غوغل يحتفل بميلاد فريد الأطرش: بكائياته ألهبت إعجاب جمهوره وسيرته أذهلت نقاد فنه

غوغل يحتفل بميلاد فريد الأطرش: بكائياته ألهبت إعجاب جمهوره وسيرته أذهلت نقاد فنه
يحتفل غوغل اليوم بميلاد فريد الأطرش العاشر بعد المئة (19/10/1910)، هذا الفنان السوري الذي ترك بصمات لا تمحى في تاريخ الموسيقا والغناء في الوطن العربي، لدرجة دفعت بليغ حمدي للاعتراف في لقاء إذاعي ذات مرة قائلاً: (كاذب من يقول أنه لم يتأثر بفن فريد الأطرش... كلنا تأثرنا به في فترة من الفترات). 

كان فريد الأطرش تركيبة غريبة جداً من الفنانين، فإلى جانب قوة الموهبة اتسم بغزارة ودوام العطاء، فكان أكثر الفنانين الذين صنعوا أفلاماً في تاريخ السينما الغنائية العربية متفوقاً على أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وليلى مراد وشادية وكل نجوم السينما الغنائية... وكان أكثر من قدم ولحن أوبريتات في أفلامه فاعتبر أبو الأوبريت السينمائي، وكان الغريب والمثير بالنسبة لي وأنا أتأمل مسيرة هذا الفنان العبقري، كيف استطاع أن يسوّق الحزن والبكائيات ويجعلها ماركة مسجلة له لدى جمهوره.

من يستمع إلى تسجيل (عدت يا يوم مولدي) سوف يدهش دون شك لحجم التصفيق والتفاعل الجماهيري الهائل في الصالة فيما فريد الأطرش يختم أغنيته العدمية: (أنا عمر بلا شباب.. وحياة بلا ربيع... أنا وهم... أنا سراب) ومن يستمع إلى أغاني (عذاب يا دنيا العذاب) و(يا قلبي يا مجروح) و(زمان يا حب) و(حكاية غرامي) سوف يدهش لهذا التعبير الخلاق عن الحزن التراجيدي عاطفيا وشخصياً. فكأن جمهوره كان يتعاطف مع أحزان وآلام فريد ويرى في  فنه محاكاة لأحزان الناس أيضا.

ترك فريد بصمته في غناء القصائد.. قصائده التي غناها للأخطل الصغير ولكامل الشناوي (عش انت - أضنيتني بالهجر - يوم بلا غد - لا وعينيك) تمثل درة التاج في أغانيه. ومن الأسرار غير المفهومة التي لم أجد لها جوابا هو لماذا لم يغن فريد شيئا من قصائد نزار قباني في الوقت الذى رأى تهافت المطربين الكبار في عصره في ستينيات وسبيعينات القرن العشرين على غنائها، وبالأخص منافسه عبد الحليم حافظ.. وفي الوقت الذي يعرف فيه عن فريد اعتزازه بهويته السورية. 

يبقى فريد قامة فنية سورية لا أعتقد أنها أخذت حقها من الدراسة جيداً... ففي فن فريد الكثير من العوالم والدلالات التي تستحق أن يسلط الضوء عليها نقديا وتحليليا بعيدا عن حالة الاستعراض الحكائي لمسيرته وعلاقاته الفنية التي طبعت معظم ما كتب عنه للأسف.. ونجاحه الفني والتجاري الذي جعله يبقى نجما لم تغرب عنه الأضواء حتى آخر أيام حياته في شتاء عام 1974 مسألة تحتاج لبحث ودراسة لأنها تقدم درسا خلاقا واستثنائيا في النجاح.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات