أردوغان يدعو لحل الملف السوري على نموذج الاتفاق في القوقاز

أردوغان يدعو لحل الملف السوري على نموذج الاتفاق في القوقاز
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تطلعاته إلى إيجاد حل للأزمة السورية على نموذج الاتفاق بين أذربجيان وأرمينيا في منطقة القوقاز، والذي تمثل بإيقاف الحرب عبر تسوية سياسية برعاية روسية تركية.

وقال أردوغان في تصريحات متعددة نقلتها وكالة "الأناضول" اليوم الأربعاء، "نؤمن بإمكانية إيجاد حل للأزمة السورية على غرار الحل العادل الذي تحقق في إقليم قره باغ".

كما أكد الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين أن بإمكان روسيا وتركيا استخدام آلية التسوية في إقليم قره باغ وتطبيقها في سوريا، معربا عن أمله في "استمرار روح التعاون بين البلدين في سبيل حل الأزمة السورية، والتوصل إلى آلية حل شبيهة باتفاق "قره باغ"، بحسب تعبيره.

وتوصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق تسوية برعاية روسية تركية قضت بإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار بشكل كامل في إقليم قره باغ المتنازع عليه منذ عقود بين البلدين الجارين في منطقة القوقاز.

وأشارت الرئاسة التركية، إلى أن تركيا ستقوم إلى جانب روسيا بمراقبة وقف إطلاق النار عبر مركز مشترك سيقام على الأراضي الأذربيجانية التي انسحبت منها القوات الأرمينية بإقليم قره باغ.

كما أكد أردوغان على ضرورة التعاون بين موسكو وأنقرة في تسوية النزاعات الإقليمية، والتي يتشارك فيها الجانبان في مناطق عديدة أبرزها سوريا وليبيا والقوقاز.

ويعود تاريخ الصراع بين أذربيجان وأرمينيا إلى عام 1988، عندما قرر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين في 1923 ضم الإقليم الذي غالبية قاطنيه من الأرمن في ذلك الوقت، إلى أذربيجان ومنحه حكماً ذاتياً لتبدأ حرب طويلة بين الطرفين.

وتدعم روسيا أرمينيا باتفاقيات عسكرية واقتصادية بين البلدين، في الوقت ذاته تجمعها علاقات عسكرية وتجارية مع أذربيجان، بينما ترتبط تركيا بأذربيجان ضمن تحالف عسكري وسياسي أصرت أنقرة من خلاله على دعم الحرب الأخيرة حتى الاتفاق.

وتعتبر تركيا أحد الضامنين لحل الملف السوري إلى جانب روسيا وإيران، ونشرت قواتها العسكرية في شمال سوريا خلال الأعوام الماضية بهدف إبعاد التنظيمات الإرهابية عن حدودها ومنع ميليشيا أسد من التقدم نحو آخر معاقل المعارضة. 

وتشترك موسكو وأنقرة في اتفاقات عديدة في الملف السوري وأبرزها اتفاق إدلب المعقل الأخير للفصائل المقاتلة والتي تشهد تصعيدا لافتا من الاحتلال الروسي وميليشيا أسد رغم الاتفاقات الثنائية.

لكن موسكو تعتبر الوجود التركي في سوريا "مؤقتا" وتطالبها بتسليم جميع الأراضي السورية لميليشيا أسد باعتبار ذلك الوجود "غير شرعي"، الأمر الذي ترفضه أنقرة حتى الوصول إلى اتفاق سياسي وتسوية سلمية للنزاع المتفاقم منذ عام 2011، والتخوفات التركية والدولية مع تصعيد جديد في إدلب آخر معاقل الفصائل والتي تحتوي أكثر من أربعة ملايين مدني بما فيهم النازحون.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات