مصير مجهول ينتظر ميليشيا "فاطميون" الأفغانية في سوريا

مصير مجهول ينتظر ميليشيا "فاطميون" الأفغانية في سوريا
يكتنف الغموض مصير ميليشيا "الفاطميون" الأفغانية المدعوم من إيران في سوريا، بعد أعوام على قتالها إلى جانب ميليشيا أسد بوعود وإغراءات إيرانية.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني فإن المقاتلين الأفغان الذين جندتهم إيران للدفاع عن نظام بشار أسد "يواجهون مصيراً غامضاً" مع انخفاض وتيرة المعارك في سوريا. 

وأشار الموقع في تقريره إلى أن خطوط القتال في مناطق حلب وحمص وحماة ودرعا وتدمر، شهدت وجود آلاف المقاتلين من اللاجئين الأفغان إلى جانب ميليشيا أسد في عام 2014.

وكان استقدام المقاتلين الأفغان ضمن مسمى "لواء فاطميون" من إيران إلى سوريا، بهدف حماية المراقد الشيعية وخاصة السيدة زينب في دمشق، لكن سرعان ما تم نقلهم إلى خطوط القتال الأمامية لمواجهة تنظيم "داعش"، وفق الموقع.

ويقدر التقرير أعداد المقاتلين في الوقت الراهن من الميليشيا ما بين 500 إلى 1500 مقاتل، بانخفاض يصل إلى 4000 مقاتل عن السنوات السابقة، ما يشير إلى خسائر "لواء فاطميون" على جبهات القتال في سوريا.

واستغلت إيران أوضاع اللاجئين الأفغان الذين عاشوا أوضاعا سيئة على أراضيها قبل تجنيدهم كمرتزقة للقتال في سوريا، ضمن إغراءات مالية تقدر برواتب 300 إلى 500 دولار شهريا، إلى جانب وعود بتوظيفهم ومنحهم الجنسية، بحسب التقرير.

ومع مرور نحو ستة أعوام على أداء مهمتهم في سوريا دعما لميليشيا أسد، مازال مستقبل "فاطميون" يكتنفه الغموض، حيث يجري الحديث عن استخدام إيران لتلك الميليشيا كقوة دولية يمكن أن تحقق غاياتها في الخارج، عبر الميليشيات العديدة التي تدعمها في دول عربية وآسيوية.

ونقل الموقع البريطاني عن فيليب سميث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله إن "فاطميون جزء من استراتيجية طويلة الأمد من جانب طهران لإظهار قدرتهم على ممارسة القوة المادية والسياسية في معظم أنحاء القارة الآسيوية".

ويضيف سميث، "كانت الفكرة هي إنشاء حرس ثوري إسلامي حقيقي مليء بالمقاتلين من جميع أنحاء العالم، والذين يمكن نشرهم في أي صراع من أجل تعزيز قضية الثورة الإسلامية".

كما يرى أن إيران تريد تقديم "لواء فاطميون" الأفغاني، ولواء "زينبيون" الباكستاني، كقوة "شبحية" من آلاف المقاتلين المتدربين بشكل جيد، ليشكلوا تهديداً للبلدان التي توجد فيها إيران مثل أفغانستان المجاورة لها على سبيل المثال.

وتعليقا على الأمر يقول عبد القيوم رحيمي الحاكم السابق لمقاطعة هرات الأفغانية المحاذية لإيران، "إذا اتبعت الجمهورية الإسلامية هذا النهج، فسيكون مثالًا آخر على استخدام طهران وباكستان للقوى المباشرة وغير المباشرة للتأثير على 40 عاما  من الصراع في أفغانستان".

ويتابع رحيمي لـ "ميدل إيست آي،"، إن "إيران والولايات المتحدة على خلاف مع بعضهما بعضا بالفعل، وإذا ساءت الأمور بينهما فستكون أفغانستان أكثر ساحات القتال الطبيعية بالنسبة لهما".

ويرى رحيمي أنه من الطبيعي على إيران أن تقوم بتوظيف الشباب الأفغان، كتقدير على قتالهم في سوريا، وخاصة أن "الأفغان تعرضوا سابقا لسوء معاملة كلاجئين في إيران، وخاصة عرق الهزارة في البلاد، إضافة للصراع الطويل في أفغانستان"، بحسب تعبيره.

غير أن تلك الميليشيات وعلى وجه الخصوص ميليشيا "فاطميون" التي تحدث عنها التقرير البريطاني، خسرت معظم مقاتليها في مواجهة السوريين لمصلحة إيران من جهة، كما خسرت الإغراءات الإيرانية التي سبقت تجنيدها كمرتزقة من جهة أخرى.

ونقل الموقع البريطاني عن مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية الأفغانية "تراقب ميليشيا فاطميون، ولا ترى أنها تشكل خطراً حقيقيا لأفغانستان".

ويخلص التقرير إلى نتيجة مفادها تقديم صورتين مختلفتين عن ميليشيا "فاطميون"، تتمثل الصورة الأولى بالإغراءات الإيرانية المقدمة للمقاتلين من أجل القتال لجانب ميليشيا أسد في سوريا، وأما الصورة الثانية فإن المقاتلين مجرد أذرع لتحقيق مكاسب إيران خارج حدودها.

ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، عملت إيران على تجنيد عشرات الميليشيات من مقاتلين محليين وأجانب للقتال إلى جانب حليفها أسد في سوريا، تحت مسميات "الجهاد الإسلامي" ومحاربة الإرهاب من جهة، وتحت شعارات حماية المراقد المقدسة من جهة أخرى، إلا أنها في الحقيقية عمدت إلى تلك السياسة لتقوية تدخلاتها في المنطقة العربية تحقيقا لمصالحها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات