الحدود التركية وارتفاع التكاليف تهدد عشرات الأطفال السوريين "الصم" بإعاقة مستدامة

الحدود التركية وارتفاع التكاليف تهدد عشرات الأطفال السوريين "الصم" بإعاقة مستدامة
على طرفي الحدود  في الداخل السوري وجنوب تركيا، يهدد الفقد المستمر للنطق والسمع عشرات الأطفال السوريين لسببين، أولهما تشخيص حالة ممن يوجدون في الداخل كـ"حالات باردة" وبالتالي الحرمان من الدخول إلى تركيا للعلاج، والثاني تكاليف العلاج الباهظة لمثل هذه الحالات.

تمثل حالة الطفل صالح البالغ من العمر أربع سنوات واحدة من عشرات الحالات التي تسابق الزمن للعلاج قبل فوات الأوان، حيث يستقر الطفل مع عائلته في مدينة "دورتيول" جنوب تركيا، وكان أصيب بمرض السحايا بعد أيام من ولادته، ما أفقده السمع بشكل كامل.

وكان الطفل دخل إلى تركيا مع والده منذ ثلاث سنين بهدف العلاج وإجراء عملية زرع قطعة "الحلزون" في أذنيه، لتساعده على السمع مجدداً، إلا أنه وأثناء انتظار دوره لإجراء العملية تفاجأ بإيقاف الدعم المادي لهذه النوع من العمليات من قبل وزارة الصحة التركية، بسبب تكاليف العلاج الباهظة والتي تبلغ قرابة 10 آلاف دولار للأذن الواحدة، مما دفع والده إلى طرق أبواب كل من استطاع الوصول إليهم ليؤمن تكاليف العملية ولكن دون جدوى.

ويوجد في تركيا أكثر من 50 حالة مشابهة تعيش حلم الشفاء كل يوم، استطاع البعض منهم ومن خلال تبرعات جمع تكاليف العملية، ومنهم والد الطفلة تسنيم، والذي تعرف خلال رحلة علاجها على فريق تطوعي ساعده في تأمين التكاليف الكاملة وإجراء العملية التي تكللت بالنجاح بعد معاناة طويلة.

وفي حديث مع أورينت نت قال والد الطفلة خالد السلوم: "عندما دخلت طفلتي إلى العملية كنت منتظراً على أحر من الجمر نجاحها، ولكن عند خروج الأطباء أحسست بوجود مشكلة ما، وبالفعل لم تنجح العملية في أذنها اليمنى بسبب مضاعفات المرض، وبعد محاولات متعددة لإجراء عملية ثانية في أذنها اليسرى، استطعنا إجراء العملية التي تكللت بالنجاح".

وتسنيم واحدة من عشرات الحالات المشابهة لأطفال مصابين بالصم في الشمال السوري، ولا يستطيعون الدخول إلى تركيا بغرض العلاج بسبب امتناع الجانب التركي عن استقبالهم كون حالتهم المرضية تصنف كـ"حلات باردة" و"غير مميتة" ولا يمكن إجراء العلاج والعمليات إلا بعد دفع التكاليف الكاملة لها.

حلول ولكن!

يقول، طلال الحموي، مدير "مركز بيسان التطوعي" في مدينة أنطاكية التركية لأورينت إن "الحل الأفضل لتدارك هذه المشكلة، هو إجراء مسح شامل لمعرفة الأعداد الموجودة تماماً والقيام بجمع التبرعات من كل المهتمين بهذا الشأن، ابتداء بالصحة التركية والمنظمات الإنسانية والطبية وانتهاء بالمتبرعين كأفراد، وتشكيل مجلس مشترك يضمن إجراء العمليات لكل المصابين بهذا المرض وضمان مستقبل هؤلاء الأطفال جميعاً".

ويؤكد الأطباء في الداخل السوري، أن هذه الحالات بتزايد مضطرد، ولا يتم الكشف عنها إلا عن طريق الصدفة من قبل الأهل أو عن طريق التشخيص الطبي بعد الفحص والمتابعة من قبل الأطباء.

ومن أهم الأسباب التي تدعو للسرعة في إجراء هذه العمليات قبل سن الرابعة أو السادسة، وفقاً للأطباء، هي ارتباط حاسة السمع بحاستي النطق والكلام، ولذا فإن الإسراع بالعلاج أهم العوامل في تلافي الإعاقة المستدامة، لا سيما أنه وبعد تجاوز عمر الخمس سنوات يصعب على الأطفال المرضى نطق الكلمات أو تشكيل الحروف، لأنهم أساساً لم يسمعوها سابقاً وقد يهدد مستقبلهم إن لم يجروا مثل هذه العمليات في الوقت المناسب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات