وفاة روبرت فيسك.. "الصحفي" الذي ناصر الأسد بقلم من دم السوريين

وفاة روبرت فيسك.. "الصحفي" الذي ناصر الأسد بقلم من دم السوريين
توفي الصحفي والمراسل البريطاني روبرت فيسك، الذي يوصف بـ"المخضرم" عن عمر يناهز 74 عاماً. قضى عقودا منها يغطي أحداث الشرق الأوسط كمراسل صحفي لوسائل إعلام غربية في أفغانستان وإيران والعراق والكويت وبيروت وسوريا.

وبحسب ما أوردته صحيفة الغارديان، نُقل فيسك إلى مستشفى سانت فينسينت في دبلن  بعد إصابته بسكتة دماغية، وبعد أن تحسنت حالته يوم الجمعة، أكد مصدر في "إندبندنت"، حيث يعمل فيسك مراسل الشرق الأوسط، نبأ وفاته.

المراسل الذي يتقن العربية بطلاقة، وصفته صحيفة نيويورك تايمز عام 2005 بأنه "ربما أشهر مراسل أجنبي في بريطانيا"، وفاز فيسك بالعديد من الجوائز المرموقة على مدار حياته المهنية عن تغطيته للشرق الأوسط، كما غطى أحداثاً مثل غزو صدام حسين للكويت والحروب الأخيرة في سوريا، وكتب عن حربي البوسنة وكوسوفو في يوغوسلافيا السابقة.

وكان فيسك انضم إلى صحيفة الإندبندنت عام 1989، وظل مراسلها في المنطقة حتى وفاته، وكان من بين الصحفيين الغربيين القلائل الذين أجروا مقابلة مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وهو ما فعله ثلاث مرات خلال التسعينيات.

مات فيسك وهو يلمّع صورة بشار أسد، أبرز جزار في القرن الحادي والعشرين، كما وصفه قادة سياسيون وكتاب وصحفيون ووسائل إعلام، ورغم كل صور المجازر والتهجير بحق السوريين على يد نظام أسد وميليشياته، بقي المراسل البريطاني منحازا لأسد وروسيا مبتعداً عن الحياد الإعلامي من خلال التشكيك في رواية مجازر الكيماوي والتقارير الأممية التي أدانت نظام الأسد بارتكابها، وحتى قبل وفاته شكك بنتائج تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي أدانت صراحة ميليشيات الأسد بارتكاب مجزرة الكيماوي الشهيرة في دوما.

ومع وفاته اليوم، يسترجع أورينت نت مقتطفات من مقال نشره عام 2016، لتعرية فيسك الذي رمى بالموضوعية المهنية الإعلامية خلف ظهره لأجل أسد وميليشياته، وقتئذ حاول فيسك الترويج لاستعادة ميليشيات أسد مدينة تدمر من تنظيم داعش، بعد أن تركتها بدون قتال ليرتكب الفظائع بأهلها العزل وتدمير إحدى أقدم المدن والصروح الأثرية السورية.

وفاخر فيسك حينها في مقال بأنه يتحدى المفاهيم الإنسانية الطبيعية التي تدين النظام وميليشيات الموت التي تشاركه في قتل السوريين "نعم ..السيئون انتصروا...في النهاية الجيش السوري وحزب الله والإيرانيون والروس هم من أخرج داعش من تدمر".

وكان المراسل البريطاني لا يخرج في مقالة عن موقفه المعروف من الثورة السورية ومناصرته لبشار الأسد، ففيسك هو من صارع طويلاً في محاولة تبرئة الأسد من جريمة الكيماوي، وهو من انبرى مدافعاً عنه في جريمة قتل الدكتور البريطاني "عباس خان" حيث إن الجنسية المشتركة لم تشفع لخان عند فيسك.

والطريف في مقال فيسك آنذاك أنه تساءل لماذا لم تقصف أمريكا أرتال داعش وهي متجهة من الرقة إلى تدمر ولكن أليس الأجدر والأكثر واقعية هو توجيه هذا السؤال لأحباب فيسك الروس والنظام، أم أن طائرات النظام ومن ثم الطائرات الروسية هي مخصصة لرمي البراميل والصواريخ على المدن السورية المكتظة بالمدنيين فقط؟

والباحث اليوم عن اسم روبرت فيسك في الإندبندنت سيلمح في تقاريره ومقالاته كاتباً وربما رجلاً لأسد ومحور المقاومة أكثر مما هو صحفي، وفقاً لكثير من الصحفيين السوريين، والتي (أي مقالات وتقارير فيسك) ستبقى في ذاكرة السوريين المحطمين شاهدةً على تاريخه المهني المنحاز لجزار العصر الحديث. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات