خلال 2020.. إيران خسرت مهندسي مشروعها التوسعي واحتفظت بحق الرد

خلال 2020.. إيران خسرت مهندسي مشروعها التوسعي واحتفظت بحق الرد
خسرت إيران شخصيتين بارزتين خلال العام الحالي، تمثلت بمقتل مهندس التدخل الإيراني في المنطقة العربية قائد فيلق "القدس" قاسم سليماني ومهندس البرنامج النووي العالم محسن فخري زادة، في عمليتي اغتيال ببصمات أمريكية وإسرائيلية شكلت ضربتين قاصمتين لإيران، والتي اكتفت بالاحتفاظ بحق الرد على تلك الضربات.

الضربة الأخيرة كانت بمقتل العالم النووي الأبرز محسن فخري زاده بعملية اغتيال بالقرب من العاصمة طهران أمس، ما أدى لغضب إيراني حمّل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية العملية التي تشكل طعنة في العمق الإيراني من حيث الشخص المستهدف ومكان التنفيذ.

وفخري زاده هو رئيس مركز الأبحاث العلمية في وزارة الدفاع الإيرانية، والمسؤول البارز في الحرس الثوري، ويعرف بأنه من علماء الصف الأول في المجال النووي في بلاده، ويصفه دبلوماسيون بأنه "أبو القنبلة الإيرانية". ووصفه المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه كان عالما نوويا بارزا ومتخصصا هاما في الصناعات الدفاعية للبلاد.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، أن اغتيال فخري زاده "لن يبقى دون رد وسيكون ردنا على الجريمة في الوقت المناسب"، وأضاف روحاني أن "الإيرانيين أذكى من أن يقعوا في فخ مؤامرات إسرائيل الخبيثة التي تسعى لإثارة الفتنة" بحسب تعبيره.

كما وجهت إيران رسالة لمجلس الأمن الدولي قالت من خلالها إن هناك مؤشرات خطيرة عن مسؤولية إسرائيل في اغتيال فخري زاده، ومحذرة في الوقت نفسه مما وصفته "إجراءات متهورة من أمريكا وإسرائيل خاصة خلال فترة ترامب المتبقية في الرئاسة"، مؤكدة في رسالتها أنها تحتفظ بحقوقها في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها وتأمين مصالحه. 

فيما رفضت إسرائيل التعليق على عملية الاغتيال رغم تسريبات من مسؤولين إسرائيليين تشير إلى وقوفها وراء العملية، في وقت تترقب منطقة الخليج مزيدا من التوتر مع تحذير الإدارة الأمريكية من ردات فعل إيرانية قد تطال جنودها في الشرق الأوسط وخاصة في العراق، بعد مقتل زاده، وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن ترامب أبلغ مستشاريه استعداده إصدار أوامر برد مدمر إذا قتل أي أمريكي بهجمات منسوبة لإيران بالعراق.

أما الضربة الأولى فكانت بمقتل مهندس التدخل الإيراني في الدول العربية، قائد فيلق "القدس" الإيراني" قاسم سليماني، مطلع العام الحالي وبالتحديد في 4 كانون الأول الماضي، بغارة جوية نفذتها مروحيات أمريكية على مطار بغداد الدولي، ليتوعد “الحرس الثوري” الإيراني بالرد على مقتله باعتباره ضربة قاصمة له، لكن تلك الوعود اقتصرت على تصريحات متكررة بعد مرور تلك الفترة على مقتله.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت حينها أن مقتل سليماني رفقة رئيس "الحشد الشيعي" أبو مهدي المهندس جاء بناء على توجيهات الرئيس، دونالد ترامب، “كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج”، بعد استياء أمريكي من تغلغل الميليشيات الإيرانية في المنطقة.

وشغل سليماني منذ عام 1998 قائدا لـ “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وهو المسؤول عن العمليات العسكرية خارج حدود إيران الإقليمية، ويعتبر مهندس العمليات العسكرية في المنطقة العربية وخاصة سوريا والعراق.

وتأتي عمليات الاغتيال في إطار الحرب الأمريكية الإسرائيلية الموجهة لإيران وأذرعها العسكرية في المنطقة العربية، بسبب أنشطتها النووية المقلقة للدول الغربية من جهة، وبسبب التدخل العسكري عبر الميليشيات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان، وهو أمر يثير مخاوف إسرائيل بشكل رئيسي.

وتشير التحركات الأمريكية على الصعيد العسكري والسياسي إلى زيادة التوتر  وتوقعات من حرب واسعة ضد إيران في المنطقة خاصة بعد تأكيد مسؤول في البنتاغون لـشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس، أنه يتم نقل حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى.

ومنذ خروج الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، زادت التوترات بين طهران وواشنطن حليفة تل أبيب، لتبدأ الأخيرة آلية الردع بعقوبات اقتصادية حادة تجاه إيران والدول الداعمة لها، إضافة لغارات جوية تلاحق ميليشياتها في سوريا والعراق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات