هجوم على أنبوب نفطي في لبنان أوقفه حافظ أسد.. ما قصته؟

هجوم على أنبوب نفطي في لبنان أوقفه حافظ أسد.. ما قصته؟
اندلع حريق ضخم في أنبوب لنقل النفط في منطقة العبدة شمال لبنان، بعد اعتداء من قبل مجهولين عليه ليل الجمعة الماضي، وبحسب موقع "جنوبية" اللبنانية، فإن مجهولين قاموا بإحداث ثقوب عديدة في الأنبوب الذي يعد جزءاً من خط أنابيب نفط كركوك – طرابلس رغم توقفه عن الضخ منذ أربعة عقود.

من جانبها، أعلنت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه أمس عن حدوث تسريب نفطي في منطقة العبدة – عكّار، موضحةً أن جهود فرق الطوارئ باءت بالفشل في إيقاف انسياب مواد النفط الخام الممزوجة بالمياه من الخط القديم الذي يربط لبنا بالعراق والمتوقف منذ 40 عاماً".

وكشفت المديرية في بيانها أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعدي على خط الغاز والنفط في منطقة الشمال بهدف السرقة، واصفة إياها بـ القرصنة الواضحة لأملاكٍ عمومية".

سياسيّاً، وجّه العضو في كتلة الجمهورية القوية، النائب وهبة قاطيشا عبر حسابه في تويتر يسأل وزير الطاقة اللبناني قائلاً "خط نفط كركوك – طرابلس أوقفه النظام في سوريا عام 1982 بطلب إيراني، الآن يشب حريق في هذا الخط المقفل في منطقة العبده، فمن أين أتى النفط؟ وبأي اتجاه؟ ولمصلحة من؟”.

خط كركوك – طرابلس النفطي

يمتد الخط النفطي الثلاثي من مدينة كركوك العراقية إلى طرابلس اللبنانية حيث محطة الزهراني النفطية مروراً بحيفا في فلسطين، حيث أنشأته "شركة نفط العراق المحدودة" منذ اكتشافها حقل كركوك عام 1927.

واستكمل خط طرابلس بخط أنابيب آخر في الخمسينيات باستطاعة نقل بلغت نحو 400 ألف برميل يومياً، وانتعش إجمالي الطاقة التصديرية للخط في منتصف السبعينيات ليرتفع إلى مليون و400 ألف برميل يومياً، واستمر الخط بنقله للنفط حتى بعد تأميمه عام 1972، لكن حافظ أسد أغلق خط الأنابيب الواصل بين كركوك وطرابلس لدعم طهران ضد بغداد إبان الحرب العراقية الإيرانية عام 1984.

لكن الخط فرض نفسه مجدداً على طاولة التفاوض السياسي خلال زيارة رئيس البرلمان اللبناني آنذاك نبيه بري إلى العراق في صيف العام الماضي، حيث تطرق برّي إلى "أهمية إعادة تشغيل الخط النفطي" بين البلدين.

وتوقع تقرير سابق لموقع "أويل برايس" الأمريكي أن إعادة تشغيل الخط بين البلدين من شأنه أن يوّلد عواقب سياسية واقتصادية وإستراتيجية طويلة المدى للدول المعنية ودول المنطقة ككل.

ولفت التقرير إلى أن إيقاف سوريا للخط دعماً لإيران قد هيّأ البيئة المناسبة لمشاركة إيران في السياسة الإقليمية عبر التعاون والشروع في إحياء العمل بالخط النفطي، كاشفاً عن وساطة روسية لإتمام الاتفاق بين لبنان والعراق.

وعليه، وقعت لبنان صيف العام الماضي عقداً مع شركة "روسفنت" الروسية لنحو عشرين عاماً بغية تطوير منشآت لتخزين النفط في ميناء طرابلس، وبحسب الاتفاق؛ سيتم التنسيق مع سوريا والعراق ومصر بشأن إعادة تشغيل الخطوط الموجودة في المنطقة.

ويأتي اندلاع الحريق في خط نفطي في وقت تعيش فيه كل من لبنان والمناطق الواقعة تحت سيطرة أسد إلى أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية وشحّ في المحروقات مع تزايدة حدة العقوبات الدولية والأمريكية على نظام أسد ومحاولات الأخير لاستقدام نفط عبر ميناء الزهراني وموانئ أخرى.

في حين يبحث النظام الإيراني عن منفذ اقتصادي لبيع وتصريف المخرون من إنتاج النفط والمتراكم لديه على إثر العقوبات الأمريكية عليه، وتعميم منع استيراد النفط من إيران وانخفاض قيمة العملة المحلية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات