اجتماعان واغتيالان في مناطق سيطرة "قسد".. هل هي مصادفة؟

اجتماعان واغتيالان في مناطق سيطرة "قسد".. هل هي مصادفة؟
عقد مسؤولون أمريكيون اجتماعين منفصلين خلال اليومين الماضيين، أوّلهما مع وجهاء وشيوخ عشائر في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي النفطي، بينما عقد الاجتماع الثاني في مقرّ المجلس المدني بمنطقة المعامل شمال دير الزور.

وبحسب مصادر خاصّة لـ"أورينت نت" فإنّ اجتماع شيوخ ووجهاء العشائر الذي عقد في حقل العمر تمحور حول أهميّة المكوّن العربي في المنطقة، وتضمّن مطالبة شيوخ العشائر إحكامهم إدارة منطقتهم ذاتيّاً بعيداً عن سطوة "قسد".

الأمريكان من جهتهم طالبوا شيوخ العشائر بتخفيف حدّة التوتّر تجاه "قسد"، وإنهاء حالة الاحتجاجات التي تتصاعد باستمرار، معتبرين أنّ "قسد" شركاء في الحرب على الإرهاب، إلّا أنّ شيوخ العشائر عرضوا على الأمريكيين تشكيل جيش عشائري مهمّته حماية المنطقة على أن تكون قيادته مستقلّة ولا تتبع لـ"قسد".

فيما تضمّن الاجتماع الثاني الذي عقد بين المجلس المحلي ووفد أمريكي برئاسة الممثّل السياسي للخارجيّة الأمريكيّة "تود" وعدد من الضبّاط مطالبة المجلس المدني إعطاء المكوّن العربي دوره السياسي في المنطقة.

وقال المصدر إنّ "الإدارة الذاتيّة" تحاول إشغال المكوّن العربي في الأمور التنفيذية وإغراقهم في تفاصيل التنفيذ لإبعادهم عن ممارسة دورهم السياسي، ما يعني خروج القرار السياسي حول مناطقهم من أيديهم.

وأضاف المصدر أنّ الأمريكيين ردّوا بأنّ المناقشة في تلك المطالب تحتاج التريّث إلى مابعد الانتخابات الأمريكيّة، وعلى الرغم من تأكيدهم على بقاء القوّات الأمريكيّة في شرق الفرات أياً كان الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أنّه في الوقت الحالي لايمكن مناقشة هذا الأمر مع الإدارة الأمريكيّة على اعتبار أن أولويتها الحاليّة هي التركيز على الانتخابات.

مصادفة الاغتيالات

وبالتزامن مع عقد الاجتماعين نفّذت جهة مجهولة عمليّتي اغتيال طالت الأولى "علي وهاب الويس" أحد شيوخ عشيرة الركيوات المنتمية لقبيلة "العكيدات"، في قرية الصبحة التابعة لناحية البصيرة شرقي دير الزور، فيما طالت الثانية سيّارة تابعة لمجلس دير الزور المدني، في قرية الحصان بريف دير الزور الغربي، أدّت لإصابة ثلاثة من موظّفي المجلس.

وحمّل أبناء المنطقة "قسد" مسؤوليّة تلك الاغتيالات على اعتبارها المسؤولة عن أمن شرق الفرات، معتبرين أنّ تلك الحوادث بحق المكوّن العربي لا تأتي مصادفة وأنها مدبرة لترهيب العشائر وتطويعهم.

وقال عضو مجلس القبائل والعشائر السورية الشيخ "مضر حماد الأسعد" لأورينت نت إنّ المجالس المدنية ووجهاء العشائر يطالبون التحالف الدولي باستمرار باستقلاليّتهم سياسيّاً واقتصاديّاً وعسكريّاً وهذا ما أغضب "قسد"، لاسيما بعد تشكيل قوّة عسكريّة من قبل أبناء مدينة الشحيل باسم "كتيبة الشحيل".

وألقى "الأسعد" التهمة بالاغتيالات على مليشيا "قسد" على اعتبارها هي المتضرّرة من مطالبة المكوّن العربي العشائري بإدارة مناطقهم بأنفسهم، معتبراً أنّ "قسد" تسعى من خلال تلك الاغتيالات لترويض العشائر العربيّة لاسيما عشيرتي البكّارة والعكيدات على اعتبارهما صاحبتي الثقل والخزّان البشري في المنطقة.

"قسد" تتّهم "داعش"

من جهتها وجّهت "قسد" تهمة الاغتيال إلى تنظيم "داعش" معتبرة أنّ هذه الاغتيالات تطال الشخصيّات العربيّة التي تعمل مع "الإدارة الذاتيّة"، وقالت إنّها ألقت القبض على العشرات من المنتمين إلى التنظيم بعد تلك العمليّات المتصاعدة في المنطقة.

وكانت "قسد" اتّهمت تنظيم "داعش" في عدّة عمليّات اغتيال سابقة كان أهمّها اغتيال "مطشّر الهفل" أحد مشايق عشرة العكيدات، متذرّعة بأنّ العشائر العربيّة في المنطقة من الممكن أن يكونوا حاضنة لأفراد ينتمون لهذا التنظيم.

الجدير بالذكر أنّ الاغتيالات كانت تستهدف شخصيّات تسعى للخروج عن عباءة "قسد" منهم القائد العسكري من عشيرة البكّارة "ياسر الدحلة" الذي كان على رأس تمرّد قبيلته ضد "قسد" بعد اقتحامهم مضافة شيخ القبيلة حاجم البشير، واعتقال من كان فيها، حيث أفضى التمرّد إطلاق سراح المعتقلين، والاعتذار من قبل قيادة "قسد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات