"عمال المياومة" منسيون في إدلب وإغفال حكومة الأنقاذ يعمق معاناتهم

"عمال المياومة" منسيون في إدلب وإغفال حكومة الأنقاذ يعمق معاناتهم
يقضي الثلاثيني حسام الأبرش يومه بالعمل في إزالة ركام المنازل المهدمة ليعود بعد أكثر من عشر ساعات من العمل الشاق بخمس عشرة ليرة تركية فقط، تكاد لا تكفيه لشراء الخبز لعائلته المؤلفة من زوجة وثلاثة أبناء.

ويقول حسام لأورينت نت :" حتى مع قلة الأجور فنحن مضطرون للعمل وإلا سنموت جوعاً مع أطفالنا، فالغلاء فاحش والأوضاع صعبة ولافرص عمل أفضل"، مستطردا "يبقى شيئاً قليلاً أفضل من لاشيء ولا خيار آخر أمامنا”.

 وفي كل مرة يحاول حسام المطالبة بأجر أعلى يأتيه الرد بعنجهية من متعهد البناء الذي يعمل لديه :" إن لم يعجبك الأمر اترك العمل إن لم يكن راضياً عن الأجرة".

ما يحصل مع حسام ينطبق على معظم عمال المياومة في المناطق المحررة بإدلب، حيث يواجهون غبناً واستغلالاً فيما يتعلق بأجورهم رغم استبدال العملة السورية بالعملة التركية، إذ ماتزال ساعات العمل طويلة والأجور متدنية ولا تتناسب مع الفارق الكبير بين الدخل والمصاريف وسط تجاهل كامل للمعنيين في حكومة الإنقاذ المسؤولة عن المنطقة لاتخاذ أي إجراء ينصف هؤلاء العمال أو يُحسن قليلا من مستوى معيشتهم.

وهنا يعلق حسام " تحويل العملة السورية إلى التركية زاد الوضع سوءاً بدلا من أن يحسنه".

ويعلل حسام ذلك بأن تحويل العملة إلى التركية رفع أسعار جميع المواد أضعافاً مضاعفة، بينما بقي حساب أجور العمال معادلا للأجرة القديمة بالليرة السورية.

وأما الشاب عامر الحسين فيحصل على عشر ليرات تركية فقط لقاء عمله في أحد الأفران بإدلب المدينة وهي لا تكفيه سوى لشراء علبة سجائره، رغم أنه يعمل لمدة تتراوح بين ٦ إلى ٨ ساعات متواصلة.

ويعلق على حاله:" حمداً لله أنني لست متزوجا لأنني كنت سأواجه ظروفاً لا يمكن وصفها مع كل هذا الغلاء".

ويبرر  الحسين قبوله بتلك الأجرة القليلة بأنه لا يملك شهادة أو خبرة تؤهله للعمل بمجالات أخرى، مشيراً إلى أنه حتى عمله هذا يعتبر حلماً للكثير من الشبان العاطلين عن العمل.

"العاملات لست بحال أفضل"

لايختلف حال العاملات من النساء عن وضع العمال الرجال من حيث الاستغلال والأجر الزهيد  فالأربعينية صبحية العمر وهي أرملة نازحة تعيل أبناءها الخمسة من خلال عملها بالمياومة في الأراضي الزراعية، وقطاف ثمار الزيتون، تقول إن ما تحصل عليه لقاء عملها لا يكفي لتغطية نصف احتياجات أبنائها وخاصة بعد ارتفاع الأسعار الكبير.

 وتضيف” أجرتي تتعلق بما أنتجه يومياً حيث أجهد لقطاف خمسين كيلو غرام من الزيتون مقابل خمس عشرة ليرة تركية، وهو مبلغ لا يسدّ أدنى احتياجاتنا اليومية”.

وتشكو "العمر" ماوصل إليه حل الفقراء في الشمال السوري والذين باتوا نازحين بلا مأوى أو غذاء أو فرص عمل، في الوقت الذي تجهد فيه حكومة الإنقاذ ”الموقرة” بفرض الضرائب ورفع الأسعار وزيادة آلام الناس بدل تخفيفها، ووبدلا من سن قوانين من شأنها تحديد أجور ملائمة لعمال المياومة بما يتناسب مع تعبهم والغلاء الحاصل في المنطقة.

وبشكل عام يقل معدل دخل عمال المياومة بإدلب شهريا عن ٥٥ دولارا، وذلك من خلال رصد عشرات الحالات ذكورا وإناثا، وهو أقل من المعدل العام في سوريا الذي يبلغ ٦٣دولاراً حسب تقييم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وبحسب إحصاءات محلية فإن ٨١ بالمئة من الرجال في إدلب يمارسون أعمالا مختلفة، ومع ذلك فإن أغلبية العائلات تضطر للاستدانة لتأمين احتياجاتهم اليومية لأن ٧١ بالمئة منها لا يكفيها الدخل الذي يؤمنه أفرادها.

وكانت "أكجمال ماجيتموفا" ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا قد صرحت في وقت سابق أن ٩٠ بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر أي بأقل من دولارين في اليوم الواحد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات