لبنانيون يستنكرون تصريحات أسد: "وقاحة صلفة وتمادي"

استنكرت أوساط سياسية وبرلمانية لبنانية تصريحات رأس النظام السوري بشار أسد حول تحميل لبنان مسؤولية الانهيار الاقتصادي في سوريا، متهمين أسد بمحاولة الهيمنة على بلادهم بعد نهب خيراتها سابقا.

أبرز الاستنكارات اللبنانية كانت في بيان للحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي وصف تصريحات أسد بأنها "وقاحة صلفة وتمادي".

وقال البيان "أما وأن رئيس النظام السوري مصر على الإمعان في استنزاف لبنان واقتصاده وإنهاكه، فإن كلامه عن أن المصارف اللبنانية هي التي تسبب الأزمة الاقتصادية في سوريا لاحتجازها ودائع السوريين، يستوجب ردا حاسما على هذه الوقاحة الصلفة والتمادي في محاولة إغراق لبنان أكثر فأكثر مع غرق النظام السوري".

وأضاف البيان "يهمنا أن نشير إلى أن أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان وتراجع وضع ماليته العامة واستنزافها، كان بفضل الصفقات ومزاريب الفساد التي هندسها نظام البعث السوري في لبنان وظلت تمده رغم انسحاب قواته".

من جهتها نقلت جريدة "البناء" عن مصادر في "تيار المستقبل" اللبناني رداً على بشار أسد قولها “يلي استحوا ماتو.. حبذا لو راجع الأسد ملف بنك المدينة ليتذكر جيداً من سرق لبنان وأغرقه بالديون. لو كان للأسد حسّ لكان أقفل المعابر غير الشرعية ومنع التهريب إلى سوريا، لكنه ماض في سياسة الهيمنة ونهب خيرات لبنان”.

أما الوزير اللبناني السابق ريشار قيومجيان غرد عبر حسابه على "تويتر" بالقول "إلى رئيس النظام السوري: حري بك الاستعانة بمحضر أرواح فعند أبيك الجواب اليقين عن سرقة أركان نظامك مئات مليارات الدولارات من أموال اللبنانيين زمن احتلالكم لبنان".

وأضاف قيومجيان  "بالمناسبة، افتح باب العودة للنازحين من أبناء بلدك، فهم لتاريخه كلفوا لبنان عشرات مليارات الدولارات واستهلكوا بناه التحتية".

بينما وصف عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبه قاطيشا  تصريحات أسد وربطه الأزمة في سوريا بالأموال المحجوزة في لبنان، بـ “النكتة”.

 

وقال: إن “النظام السوري كان صادر قرار لبنان ونهب خيراته، ولم يكن ينفذ أي مشروع إذ لم يكن للسوري حصة فيه. حتى أن المواد المدعومة من الخزينة اللبنانية في الأزمة الحالية تهرب إلى سوريا”.

واعتبر رئيس حزب "حركة التغـيير اللبناني" إيلي محفوظ أن تصريحات أسد "ليس تفصيلا بسيطا فقد يكون كمن يمهّد لإحداث مزيد من الفوضى الاقتصادية والمالية في لبنان بالتعاون مع الشيطان الذي يخرّب كل شيء في الجمهورية أو ما تبقى منها..لذا حددوا عدوكم واحذروا من عملائه"، وفق تعبيره.

وكان بشار أسد اعتبر أن "المشكلة الاقتصادية التي تعصف بحكومته والمناطق الخاضعة تكمن في الأموال التي أودعها سوريون في المصارف اللبنانية" خلال السنوات الماضية.

وقال أسد الأربعاء الماضي إن "المصارف اللبنانية أغلقت ودفعنا الثمن" مقدراً قيمة الأموال بين 20 مليار دولار أمريكي و 42 مليار دولار أمريكي، واصفاً الرقم بـ"المخيف" بالنسبة لاقتصاد سوريا.

واعتبر أسد أن سبب الأزمة الاقتصادية الحالية ليست الحصار الأمريكي ولا قانون قيصر، كون الأزمة الاقتصادية بدأت قبل قيصر بأشهر.

وكانت صحيفة "الوطن" الموالية لنظام أسد نشرت مطلع العام الحالي دراسة أعدها رئيس قسم المصارف في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور علي كنعان، توقعت قيمة الأموال السورية المودعة في المصارف اللبنانية بنحو 45 مليار دولار.