بيان الائتلاف قال بالحرف إن "أهداف المفوضية" هي "تمكين قوى الثورة والمعارضة السورية - من خلال ممثلها الشرعي - من المنافسة في أي انتخابات مستقبلية رئاسية وبرلمانية ومحلية، وتهيئة الشارع السوري لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي"، وإن مهامها "وضع الخطط والاستراتيجيات وتنفيذها، والتحضير للمشاركة بالاستحقاقات السياسية المقبلة، بما في ذلك "الاستفتاء على مشروع الدستور" و"نشر الوعي بأهمية المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الوطنية" على حد وصفه.
وعقب ما أحدثه البيان من موجة غضب بين السوريين، سارع "الائتلاف" إلى إستصدار بيان آخر قال فيه إنه "يؤكد بأنه لا بديل عن هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، وأنه لا يمكن القبول أو المشاركة بأي انتخابات بوجود هذا النظام المجرم"، وعاد العضو في "الائتلاف"، ياسر الفرحان، لاصدار بيان آخر قال فيه "إن الائتلاف يرفض أي عملية انتخابية يشارك فيها بشار أسد، أو أي من المتورطين بجرائم ضد الإنسانية من أركان حكمه" على حد تعبيره.
اعتراف ببشار أسد!
كثير من السوريين (صحفيون وضباط وسياسيون وفنانون) رأوا في بيان "الائتلاف" اعترافاً ببشار أسد كمنافس وليس مجرم، وبالتالي صراع على السلطة وليس ثورة شعبية دفع السوريون مئات آلاف الشهداء والمعتقلين لأجل الإطاحة ببشار أسد وزمرته، وعنه تساءل العميد أحمد رحال، هل أفهم من هذا الكلام أنكم مستعدون لإجراء انتخابات بوجود النظام؟ وبمعنى آخر هل أنتم تقبلون بإجراء انتخابات ومنافسة مع بشار الأسد؟ وذلك تعقيباً على فقرة وردت في البيان تقول: "التعاون والتنسيق مع القوى الاجتماعية المدنية والسياسية في الداخل السوري بما فيها الموجودة في أماكن سيطرة النظام".
تآمر
ووصفت "هيئة العلاقات العامة والسياسية لبادية حمص" خطوة الائتلاف بـ"التآمر" على اهداف ثورتنا وعلى آمال شعبنا بالخلاص من الاستبداد ونظام الاجرام و"استصغار" بعقول سياسيينا وأحرارنا واستهانة بدماء شهداء وحقوق معتقلينا، مدعياً أنه رضخ لضغوطات دولية، مؤكدةً على "قدرة نظام الأسد والبعث على تزوير الحقائق والتمادي بالكذب وكيف كانت الانتخابات تجري بسوريا بعهد المجرم الأب والابن، ونعلم أن من يعيش بمناطق سيطرة هذا النظام المجرم لن يستطيع أن يدلي بصوته إلا تحت رقابة أمنية، وحتى شهداء ثورتنا ومعتقلينا سيقوم هذا النظام الكاذب بتزوير اسمائهم لانتخابه".
كذلك، اعتبر "تجمع الضباط المنشقين" بيان الائتلاف "قفزاً على القرارات الأممية" و"شرعنة لأسد ونظامه" وتقديم ما عجز عن تحقيقه في المحافل الدولية على طبق من ذهب، وهو القبول ببشار أسد في المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات تحت جناحه، وتبرئته من جرائمه.
استباق القادم
إلى ذلك اعتبر آخرون أن بيان الائتلاف تمهيد واستباق لقرارات دولية يعلمها، ويعمل على تقديم نفسه شريكاً فيها، وهو ما أشار إليه الفنان السوري، علي فرزات، عبر رسم كاريكاتير، مصوراً "مشروع المعارضة" كمن يصطاد من مجرور، معتقداً أنه سيخرج منه سمكاً، بينما طالب البعض ومنهم، بسام جعارة بمحاسبة من أصدر البيان.
وفي نفس السياق، تساءلت، سهير الأتاسي، وهي أحد أعضاء الائتلاف السابقين والمنشقين عنه، بالقول: "غريبة محاولات استغباء السوريين من قبل الائتلاف في توضيحه حول تأسيس مفوضية وطنية للانتخابات، حيث يقول إنه قرر إنشاءها استعداداً للمرحلة الانتقالية وما بعدها! كيف يصحّ ذلك بينما نظامه الداخلي يقول بأنه يحلّ نفسه مع بداية المرحلة الانتقالية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي!".
التعليقات (0)