حكومة أسد تتفاخر بالمبالغ المحصلة من جوازات السفر.. ما الرسائل وراء تصريحاتها؟

حكومة أسد تتفاخر بالمبالغ المحصلة من جوازات السفر.. ما الرسائل وراء تصريحاتها؟
تفاخرت حكومة أسد بالمبالغ الناتجة خلال عام عن إصدار جوازات السفر للاجئين السوريين، في رسالة سياسة واقتصادية حاولت توجيهها للمجتمع الدولي والشعب السوري لإضفاء الشرعية على نفسها.

التصريح اللافت جاء على لسان وزير داخلية حكومة أسد محمد رحمون أمام مجلس الشعب الإثنين، بقوله "تم استيفاء أكثر من 21.5 مليون دولار من جوازات السفر التي تم إصدارها للمواطنين السوريين خارج القطر"

وأضاف رحمون أن أعداد تلك الجوزات الصادرة خارج سوريا بلغت البالغ "أكثر من 67 ألفاً على نظام الدور و1769 على نظام المستعجل في العام الحالي"، وفق تعبيره.

وتشير تلك التصريحات إلى رسائل اقتصادية وسياسية موجهة في المقام الأول للمجتمع الدولي في محاولة لإثبات شرعية حكومة أسد من حيث إنها الجهة الوحيدة المتحكمة بإصدار الجوازات للسوريين في بلاد اللجوء، بحسب الباحث الاقتصادي في مركز "عمران" للدراسات الاستراتيجية مناف قومان.

وأضاف قومان في تصريحات لأورينت نت، أن الرسالة الثانية التي تحملها تصريحات رحمون موجهة إلى الشعب السوري لتقول إن حكومة أسد ما زالت متحكمة بمفاصل المؤسسات الرسمية وخاصة جوازات السفر الخاصة باللاجئين، إلى جانب استفادتها بشكل علني من تلك المعاملات لرفد الخزينة المتهاوية.

لكن المحلل الاقتصادي استبعد أي أهمية اقتصادية لتلك التصريحات والمبالغ التي جنتها حكومة أسد من إصدار الجوازات، لأن المبلغ المكشوف يعتبر ضئيلا أمام حاجة الحكومة في ظل الأزمات الاقتصادية المتراكمة واللافتة التي تعانها مناطق سيطرتها، بحسب تعبيره.

وتعتبر حكومة أسد تلك إصدار الجوازات للاجئين السوريين بمبالغ كبيرة، باباً اقتصاديا في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها، لكنها لا تشكل مورداً هاماً بعد فقدان حكومة أسد معظم مواردها واقتصادها وتراكم الأزمات بشكل غير مسبوق في مناطق سيطرتها.

ومع وجود ملايين السوريين في بلاد اللجوء هربا من معارك ميليشيا أسد، رفعت الأخيرة تكاليف إصدار الجوازات بمبالغ عالية وحددتها بالعملات الأجنبية في الداخل والخارج بهدف تحصيل أكبر مبلغ ممكن من اللاجئين، مع إعطاء مدة قصيرة تقدر بعامين للجواز الواحد لفئة الشباب.

ويبلغ السعر العادي لرسوم منح جواز السفر للسوريين في الخارج من النوع المستعجل (800 دولار أمريكي) وحتى عن طريق ذويهم في الداخل، و(300 دولار أمريكي) للجواز غير المستعجل.

كما أن تجديد الجواز بشكل عادي للاجئ السوري يبلغ (300 دولار) إضافة للرسوم الأخرى، بينما يبلغ رسم تجديده بشكل مستعجل (800 دولار)، إلى جانب مبالغ أخرى تفرضها السفارات والقنصليات التابعة لأسد في دول الخارج بشكل غير قانوني تحت مسمى "حجز موعد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات