"على عينك يا دولة".. تهريب البنزين متواصل من لبنان إلى سوريا

"على عينك يا دولة".. تهريب البنزين متواصل من لبنان إلى سوريا
تتواصل عمليات تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، عبر المعابر غير الشرعية، وبغطاء التحالفات العسكرية بين "حزب الله" وميليشيا أسد، في استغلال واضح للأزمات التي يعانيها البلدان .

جهات رسمية وصحف لبنانية أشارت في تقاريرها خلال الأسبوعين الماضيين، إلى استمرار عمليات التهريب من لبنان إلى الأراضي السورية، رغم إعلان الجيش اللبناني ضبط الحدود، ورغم أزمة الطوابير التي تشهدها لبنان.

وكتبت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها، اليوم الثلاثاء، أن عدداً كبيراً من أصحاب محطات الوقود في مناطق بعلبك اللبنانية يبيعون حصصهم اليومية في المصفاة، ما يقلل كمية البنزين التي تصل إلى محطات بعلبك- الهرمل والبقاع.

وقال صاحب إحدى محطات الوقود في بعلبك للصحيفة إن "ظهور تجار من الشمال لشراء البنزين من أصحاب المحطات البقاعية دليل على نشاط عمليات التهريب شمالاً الى سوريا".

وأضاف أن غياب الرقابة الحكومية بالتدقيق في الكميات المسلّمة للمحطات، "دفعت أصحاب المحطات إلى الوقوع في فخ المغريات المالية التي يقدمها تجار ومهربون من البقاع والشمال".

وأشار إلى عروض سخية تُقدم لصاحب المحطة لبيع حصته من المصفاة فوراً، بقوله "بأرضها، من دون تكبد تكاليف نقلها إلى البقاع وتفريغها في خزانات المحطة، وبأسعار مغرية تصل إلى 44 ألف ليرة للتنكة"، بحسب تعبيره.

أما صحيفة "المدن" ذكرت، نقلاً عن مصدر في قطاع المحروقات، أن مئات الصهاريج المحملة بمادة البنزين تغادر الأراضي اللبنانية عبر معابر عدة في البقاع الشمالي إلى الأراضي السورية، وتباع صحيفة البنزين بما يعادل 65 ألف ليرة لبنانية.

وأشار المصدر إلى أن عمليات التهريب تتم بشكل علني، قائلا "الجميع يرى الصهاريج وحتى الكميونات الصغيرة أو ما يعرف بالـ"بيك أب" التي تحمل خزانات الألف ليتر معبأة بمادة البنزين وتتجه باتجاه الحدود".

وأوضح أن بعض عمليات التهريب تتم من خلال "تفريغ الصهاريج الكبيرة في محطات محروقات تقع في القرى الحدودية، ليتم سحبها من قبل صهاريج أخرى من الجانب السوري وإدخالها إلى الأسواق السورية".

وكانت تقارير لبنانية تحدثت قبل أسبوع عن تهريب كميات كبيرة من البنزين إلى سوريا وبيعها بأسعار مضاعفة، رغم جهود الجيش اللبناني بوقف تلك الظاهرة، إذ أعلن إيقاف سيارة تحمل لوحة مزورة ومحملة بحوالي 570 ليترا من البنزين معدة للتهريب إلى سوريا، وفق بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني. 

ظاهرة التهريب إلى سوريا، فتحت باباً واسعاً أمام تجار الأزمات في لبنان، والذي يعمدون إلى تخزين كميات كبيرة من المحروقات وخاصة البنزين، في أماكن سكنية وفي مناطق قريبة من الحدود، الأمر الذي أدى لمخاوف إضافية لدى السكان من خطر تخزين المحروقات بين المنازل، وفق التقارير اللبنانية.

وإلى جانب خطر التخزين، فإن عمليات التهريب أدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني في المناطق اللبنانية، وخلق أزمة الطوابير الشبيهة بسوريا.

واعتبر أهالي البقاع، بحسب صحيفة "المركزية" اللبنانية، أن عمليات التهريب "شغالة وعلى عينك يا دولة"، وأن مجموعات "تستقوي بغطاء حزبي تعترض أي قوة عسكرية تحاول منعها من تمرير البضائع في الاتجاه السوري"، في إشارة لتبعيتها لـ "حزب الله" حليف نظام أسد.

ويأتي التهريب إلى مناطق سيطرة نظام أسد في ظل أزمة خانقة على محطات الوقود تمثلت بالوقوف على طوابير محطات الوقود لساعات طويلة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات