ أسد من أنيسة مخلوف.

وحول ما يعنيه عزل علاء إبراهيم والحجز على أمواله وأموال زوجته (ريم نجيب)، يؤكد جعارة لأورينت نت، أن الاجراءات التي اتخذها بشار أسد بحق بحق الإبراهيم، تدخل في إطار "إفلاس العصابة"، والتي تبدأ بتصفية أعضائها عندما تصل مرحلة الإفلاس، وقد بدأت بالفعل بتصفية رامي مخلوف، حيث كان المطلوب منه جلب الأموال من الخارج بسبب حاجتهم للدولار.

وكشف جعارة لأورينت نت، أن علاء إبراهيم وبحكم قربه من عائلة أسد والنفوذ الذي يتمتع به، أقام مراكز اعتقال وسجون احتجز فيها آلافا من أهالي ريف دمشق وأطلق عليها "مساكن عيش"، واستثمر في مقايضة حياة المعتقلين داخل هذه المعتقلات بملايين الدولارات، واستولى على أملاك المهجرين من خلال تزوير سندات تملكها بعد تهجير أهلها، عدا عن أنه باع مساحات واسعة من الأراضي لإيران.

مهندس عملية التهجير الجماعية

ويعتبر "المهندس" على منير إبراهيم، وفقاً لمصادر محلية، مهندس عمليات التهجير الجماعية لأهالي مدن وقرى بأكلمها في ريف دمشق، أبرزها منطقة عين الفيجة الاستراتيجة وقراها، بدعم من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة الموالية لإيران والتي يقودها ماهر أسد، شقيق بشار أسد، ومن خلفهم الإيرانيين والروس.

كما يعتبر الإبراهيم مهندس عملية "عدم العودة" الذي نصبه بشار كحاكم مطلق وذراعه لتنفيذها، وعمل على إفشال كل المحاولات لعودة المهجرين إلى مناطقهم والتي عقد من أجلها عشرات الاجتماعات، والمنشادات المحلية والأممية أيضاً.

وكان الإبراهيم وفقاً لمهجرين من منطقة وادي بردى وعين الفيجة، المشرف المباشر على عمليات هدم المنازل وممتلكات المهجرين، لافتةً إلى أن الهدف من هذه العملية محو كل صلة لأهالي المنطقة الأصليين وبالتالي منعهم من العودة، لا سيما أن عين الفيجة ووادي بردى هي المصدر الرئيسي لتزويد دمشق وريفها بمياه الشرب.

وتظهر بعض الصور التي حصل عليها أورينت نت بالبحث، إشراف علاء إبراهيم بشكل شخصي ومباشر على عمليات الهدم والتخريب في المنطقة، برفقة ضباط من ميليشيات أسد ومخابراته.

رجل إيران تطيح به روسيا!

من جهته، يربط الصحفي زياد الريّس حادثة عزل إبراهيم بالصراع الروسي الإيراني، مؤكداً أن الإبراهيم تم اعتقاله بشكل مباشر إما من قبل الأمن العسكري أو المخابرات العامة المعروفة بتبعيتها لروسيا، ويعتبر رجل حزب الله وإيران لا سيما فيما يتعلق بتسليمهم القلمون ومناطق ريف دمشق، خصوصاً أنه ومن خلال منصبه يتحكم بأكثر محافظة استراتيجية على الإطلاق (ريف دمشق) والتي ترتبط بحدود مباشرة مع العراق والأردن ولبنان والأراضي المحتلة في الجولان وفلسطين، وهي البقعة التي تستميت إيران وحزب الله للتشبث بها والسيطرة عليها.

الريس لفت إلى أن الإطاحة بالإبراهيم جاءت بعد زيارة الوفد الروسي لدمشق من أجل ما سموه "مؤتمر عودة اللاجئين"، حيث تشير المعلومات إلى قضايا عميقة تتعلق بالرجل من تجارة المخدرات وصناعتها في القلمون (يوجد سبعة معامل تنتج المخدرات لصالح ميليشيا حزب الله) وسرقة مساعدات، ويبدو أن "حرق ورقته" جاءت بناءً على توصية روسية بالسرعة القصوى.

وحول ما إذا كان الحديث عن أن الإطاحة بإبراهيم يخدم بربوغاندا بشار أسد بمكافحة الفساد، أوضح الصحفي السوري، أن هذه البروبوغاندا يعرف ماهيتها الجميع، والمشكلة المتعلقة بإبراهيم بالنسبة لنظام أسد، أنه "يطير خارج السرب" وكان على تناحر كبير وفي أكثر من واقعة خلاف مع "مكتب أمن الفرقة الرابعة" الذي يقوده غسان بلال، وهو مساعد ماهر أسد، شقيق بشار، إذ لا يستبعد الريس أن يكون مكتب الرابعة هو من أطاح بالإبراهيم، رغم تبعية كليهما لإيران ويعتبران شركاء في الجرائم، لكنهم ليسوا شركاء في تقاسم المدخرات والأموال.

ويدعم الريس رأيه هذا، بالتأكيد أن إبراهيم إذا كان مقربا من "حزب الله" بملفات القلمون الغربي بما في ذلك رنكوس وجديدة و عسال الورد ، وتسهيل عمليات تهريب "الحزب"، لا يعني أن الميليشيا اللبنانية تقبل أن يقوم إبراهيم بدعم زراعة المخدرات خارج سلطتها، وكذلك مكتب أمن الرابعة يتاجر بالمخدرات، وهذا لا يعني أيضاً أن المكتب سيسمح له بالمتاجرة بالمخدرات خارج سلطتها، كما أن إبراهيم الذي يخدم مشاريع إيران في ريف دمشق لاسيما السيدة زينب وغيرها، لا يعني أن تسمح إيران له بالتمدد في أماكن أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات