الحسكة.. مسرحا للدوريات العسكرية الدولية بأهداف متناقضة

الحسكة.. مسرحا للدوريات العسكرية الدولية بأهداف متناقضة
باتت محافظة الحسكة شرق سوريا مسرحا لتسيير الدوريات العسكرية، الأمريكية والروسية والتركية، في منطقة تجمع ثلاث قوى إقليمية ودولية تجمعها الأرض الجغرافية وتفرقها تناقضات الأهداف العسكرية والاستراتيجية. 

وبشكل شبه يومي تسجل مناطق الحسكة الحدودية مع تركيا والعراق، دوريات عسكرية في مناطق متفرقة ومتلاصقة، أولها دوريات منفصلة للقوات الأمريكية المسيطرة على المنطقة، إضافة لدوريات أخرى للقوات الروسية والتركية بشكل مشترك أو أحادي في بعض الأحيان على مسافة قريبة من الدوريات الأمريكية.

مصادر محلية من الحسكة قالت لأورينت نت اليوم إن الجيش الأمريكي سيّر دورية عسكرية مؤلفة من مدرعات برادلي وعربات عسكرية أخرى في منطقة المالكية بالقرب من حقول نفط الرميلان، تزامنا مع تسيير دورية روسية تركية مشتركة مؤلفة من أربع مدرعات ترافقها حوامتان، حيث جابت الدورية المشتركة منطقة الدرباسية الواقعة بريف الحسكة ايضا.

وأشار المصدر  إلى أن الدورية الأمريكية تمركزت في منطقة (بك النفطية) الواقعة في منطقة كوجرات بريف المالكية، وذلك بهدف منع اقتراب الدوريات الروسية من المنطقة النفطية الشهيرة في شرق الفرات التي سجلت احتكاكات عديدة بين تلك القوات في الأشهر الماضية.

كما تعرضت الدورية الروسية التركية لرشق بالحجارة من أهالي المنطقة الرافضين لوجود تلك القوات في مناطق شرق الفرات، الأمر الذي تكرر مرارا خلال الأشهر الماضية ووصل إلى مطاردات بين العربات العسكرية وملاسنات بين الجنود الأمريكين والروس.

وتخضع مناطق شمال شرق سوريا لصراع  (أمريكي وروسي وتركي) إذ تحاول روسيا التغلغل في المنطقة على حساب القوات الأمريكية، وبالتوازي مع تهديد الجيش التركي باستكمال عملياته وإبعاد ميليشيا "قسد" عن الحدود الجنوبية لتركيا.

ويسيطر الجيش الأمريكي على مناطق شرق الفرات عبر قواعد عسكرية منتشرة في المنطقة، تحاول من خلالها منع القوات الروسية من التغلغل في المنطقة لصالح ميليشيا أسد، كما أنها تعمل على حماية آبار النفط وحرمان أسد منها، إلى جانب عملياتها المتواصلة ضد تنظيم "داعش" وخلاياه المنتشرة في المنطقة.

وتتزامن تلك الأحداث مع الانسحاب التدريجي لبعض القوات الأمريكية والتي أعقبت تعيين وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميلر، للكولونيل دوغلاس ماكجريجور في منصب مستشار أول، والمعروف بدعوته لسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا وأفغانستان.

وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا المستقيل جيمس جيفري قال قبل أيام إنه أخفى وزملاؤه عن الرئيس دونالد ترامب العدد الحقيقي لقوات بلاده في سوريا، مضيفاً  أن العدد الفعلي أكثر بكثير من مئتي جندي من الذين وافق ترامب على بقائهم في سوريا عام 2019.

وتداولت وسائل إعلام أمريكية ماقيل إنه العدد الحقيقي للقوات الأمريكية في سوريا، والذي قدر بنحو ألف جندي، لكن جيفري نفى العدد معتبراً أن الرقم سري للغاية على حد قوله.

وزادت التحركات الأمريكية في مناطق وأجواء شرق الفرات خلال الفترة الماضية بالتزامن مع محاولات روسية للتغلغل بهدف إنشاء نقاط عسكرية في تلك المناطق والتي قوبلت برفض شعبي ورسمي في الأيام الماضية.

آخر تلك المحاولات الروسية جرت الشهر الماضي حين قطع سكان قرية عين ديوار الطريق أمام المدرعات الروسية التي رافقتها مروحيات عسكرية، الأمر الذي أجبر القوات الروسية على الانسحاب باتجاه مطار القامشلي.

فيما تصر أنقرة على استكمال عملياتها العسكرية في مناطق شمال شرق سوريا بهدف إبعاد خطر ميليشيا "قسد" عن الحدود التركية، والمتهمة بتبعيتها لحزب "PKK" المصنف إرهابيا في تركيا.

لكن السيناريوهات العسكرية والسياسية المتعقلة شرق الفرات تبقى رهينة الإدارة الأمريكية الجديدة والتي ترسم ملامح التوزعات العسكرية في الشرق الأوسط وخاصة سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات