"الذئاب الرمادية".. خلاف جديد بين تركيا وفرنسا

"الذئاب الرمادية".. خلاف جديد بين تركيا وفرنسا
بدأ خلاف جديد بين تركيا وفرنسا تمثل بجمعية "الذئاب الرمادية" التي أعلنت فرنسا حلها أمس الأربعاء، لتضاف إلى جملة من الخلافات الدائرة بين البلدين خلال الأشهر الماضية.

وانتقدت الخارجية التركية قرار فرنسا بحظر "الذئاب الرمادية" ووصفته بـ"القرار الخيالي"، كونه "من المعروف للجميع أصلاً عدم وجود جمعية مسماة بـالذئاب الرمادية والتي قررت فرنسا حظرها".

في حين عبر الاتحاد التركي في فرنسا عن قلقه واستغرابه من القرار، مع وعود من أنقرة بـ"الرد الحازم". 

وأضافت الخارجية أن "ما تقوم به فرنسا بمثل هذه القرارات الخيالية وافتراض وجود مثل هذا الكيان انطلاقاً من تحركات وأعمال فردية، إنما يدل على التناقض النفسي لها". 

 

واعتبرت الخارجية التركية أنه "من غير المقبول حظر الرموز المستخدمة في العديد من دول العالم والتي ليس لها أبعاد غير قانونية"، واصفة القرار بأنه "تقييد لحرية التعبير للذين ادعوا استحالة تقييدها".

وتعهدت تركيا بـ"أن الرد على هذا القرار سيكون بأشد الطرق"، مؤكدة " تواصل تجاهل التحريض والتهديدات والهجمات المتزايدة من قبل الشتات الأرمني المتعصب في البلاد على الأتراك".

من جهته قال رئيس الاتحاد التركي في فرنسا أورهان إلهان إن "القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الفرنسي فاجأنا وأزعجنا بشكل كبير".

وأضاف "أن الاتحاد التركي وجميع المنظمات التابعة له لم يسبق لها تجاوز القوانين في فرنسا، وأن جميع الأتراك يعيشون هناك في كنف الأخوة الصادقة مع المجتمع الفرنسي، والقرار يثير القلق حول تعامل فرنسا مع مبادئ الحرية والديمقراطية". 

ودعا إلهان الجالية التركية في فرنسا لعدم الانسياق للاستفزاز واتخاذ الحذر، والابتعاد عن أي سلوكيات من شأنها أن تخل بالأمن والسلام. 

وكانت الحكومة الفرنسية أصدرت قراراً رسمياً تحظر فيه وجود منظمة الذئاب الرمادية التركية على أراضيها، متهمة إياه بتأجيج التمييز والكراهية، والتورط في أعمال عنف، على لسان وزير داخليتها جيرالد دارمانان في تغريدة له على "توتير".

ويأتي قرار الحكومة الفرنسية بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب مدينة ليون بكتابات شملت عبارة "الذئاب الرمادية" خلال نهاية الأسبوع.

ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بين تركيا وفرنسا وتبادل الاتهامات بسبب الاختلاف في المواقف حول عدة قضايا، منها خلافات تعود لتنقيب تركيا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط على الغاز، والأزمة في ليبيا ودعم تركيا لأذربيجان في منطقة النزاع بإقليم ناغورني قره باغ.

وآخر هذه الخلافات كانت الإساءة الفرنسية برسوم كاريكاتورية للنبي محمد واعتبار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الإسلام يعيش في أزمة"، ليرد عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برد قاس واعتباره "بحاجة إلى اختبار عقلي".

وتزامن ذلك مع إعراب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن أسفه لما وصلت إليه العلاقات بين بلاده وبين تركيا، وانحدار العلاقات بين فرنسا وتركيا التي وصفها بأنها "دولة حليفة".

ما هي الذئاب الرمادية؟

تأسست "الذئاب الرمادية" في ستينيات القرن الماضي، وتهدف إلى توحيد المنتمين إلى القومية التركية حول العالم في بلد واحد.

وأصبحت الحركة الجناح العسكري المسلح لـ"حزب الحركة القومية التركي" المتطرف، ويميز أعضاء الحركة رفعهم إيماءة مميزة باليد، ترفع خلالها السبابة والخنصر بينما تضم باقي الأصابع إلى بعضها مشكلة ما يشبه رأس ذئب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات