بعد 5 سنوات من التدخل لحماية أسد.. ما الذي كسبته روسيا؟

بعد 5 سنوات من التدخل لحماية أسد.. ما الذي كسبته روسيا؟
في مقال رأي نشره موقع "DW" الألماني بنسخته الإنكليزية، تطرق الكاتب "كونستانتين إيجرت" إلى المكاسب الروسية خلال السنوات الخمس الماضية من التدخل إلى جانب بشار أسد في حربه على السوريين، حيث يصادف اليوم ذكرى دخول الروس لحماية نظام أسد من السقوط.

المقال الذي جاء تحت عنوان "هل حرب بوتين في سوريا ضد أمريكا سوء تقدير؟" انحاز الكاتب في أحد جوانبه إلى التشكيك بادعاءات موسكو في مكاسبها من هذه الحرب، ومصير حلفاء الأسد الإيرانيين، قائلاً: "بالنسبة للمصالح الوطنية الروسية على المدى الطويل، فإن تأمين سلطة الأسد هو مكسب مشكوك فيه، إذا كان مكسبا على الإطلاق، إن موسكو الآن مرتبطة بشدة بمصير النظام السوري، وبشكل أكثر خطورة، مصير رعاة الأسد الإيرانيين".

ويستند "إيجرت" في تحليلاته على ما يحدث من التغييرات الدراماتيكية في المنطقة، أبرزها "التحول التاريخي في السياسة الإقليمية" في المنطقة، والمتمثل بتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، بوساطة واشنطن، وهذه بحسب الكاتب، مفاجأة غير سارة للغاية، ليس فقط لملالي طهران، ولكن أيضا للكرملين، فقد لعب الاعتقاد السابق لأوانه في تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وحتمية الهيمنة الإيرانية "خدعة سيئة على كليهما".

واعتبر الكاتب أنه "إذا اتبعت السودان وعُمان والمملكة العربية السعودية في النهاية حذو الإمارات والبحرين، فسيواجه النظام الإيراني أوقاتًا عصيبة، حتى انهياره قد يكون على الورق قريبًا".

ودون دعم من طهران سيكون الأسد ضعيفاً للغاية، علاوة على ذلك، في مثل هذه الظروف، قد تصبح رغبته في التواصل مع واشنطن والرياض لا تقاوم، وعليه لا يمكن لروسيا منع ذلك بأي شكل من الأشكال، وسيصبح وجودها العسكري في سوريا بسهولة ورقة مساومة في ألعاب الأسد السياسية.

كما تجلى قصر نظر بوتين الاستراتيجي في العلاقات مع لاعب إقليمي آخر وهو تركيا، فقد تم تقويض التفاهم غير الرسمي بشأن سوريا الذي توصل إليه في 2015 - 2016 مع الرئيس رجب طيب أردوغان. 

قبل خمس سنوات، اعتقد الكرملين أنه "يقطع" الجناح الجنوبي لحلف الناتو من خلال استمالة أنقرة، ومع ذلك فاليوم يمول أردوغان جزءًا من القوات المناهضة للأسد في سوريا، وقد انضم إلى القتال ضد عميل الكرملين المشير خليفة حفتر في ليبيا، والآن يدعم أذربيجان في عملياتها العسكرية ضد أرمينيا، التي تعتبر واحدة من أكثر حلفاء موسكو قرباً وموثوقية.

ويختم الكاتب بالقول: بعد خمس سنوات من ظهور أول طائرات ميج روسية في سماء سوريا، كان الجواب على السؤال "ماذا أعطت حرب بوتين للروس؟" الجوالب بسيط: "لا شيء". 

يشعر الناس (الروس) بذلك ويريدون بشكل متزايد أن ينسحب الكرملين، لقد تبين أن مكانة بوتين الشخصية مختلفة عن المصالح القومية لروسيا، أولئك الذين سيأتون من بعده سيتعين عليهم إعادة تعريفهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات