على ضفتي الصراع في القوقاز.. السوريون في استثمار تركي- روسي جديد

حضرت سوريا في الحرب الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا بشكل لافت بعد سلسلة اتهامات متبادلة من أطراف الصراع حول وجود مقاتلين سوريين على طرفي الجبهات المشتعلة في إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصالي.

بدأت تلك الاتهامات قبل أسابيع مع ورود تقارير إعلامية عن نقل تركيا لمقاتلين سوريين إلى أذربيجان، لتتحول الاتهامات بشكل رسمي بين الطرفين بعد اندلاع الاشتباكات بينهما أمس الأحد،

آخر تلك التصريحات، جاءت على لسان سفير أرمينيا لدى روسيا فاردان تاغانيان لوكالة "سبوتنيك" الروسية بقوله: "  إن تركيا نقلت نحو أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان إنهم يشاركون بالفعل مع الجانب الآخر، وتم تدريبهم في معسكرات المتشددين ونقلهم إلى هناك".

من جهته نفى مساعد الرئيس الأذري حكمت جادجييف تلك المعلومات وقال ردا على تصريحات تاغانيان : إن "الشائعات التي تزعم إرسال مسلحين من سوريا إلى أذربيجان هي استفزاز آخر من الجانب الأرميني ومحض هراء" بحسب تعبيره.

كما اتهم العقيد فاجيف دارجاهلي رئيس الدائرة الصحفية بوزارة دفاع أذربيجان أرمينيا باستقدام "مرتزقة" سوريين من أصل أرمني وبلدان أخرى للمحاربة إلى جانبها في إقليم قره باغ المتنازع عليه.

وقال دارجاهلي وفق ما نقلت وكالة "الأناضول"  اليوم الإثنين "حسب المعلومات الاستخباراتية الواردة، فإن بين خسائر العدو العديد من المرتزقة من أصل أرمني من سوريا ومختلف دول الشرق الأوسط".

بدوره دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم الإثنين أرمينيا إلى "وقف هجماتها ضد أذربيجان مطالبا بسحب "المرتزقة" الذين جلبتهم من الخارج للقتال في صفوفها.

وقال أكار إن "على أرمينيا الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية التي تحتلها، وبالتالي فتح الطريق أمام وقف إطلاق النار والسلام والاستقرار" مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب أشقائها الأذربيجانيين في الدفاع عن أراضيهم.

وعلى صعيد آخر اتّهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون هوفهانيسيان أمس الأحد الجانب الأذري بنشر مقاطع فيديو عن العمليات العسكرية في قره باغ وتحتوي على مشاهد من الحرب السورية.

وقال هوفهانسيان : إن "الجانب الأذري لم ينشر ولا حتى لقطةً واحدة تظهر فيها إصابة المواقع الأرمينية والمعدات العسكرية فيها ، كانت هناك عدة لقطات التي تبين أنها من الحرب السورية".

ويتشابه السيناريو القوقازي الحالي بسيناريو الحرب الدائرة في ليبيا والتقارير والاتهامات الدولية باستقدام "مرتزقة" من سوريا للمشاركة في جبهتي الحرب الليبية عن طريق الدول الداعمة لأطراف الصراع في المنطقة.

وكانت وسائل إعلام تحدثت عن وصول 300 مقاتل سوري من فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا إلى أذربيجان وسط إغراءات مالية وصلت إلى ألفي دولار أمريكي شهرياً.

لكن الجيش الوطني لم يصدر أي بيان حول إرسال المقاتلين، كما لم تصرح وزارة الدفاع التركية حول الأمر حتى إعداد التقرير.

واندلعت المعارك بين أذربيجان وأرمينيا أمس الأحد إثر هجوم نفذته الأخيرة في مناطق داخل حدودها.

ووافق البرلمان الأذربيجاني على إعلان "حالة الحرب" في بعض المدن والمناطق بسبب الاشتباكات في خطوط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا.

وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية بأن أرمينيا قصفت مدينة "ترتر" الواقعة على الأراضي المتاخمة لمنطقة قره باغ صباح اليوم الإثنين.