توتر أوروبي تركي يعود للمتوسط بسبب التنقيب عن الغاز

حذرت دول أوروبية تركيا مما وصفته بالاستفزاز في شرق المتوسط، وذلك على خلفية إعادة الجانب التركي سفينة التنقيب "عروج رئيس" مرة أخرى للمسح في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الثلاثاء في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام:  إن "على تركيا أن تكف عن الاستفزاز في النزاع على الغاز في شرق البحر المتوسط" مؤكدا تضامن بلاده مع قبرص واليونان.

وطالب ماس الجانب التركي بعدم استئناف عمليات التنقيب عن الغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في البحر المتوسط.

كما عبرت فرنسا عن قلقها من إرسال "عروج رئيس" للتنقيب في شرق المتوسط ودعت تركيا للامتناع عن" الاستفزازات" وذلك بحسب المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول.

وقالت  دير مول: "نتوقع من تركيا أن تنفذ التزاماتها وتمتنع عن أي استفزازات جديدة وتعرض أدلة دقيقة على استعدادها لخوض حوار انطلاقا من مبدأ حسن النية".

بدوره قال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية: "لن نجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت "عروج رئيس" في المنطقة"وذلك عقب اتهامات متبادلة بين البلدين بشأن الحقوق البحرية لكل منهما.

وكانت البحرية التركية أعلنت الأحد أن سفينة "عروج ريس" ستقوم بأنشطة في المنطقة بما في ذلك جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية اعتبارا من أمس وحتى 22 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي وذلك في رسالة إلى نظام الإنذار البحري "نافتيكس".

وغادرت سفينة التنقيب صباح الإثنين ميناء أنطاليا بالإضافة إلى سفينتين مساعدتين لتبدأ مهامها شرق المتوسط بعد أن توقفت في 13 من الشهر الفائت من أجل عمليات الصيانة، إثر قيامها بأنشطة مسح السيزمي شرق المتوسط.

وطالبت اليونان مجدداً بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على أنقرة، و وصفت الخارجية اليونانية في بيان أمس ما فعلته أنقرة بالتصعيد الكبير والتهديد المباشر للسلام والأمن في المنطقة" حسب تعبيرهم.  

وأضافت أن تركيا "غير جديرة بالثقة" و"غير صادقة في رغبتها بالحوار" وأنها تشكل أبرز عامل لمنع الاستقرار في المنطقة انطلاقا من ليبيا وصولا إلى منطقة بحر إيجه وقبرص وسوريا والعراق والآن قره باغ.

لكن أنقرة ردت في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأناضول قالت من خلاله: إن "اتهامات اليونان لا أساس لها ولا سند في القانون الدولي".

وأضاف الخارجية التركية "لا يحق لليونان الاعتراض على أعمال التنقيب التي تقوم بها تركيا في منطقة شرق المتوسط على بعد 15 كيلومترا من برها الرئيسي وفي جرفها القاري".

وكان التوتر قد اندلع في أغسطس/آب عندما أرسلت أنقرة السفينة لمسح منطقة تطالب بها اليونان وتركيا وقبرص وتأجج الخلاف بين البلدين بعد ذلك، عندما أجرت اليونان وتركيا مناورات جوية وبحرية متنافسة في المياه بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية.

وبحسب الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل فإن قادة الاتحاد الأوروبي سيناقشون منحى العلاقات التركية الأوروبية في اجتماع نهاية الأسبوع الجاري في بروكسل.

وكان الاتحاد الأوروبي لوّح قبل أيام بفرض عقوبات على تركيا في حال عاودت التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط إلى جانب تحذيرات أوروبية متعددة وُجّهت لأنقرة وتزامنت مع توتر عسكري بين الجانبين في المنطقة.