ناشيونال نيوز: على الرئيس الأمريكي القادم أن يعمل لحل "الأزمة السورية"

ناشيونال نيوز: على الرئيس الأمريكي القادم أن يعمل لحل "الأزمة السورية"
قال موقع "ذا ناشيونال نيوز" الأمريكي" في مقال مطول إن السياسة الأمريكية في سوريا كانت على مدى العقد الماضي فوضوية ومتعثرة ومأساوية بنفس القدر، من إحجام مبكر عن دعوة بشار الأسد للتنحي، إلى محاولات عبثية لدعم المعارضة بما يكفي من الأسلحة للحفاظ على حالة الجمود دون القيام بأي شيء لحماية المدنيين من الدمار، وفشل أمريكا في التصرف بالأسلحة الكيماوية (الخطوط الحمراء) ساعدت سياسة الولايات المتحدة في سوريا في الهزيمة النهائية للثورة.

تجلى هذا الافتقار إلى التماسك في استراتيجية أمريكا الإقليمية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عندما تفاوض على اتفاق نووي مع إيران، بينما لم يحاول ترويض طموحاتها الإقليمية أو الميليشيات العميلة لها التي كانت تطلق العنان للفوضى في سوريا.

تركيز واشنطن على مكافحة الإرهاب - من خلال حملة ضيقة لهزيمة داعش- دون محاولة معالجة العنف وفراغ السلطة الذي أدى إلى صعود أيديولوجية الجماعة الفاسدة، أعطى تفويضاً مطلقاً للأسد وداعميه لإخضاع الجماهير بالعنف.

حتى صفقة أوباما المتبجح بتجريد دمشق من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، بعد أن استخدمتها الأخيرة لقتل أكثر من 1000 شخص في بلدات الغوطة الشرقية في عام 2013، لم تمنع وقوع فظائع كيميائية أخرى في خان شيخون ودوما، فضلاً عن العشرات من هجمات الكلور.

فعل دونالد ترامب أكثر من سلفه في معاقبة الأسد من خلال ضربات محدودة بعد هجمات كيماوية وعقوبات واسعة النطاق، لكن سياسته الخارجية القائمة على التغريدات والانسحابات المتهورة للقوات ضمنت أن واشنطن ليس لديها قدرة تذكر للتأثير على مفاوضات السلام، التي كانت مهيمنة عليها من قبل روسيا وإيران وتركيا ما أدى إلى طريق مسدود.

لدى الرئيس الأمريكي القادم فرصة لإحياء محادثات السلام المتوقفة والاستفادة من عقوبات قيصر الواسعة والصارمة، التي فرضتها الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، للضغط من أجل حل سياسي. إن الفشل في القيام بذلك يهدد بإدامة الصراع المجمد وتكديس المزيد من البؤس على الشعب السوري المحاصر.

بدأ التدخل الأمريكي في سوريا بدعوة في أكتوبر 2011 الأسد للتنحي، تلتها مساعدة غير فتاكة للمعارضة السورية، تم إعداد برامج منفصلة لوكالة المخابرات المركزية والبنتاغون لتسليح الجماعات المتمردة السورية، لكنها نجحت فقط في توفير القليل من الأسلحة للجماعات المتمردة التي تم فحصها بعناية والتي كان لها تأثير ضئيل على الأرض، وبالتأكيد لم يكن لديها ترسانة أسلحة كان من الممكن أن تسمح لها بإسقاط طائرات الأسد الحربية.

في نهاية المطاف، انزلقت هذه البرامج في مهزلة عندما بدأت الحملة ضد داعش، حيث أصرت الولايات المتحدة على أن هذه الأسلحة يجب أن تستخدم لمحاربة الجماعات الإرهابية بدلاً من النظام، وتم إلغاؤها في النهاية.

على الرغم من إعلان الأسلحة الكيماوية "خط أحمر"، إلا أن الولايات المتحدة ترددت عند استخدامها، ما سمح لنظام الأسد بالاستمرار في شن حملته التي قتلت مئات الآلاف من المدنيين دون عقاب.

ركزت الولايات المتحدة جهودها العسكرية على هزيمة داعش بعد أن أعلن التنظيم الخلافة الكاذبة، ودعمت واشنطن الميليشيات الكردية التي قادت الهجوم على معاقل الإرهابيين، ما أدى إلى تنفير تركيا التي اعتبرت تلك المعاقل تهديدا للأمن القومي.

تجلى الافتقار إلى استراتيجية واضحة في قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو مفاجأة لمعظم الدبلوماسيين والمحللين وجيشه، ما أدى إلى استقالة وزير دفاعه والتخلي عن حلفائه الأكراد، الذين أجبروا على السعي لتقارب مع نظام الأسد.

التدخل الأمريكي في سوريا ليس بالضرورة جيداً تماما، لكنه على الأقل يقاوم تأثير روسيا وإيران، اللتان ساعدتا الأسد في أسوأ تجاوزات، وتركيا المهتمة بالدرجة الأولى بمتابعة صراعها مع الأكراد، وبناء دائرة نفوذ على طول حدودها الجنوبية، بدلاً من السعي لتحقيق سلام شامل.

يوفر قانون قيصر نقطة ضغط مفيدة للرئيس الأمريكي المقبل للضغط من أجل إصلاحات سياسية ملموسة مقابل رفع العقوبات، والتي تهدف في المقام الأول على الأقل علنًا، إلى محاسبة مجرمي الحرب في سوريا.

عن غير قصد، خلق السيد ترامب شروطًا - من خلال قانون قيصر والعقوبات واسعة النطاق ضد إيران - للولايات المتحدة لفرض إعادة النظر في عملية السلام وتقديم حوافز لأشد داعمي الأسد للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتناقش بجدية سبل إنهاء الحرب.

لكن الرئيس الأمريكي المقبل لديه أيضًا فرصة للتراجع عن عقد من الضرر الذي أحدثته سياسات أوباما الجبانة وولاية ترامب - ليس فقط في سوريا ولكن للمعايير الدولية بشكل عام.

لقد تم الشعور بآثار الصراع السوري خارج حدود البلاد أشعل فتيل أزمة لاجئين أعادت تشكيل السياسة في أوروبا. كما أدى إلى تآكل العادات والتقاليد ضد قصف المستشفيات وتجويع المدنيين حتى الموت واستخدام الأسلحة الكيماوية، إن السماح بمواصلة جرائم الحرب مثل هذه يكرس الهمجية بدلاً من الحشمة.

يجب على الرئيس الأمريكي المقبل، سواء كان جو بايدن أو دونالد ترامب، العمل بجدية من أجل حل الأزمة السورية، و إن تجديد شباب كيان متهالك نسميه المجتمع الدولي يعتمد على ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات