“فوق الموتة عصة قبر”..أزمة جديدة تلاحق السوريين النازحين في الشمال المحرر

“فوق الموتة عصة قبر”..أزمة جديدة تلاحق السوريين النازحين في الشمال المحرر
"غلاء الأسعار يلاحق السوري حتى إلى قبره"؛ هكذا عبر النازح أبو أحمد عن استيائه من دفع مبلغ مالي كبير لقاء شراء مساحة قبر لدفن أبيه المتوفى.

يعاني من هذه المشكلة على وجه الخصوص نازحو ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي، فهم لايجدون أماكن لدفن موتاهم شمال محافظة إدلب، حيث استقروا بعد تجهيرهم من مدنهم وقراهم، فكان عليهم دفع مبالغ مالية كبيرة لأصحاب المقابر لقاء السماح لهم بدفن موتاهم في الوقت الذي يعانون فيه الفقر والبطالة وضيق العيش.

وفي مقارنة بسيطة بين الماضي والحاضر فيما يخص قضية دفن الموتى والتكاليف المرتبطة بها يقول أبو أحمد” في السابق كان لدينا في معرة النعمان عدة مقابر خصصت من قبل أثرياء المدينة لدفن الموتى بشكل مجاني، فحينما نواجه حالة وفاة في العائلة كنا نكتفي بإجراءات بسيطة، وهي تحضير الأكفان وأجرة حفر القبر وتكاليف العزاء، أما اليوم أضيف إلى ذلك مسألة بالغة الأهمية وهي الحصول على أرض ندفن بها جثث موتانا".

ويسكت أبو أحمد برهة، ثم يقول "اضطررت للاستدانة من أجل دفع مئة دولار أمريكي أي ما يعادل ٢٥٠ ألف ليرة سورية ثمناً للأرض فقط عدا عن التكاليف الروتينية الأخرى التي وصل معها المبلغ ل ٣٠٠دولار أمريكي بين الحفر والشاهدة وتوفير المواد الأولية لبناء القبر".

الانهيارات الاقتصادية والفقر والنزوح راحت تشكل عبئاً على أهالي النازحين وخاصة مع زيادة عدد الموتى في ظل الحرب وانتشار فيروس كورونا والذي تزامن مع عدم وجود مقابر مجانية.

بدوره اضطر ليث الرشيد لدفن أخيه المتوفى بمرض عضال في أحد سفوح الجبال القريبة من مخيمات كفرلوسين الحدودية نظراً لعدم وجود مقبرة تخص موتى ساكني المخيمات الشمالية ”المنسيين” وهو مادفعهم للدفن العشوائي.

 يقول الرشيد إن المقابر القريبة من المخيم التي تخص مدن سرمدا والدانا ودير حسان وكفرلوسين جميعها لا يسمح فيها للنازحين بدفن موتاهم، إلا لقاء دفع مبالغ مالية تثقل كاهلهم، وهو مادفع قاطني المخيمات لدفن موتاهم على أطراف الطرقات والمناطق الجبلية وفق تعبيره.

ويتابع الرشيد كلامه بحزن” كان أخي يرغب أن يدفن بمدينته كفرنبل، في مقبرة آبائه وأجداده، كان يرغب أن نزوره كل أسبوع ونضع الزهور على قبره كما كنا نفعل مع قبور موتانا، لم أستطع تنفيذ رغبته، هاهو يموت غريباً في منفانا الذي فرضه علينا حكم أسد، ولربما ضاع قبر أخي في هذا السفح مع بضع سنوات قادمة".

اهتموا بالموتى على الأقل 

ويشدد الرشيد دعوته للجهات المعنية للعمل على تأمين أراضٍ يدفن فيها النازحون موتاهم، قائلا "إن لم يكونوا قادرين على تقديم العون للأحياء فليهتموا بإيواء جثث الموتى على الأقل".

لقدباتت قضية تأمين مدافن للسوريين والنازحين منهم خاصة حاجة ضرورية وملحة في ظل تسارع الموت في سوريا ليس بفعل الحرب والقصف فقط وإنما أيضاً بسبب زيادة الأمراض وضعف الخدمات المتاحة.

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فإن أكثر من ٤٠٠ ألف شخص قتلوا في سوريا منذ عام ٢٠١١، وعموما لايوجد إحصائية دقيقة بسبب أحوال البلد الممزقة بالحرب والقصف والمرض توثق الأعداد الحقيقية لحالات الوفاة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات