نقص الأوكسجين والأسرّة يتسببان بقصة مأساوية وينذران بكارثة في الشمال المحرر

نقص الأوكسجين والأسرّة يتسببان بقصة مأساوية وينذران بكارثة في الشمال المحرر
فارق أحد المصابين بكورونا في الشمال المحرر الحياة بشكل مأساوي عقب عدم تمكن ذويه من تأمين شاغر له في أحد المشافي المخصصة لعلاج المصابين بكورونا و نقص في أسطوانات الأوكسجين.

خالد ياسر أحد أقرباء المريض الذي فارق الحياة قال لأورينت " بعد ظهور أعراض كورونا على قريبي المريض تم إجراء مسحة له وكانت إيجابية؛ فقرر عزل نفسه في البيت.

 وبعد مضي عدة أيام بدأت حالة المريض تسوء ، ويضيف خالد "عندها  اتصلنا بأحد الأطباء المسؤولين عن مشافي كورونا لنقله إلى العناية المشددة؛ بعد عدم قدرته على التنفس".

 لكنه مع الأسف لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب امتلاء الأسرة والمنافس في المشافي المخصصة لاستقبال حالات كورونا في الشمال السوري".

لقد شكل الانتشار الكبير لفيروس كورونا في الشمال السوري وإصابة الآلاف من المدنيين وانتشار الإصابات على بقعة جغرافية كبيرة من ريف حلب الشمالي إلى إدلب؛ ضغطا هائلا على المشافي وعدم قدرتها على استيعاب مزيد من المرضى والمصابين.

وبدأت الجهات الطبية بمناشدة المدنيين بوقاية أنفسهم من الإصابة بالفيروس بسبب امتلاء المشافي بالإصابات بعدما وثقت وحدة تنسيق الدعم حتى نشر هذا التقرير إصابة ما يقارب ١٢٣٤٥ حالة؛ توفي منها ٩٥ حالة؛ فيما شفي ٤٥٧٦ مع إجراء ٤٣٨٤٢ تحليلا طبيا فقط.

 وبحسب مصادر طبية فإن عدد المشافي  الفعالة حاليا في إدلب ما يقارب 40 مشفى؛كما أنه يوجد سرير مشفى واحد لكل ١٥٩٢ مواطنا؛ وهو أقل من المعايير  الإنسانية بكثير مع العلم أن الكثير من هذه الأسرة أصلاً هي غير مدعومة وتعمل الكوادر الطبية بشكل تطوعي.

وقال أحمد الشيخ نجيب المنسق الطبي لمشفى الكوفيد في تل الكرامة لأورينت نت: "في المشافي المخصصة لكوفيد هناك نوعان من العناية؛ عناية مشددة عالية الخطورة ومتوسطة الخطورة حيث إنه في العناية المشددة الخطورة يوجد عدد محدد من المنافس والأسرة؛ وبجانب كل سرير منفسة وغالبا ما تكون هذه الأسرّة مملوءة؛ ومن غير الممكن استيعاب حالات جديدة بسبب امتلاء المشفى".

وحول المشاكل التي تعاني منها المشافي المتخصصة بعلاج مصابي كورونا أجاب الشيخ نجيب، بأن هناك مشكلتين رئيستين، الأولى هي نقص الأسرّة حيث إنه بسبب الانفجار الهائل ازدادت الإصابات؛ والحاجة للمشافي ولذلك ازدادت الوفيات؛ وخصوصا الكبار في السن؛ والذين هم أكبر من ٦٠ سنة؛ حيث إن نسبة ١٠ بالمئة من المراجعين للمشفى كانوا من الوفيات".

وأما الثانية فإن المشافي بحاجة ملحة إلى الأوكسجين حيث تعاني المشافي من نقصه بشكل عام في المشافي؛ وهو ضروري للحفاظ على حياة المرضى؛ لذلك تعمل المنظمات الطبية بالطاقة القصوى لتأمينه؛ ناهيك على الحاجة الكبيرة للأسرّة لاستقبال مزيد من المرضى في المشافي.

ويُقدّر عدد مراكز الكورونا الخاصة باستقبال الحالات المتوسطة والخفيفة للمراكز الجاهزة٩ مراكز مع تجهيز مراكز جديدة؛ في حين يبلغ عدد الأسرّة الإجمالي لها والمتاح١٢٢٥ وعدد المنافس الجديدة ما يقارب ٧٠ منفسة بحسب مديرية الصحة.

لوم وتبرير 

 وعزا منسق رصد الأمراض التنفسية الحادة في شبكة الإنذار المبكر الطبيب ياسر الفروح السبب الرئيس في الانتشار الكبير للإصابات في الشمال إلى عدم التزام السكان بالوقاية والعزل والتباعد الاجتماعي، لكنه في نفس الوقت التمس لهم العذر في ذلك حين قال:" إن أغلب  السكان نازحون في شمال غرب سوريا ويحتاجون للعمل من أجل تأمين قوت يومهم؛ وهذا الأمر هو سبب رئيسي في عدم إمكانية عزل الناس عن بعضهم البعض".

وكشف الطبيب أن النظام الصحي في الشمال السوري منهك وغير قادر على مواجهة الجائحة وتلبية الاحتياجات الرئيسية للمرضى خارج الأزمات؛ حيث إن الحاجة للأوكسجين وازدياد الطلب عليه شيء طبيعي لازدياد الحالات؛ ولكن الشيء المخيف الذي بدأنا نلمسه أن هناك حالات تحتاج للأوكسجين وبدأ الحديث عن عدم القدرة على استيعابها".

وحول الخطة لمواجهة مشاكل انتشار الفيروس أوضح أن الخطة لمواجهة الفيروس في الشمال السوري تتم عن طريق (who) والتي وضعت خطة عالمية لمواجهة الفيروس  وتشمل الشمال السوري وتم تطويرها بما يتناسب مع الوضع في المنطقة؛ حيث ترتكز على الاستجابة على جميع الأصعدة لمواجهة الوباء من الناحية المجتمعية والطبية والاقتصادية والمعيشية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات