نُذر حرب كردية- كردية.. "PKK" يواجه اتهامات "الديمقراطي الكردستاني" بإراقة الدماء

نُذر حرب كردية- كردية.. "PKK" يواجه اتهامات "الديمقراطي الكردستاني" بإراقة الدماء
لقي أحد عناصر قوات البيشمركة الكردية مصرعه وجرح آخرون شمال محافظة دهوك الواقعة ضمن إقليم كردستان العراق مساء الإربعاء، بهجوم نفذه مسلحون يتبعون لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف على لوائح الإرهاب العالمي كمنظمة إرهابية.

ورغم أن التوتر بين الطرفين قد بدأ بالتصاعد قبل نحو أسبوعين من خلال إعلان حكومة إقليم كردستان العراق في الـ 26 من الشهر الماضي، عن إحباط مخطط لـ"PKK" لاستهداف دبلوماسيين وغربيين، إلا أن التوتر بلغ ذروته أمس بهجوم مسلح استهدف عربة لقوات البيشمركة في منطقة جماكي شمال دهوك.

وجاء الهجوم عقب تصريحات لمسعود بارزاني، رئيس حزب "الديمقراطي الكردستاني"، اتهم خلالها ميليشيا "PKK" بالاستيلاء على مناطق من الإقليم إبان المعركة على تنظيم "داعش" وفرضت إتاوات على أهل هذه المناطق.

وكان البارزاني اتهم "العمال الكردستاني - PKK" في بيان له بـ"الاستيلاء واحتلال" مناطق وبلدات وقرى داخل الإقليم عقب هجمات "داعش" قبل نحو ست سنوات، و"فرض إرادة مسلحة غير قانونية" على أهالي الإقليم، الذين اضطروا إلى ترك مناطقهم وأملاكهم، وتحولوا إلى ضحايا بلا أي حق.

وأكد البارزاني أن "مسلحي حزب العمال الكردستاني استولوا على هذه المناطق الحدودية وبعدها مناطق أخرى، وفرضوا أنفسهم كبديل عن حكومة الإقليم، ومنعوا الناس من بناء بيوتهم وقراهم، وفرضوا الضرائب على المواطنين الذين أرادوا زيارة مناطقهم، وهذا أمر غير مقبول". 

كما أكد على أن "الموقف الأحسن في هذه المرحلة" هو إبداء الاحترام للسلطة القانونية والشرعية في الإقليم، كما ينبغي على مسلحي "PKK" ترك المناطق التي احتلوها بقوة السلاح، وإنهم "يشكلون خطراً على مواطني إقليم كردستان بعد تحويلهم مئات القرى إلى ساحات للحرب والقتال" على حد وصفه.

وسبق تصريحات البارزاني، دعوة مسؤولين أكراد إلى حماية مصالح إقليم كردستان، عقب تفجير أنبوب النفط الواصل بين الإقليم وتركيا على يد مسلحي "العمال الكردستاني"، والذين تبنوا العملية بشكل صريح  في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.

حشد ينذر بمواجهة

ما يسمى "منظومة المجتمع الكردستاني" المؤيدة لـ"PKK" اعتبرت تصريحات البارزاني "كشف للنوايا" على حد وصفها، و"شرعنة للاقتتال الكردي" و"إعلان حرب" من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" على "العمال الكردستاني - PKK".

وكانت حكومة كردستان العراق بدأت مؤخراً بحشد تعزيزات عسكرية من اللواء 80 التابع للبيشمركة في الحدود الشمالية من إقليم كردستان المحاذية لمناطق سيطرة "PKK" في جبال قنديل، الأمر الذي اعتبرته "منظومة المجتمع الكردستاني" في بيان نقلته وكالة أنباء هاوار الموالية، خير دليل على "نوايا البرزاني" لإعلان الحرب ضد "حزب العمال الكردستاني"، وأنهم (أي البرزاني وحزبه) ينتظرون الفرصة والظروف المناسبة لذلك.

بالمقابل، بدأ العمال الكردستاني بالحشد والتحريض عبر أذرعه الإعلامية واصفاً "الديمقراطي الكردستاني بـ"الحزب صاحب التاريخ المليء بالخيانات بحق الشعب الكردي"، وأن الأزيديين الكرد بدأوا بتنظيم صفوفهم وعاد الآلاف منهم إلى شنكال وأسسوا تنظيمات عسكرية وحزبية خاصة بهم، وفقاً لوكالة هاوار ما يشير إلى نية الـ"PKK" بالتصعيد والمواجهة.

صراع نفوذ

تمثل تصريحات البارزاني وفقاً للصحفي الكردي نور الدين عثمان، محاولة للحفاظ على "شعرة معاوية" وتجنب "الاقتتال الكردي - الكردي"، إلا أن التصرفات التي يتبعها هذا التنظيم لا تدل على أنه كردي، على حد وصفه.

وأكد عثمان في مقابلة مع أورينت أنها جاءت بعد صبر  على ممارسات "PKK" الذي نقل المعركة مع تركيا من مناطق نفوذه إلى إقليم كردستان.

من جهته، قال عضو "الديمقراطي الكردستاني" شيرزاد قاسم لأورينت، إن تصريحات البرزاني لم تأت عن عبث، وإنها جاءت كرد على تصريحات سابقة لقيادة الـ"PKK" الذين زعموا بأن إقليم كردستان العراق هو جزء من ساحة نشاطهم، وإنهم سيحولون هذا النشاط إلى عمق الأراضي العراقية بما فيها كردستان، معتبراً ادعاءات العمال الكردستاني بأنهم هم من حرروا سنجار من داعش عبارة عن "افتراء".

ويبني "العمال الكردستاني - PKK" وجوده في شمال إقليم كردستان على وجه الخصوص في شنكال التابعة لمنطقة سنجار، بأنه قائم على تصديه لتنظيم "داعش" الذي هاجم شنكال في آب 2014 وقتل المئات من الكرد الأزيديين، وسبى وأسر المئات من نسائهم وأطفالهم، بينما يؤكد "الديمقراطي الكردستاني" أنها منطقة خاضعة لحكومة كردستان وأحد أجزاء الإقليم وأن البيشمركة والجيش العراقي تدخلوا وطردوا "داعش" من المنطقة، وأن وجود الـ"PKK" قائم على الافتراء ومحاولة لنقل معركته مع تركيا إلى الإقليم.

واعتبر عضو الديمقراطي الكردستاني، أن "PKK" ما هو إلا "لعبة بين أيادٍ خارجية ودولية" في إشارة إلى إيران وميليشيات الحشد الشعبي وبعض الجهات داخل الحكومة العراقية، التي تريد زعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة.

بالمقابل، فإن التوتر الحاصل بين الطرفين الكرديين، وفقاً للدكتور كاوا عزيزي أستاذ العلوم السياسية، جزءاً من الصراع الحاصل في الشرق الأوسط وهو ليس بمنأى عما يجري في سوريا وتركيا والعراق، ومصالح محاور القوى (إيران وأمريكا وتركيا)، واستبعد أن يجرّ هذا التوتر المنطقة إلى اقتتال كردي كردي.

انعكاسات التوتر في سوريا

وحول إجماع المحللين الأكراد على أن التوتر الجديد يأتي ضمن الصراع الإقليمي في المنطقة، تزامنت تصريحات بارزاني مع تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري، جيمس جيفري، قال فيها "نحن نعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ونريد أن نرى أفراده يغادرون سوريا".

واعتبر جيفري أن وجود الحزب في سوريا هو "سبب رئيسي للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا" لافتاً إلى أن هناك تنسيقا وثيقا للغاية بين بلاده وتركيا بشأن الوضع في شرق سوريا، باستثناء المناطق التي ينتشر فيها "حزب العمال الكردستاني".

وأشار إلى أن مخاوف أنقرة تجاه وجود "الحزب" ضمن تركيبة ميليشيا "قسد" هي" مخاوف حقيقية وأن "الحل يتمثل في إنهاء وجود الحزب في المنطقة".

وقال جيفري في هذا الصدد "لهذا السبب ندعم المحادثات الكردية.. لكن هذه المحادثات الكردية - الكردية، ليست محادثات لحكم شمال شرق سوريا"، مضيفا أن "الأمر يتطلب بالطبع دوراً للمجتمع العربي" في سوريا، بحسب تعبيره.

وكانت الأحزاب الكردية في شمال شرق سوريا بدأت منذ مطلع نيسان الماضي "مفاوضات" برعاية أمريكية لـ"توحيد الصف الكردي"، وشددت المفاوضات على فك الارتباط مع "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، لكن الأطراف الممثلة لميليشيا "قسد" رفضت فك الارتباط مع الحزب ما أدى لتعثر المفاوضات في المنطقة.

وحمل جيفري الأطراف المتفاوضة مطالب بلاده وكانت أولها حل قضية المختطفين من أحزاب " المجلس الوطني الكردي" على يد مسلحي "قسد"، إضافة إلى حل قضية التجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا والتي يرفضها "المجلس الوطني".

كما طلب جيفري من ميليشيا "قسد" السماح بدخول قوات "بيشمركة" تابعة لـ"المجلس الوطني الكردي" من إقليم كردستان العراق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات