"جعجع" يكشف سبب تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية

كشف سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية أن جبران باسيل هو سبب تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك عبر الرغبة في تعويض باسيل المتحالف مع ميليشيا حزب الله بعد العقوبات الأمريكية التي فرضت عليه.

وقال جعجع بحسب موقع النشرة اللبناني إنه بسبب أحد المتحالفين مع محور المقاومة وهو رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فقد فرضت عليه عقوبات أمريكية، فهم يريدون التعويض عليه عن العقوبات بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل تشكيل الحكومة".

وجاء ذلك في كلمة لرئيس حزب القوات اللبنانية أمام وفد من مصلحة الأطباء في حزبه، أشاد فيه بـ"عمل كل الجسم الطبي والتمريضي والاستشفائي والصيدليات"، انطلاقاً من الضغط الذي عاشوه منذ أكثر من ثمانية أشهر حتى الآن إثر انتشار فيروس كورونا.

ولفت جعجع إلى أن "المشكلة في لبنان تكمن في طريقة إدارة الدولة وهذا جانب منها لأن جوهرها أكبر بكثير"، مشيراً إلى "ما يُحكى عن قانون انتخابي جديد، ونحن في الأمس القريب أقرّينا قانوناً انتخابياً جديداً، فهل يجوز في بلد ما إقرار قانون جديد للانتخابات كل عامين؟".

وبيّن  جعجع أن طبيعة هذا القانون الانتخابي المطروح، قائلا: "إنهم يأملون منه أن يمكّن محور المقاومة ومن لف لفّه من الإمساك بالبلاد، ولاحظوا أيضاً ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة اليوم، عبر التمسك بوزارة المالية"، متسائلا:" ألا يوجد وزارة وازنة غير المالية؟ لماذا التمسك بها؟ لأنهم يريدون التوقيع الثالث، ولكن انتبهوا جيداً، فوزارة المال لا تعطي التوقيع الثالث، هذه بحد ذاتها بدعة فهي لها توقيع كأي وزارة أخرى، ولكنها لا تعطي توقيعاً ثالثاً بالمعنى السياسي للكلمة ابداً".

وشدد جعجع على أن بلاده في "أمس الحاجة لحكومة جديدة، إلا أنه بالنسبة لمحور المقاومة هذا أمر لا يهم، كما أن الشعب اللبناني سيتضوّر جوعاً، وهذا الأمر أيضاً لا يهمهم، باعتبار أن المهم الوحيد لديهم هو أن يتقدّم محور المقاومة بشكل من الأشكال، محافظاً على حلفائه مهما كانوا فاسدين ويخربّون البلاد، ومهما عاثوا خراباً فيها، وبقدر ما يهربون إلى سوريا، وكل ذلك لا يهم، المهم أن محور المقاومة يواصل تحقيق التقدم أكثر وأكثر، ويقوى أكثر وأكثر.

عقوبات

وقبل أيام أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية اسم جبران باسيل إلى قائمة العقوبات الأمريكية بتهمة دعمه "حزب الله" الذراع الرئيسي للنظام الإيراني.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت قبل أسبوعين كلاً من نبيل قاووق وحسن البغدادي العضوين في المجلس المركزي لـ"حزب الله" بتهمة تورطهما في تسهيل أعمال إرهابية وتوريد أموال إلى الخارج.

كما أدرجت الوزارة خلال العام الحالي ثلاث شخصيات و12 كيانا في لبنان على قوائم الإرهاب لارتباطها بميليشيا "حزب الله".

تكليف الحريري بتشكيل الحكومة

وفي 22 تشرين أول المنصرم كلف الرئيس اللبناني ميشال عون رئيس كتلة "تيار المستقبل" سعد الحريري بتشكيل حكومة لبنانية جديدة لتكون المرة الثالثة التي يترأس بها الحكومة.

وأتى تكليف الحريري بعد تزكيته من قبل 64 نائباً في البرلمان من أحزاب لبنانية من بينها "كتلة التنمية والتحرير" و"كتلة النواب الأرمن" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الوفاء للمقاومة" و"الكتلة الوسطية المستقلة".

في حين امتنع كل من النائب جميل السيد وشامل روكز وفؤاد مخزومي عن تسمية مرشح للحكومة اللبنانية.

ولم يصدر أي بيان من قبل ميليشيا "حزب الله" يوضح موقفه من تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة.

كما أتى ذلك بعد مهلة منحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمسؤولين اللبنانيين كـ"فرصة أخيرة" للوفاء بالتعهدات التي أعلنوها بداية أيلول الماضي، ولتشكيل حكومة جديدة خلال أربعة إلى ستة أسابيع تنفيذاً لـ "خارطة طريق فرنسية".

وكان ماكرون هدّد بفرض عقوبات لاحقة على المسؤولين اللبنانيين في حال عدم تجاوز أزمة الفراغ السياسي والتخبط الأمني الحاصل في البلاد، لكن ما لبث أن تراجع عن لهجة الحديث بالعقوبات نهاية أيلول الماضي، معتبراً أن الأمر "غير مفيد في المرحلة الراهنة".

وجاء تكليف الحريري بتشكيل الحكومة التي لم تر النور حتى الآن، بعد اعتذار المكلف السابق مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة بسبب تمسك ميليشيا "حزب الله" و"حركة أمل" بحقيبة وزارة المالية.