سبقوا الكرملين إليها.. فيديو لموظفي نافالني يجمعون "أدلة تسميمه"

في صباح يوم 20 آب/ أغسطس، كان جورجي ألبوروف الموظف في مؤسسة أليكسي نافالني لمكافحة الفساد (FBK) يتناول الإفطار في فندق إكساندر في تومسك برفقة ثلاثة من زملائه بعد مغادرة نافالني إلى موسكو في ذلك الصباح، لجمع المعلومات اللازمة من أجل تحقيق المنظمة الأخير في الكسب غير المشروع للمسؤولين.

في حوالي الساعة العاشرة صباحاً - بحسب تقرير نشره راديو فري يوروب - انتشرت أنباء عن إصابة نافالني بالمرض، وأن الطائرة التي تقلّه إلى العاصمة هبطت هبوطاً اضطرارياً في مدينة أومسك في سيبيريا.

وأكد ألبوروف أنه وزملاؤه في مؤسسة أليكسي نافالني لمكافحة الفساد، الذين عملوا لسنوات مع أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، خلصوا على الفور إلى أن نافالني استُهدف من قبل الدولة.

وصرح ألبوروف لقناة "دوزهد" التلفزيونية الروسية المستقلة "بدأنا نناقش ما يجب أن نفعله" وأضاف "نحن على دراية بتاريخ حالات التسمم السياسي في السنوات الأخيرة. لا يمكن أن يكون هذا أي شيء آخر".

ولأنهم لا يثقون بالمحققين الروس ووكالات إنفاذ القانون، التي أرهقت نافالني لسنوات باعتقالات متكررة واتهامات جنائية ملفقة من قبل الكرملين، فقد قرروا أن أفضل مسار للعمل هو جمع كل الأدلة من غرفته وتسليمها إلى محققين مستقلين.

لقد ارتدوا قفازات وحيدة الاستعمال أحضروها كإجراء احترازي من فيروس كورونا واستقلوا المصعد إلى غرفة الفندق التي أخلاها نافالني في الصباح، والتي لم يتمكن موظفو الفندق من تنظيفها بعد. وقال ألبوروف: "تمكنا من استعادة كل شيء قد يكون مرتبطاً بتسممه".

وتقول برلين، إن الاختبارات التي أجرتها ألمانيا وفرنسا والسويد، أكدت أن نافالني قد تسمم بسم من مجموعة نوفيتشوك من غاز الأعصاب من النوع العسكري، وقد دفع القادة الغربيون موسكو للحصول على تفسير. ولكن منذ أن أصيب الناشط المعارض البارز في روسيا بالمرض، تداولت وسائل الإعلام الحكومية بدلاً من ذلك نظريات مختلفة حول عجزه، حيث قدمت على ما يبدو كل الأفكار الممكنة لاستبعاد فكرة أنه تم استهدافه من قبل الكرملين، كما يعتقد ألبوروف وأنصاره الآخرين.

تشير المزاعم التي تم تداولها دون دليل في البرامج الحوارية التلفزيونية والتقارير إلى أنه تعرض للتسمم على يد موظفيه، أو من قبل ألمانيا عند وصوله إلى البلاد، أو أنه لم يُسمم على الإطلاق - وهي إعادة واضحة لما يقول النقاد إنه تكتيك  الكرملين في بذر الشكوك، تماماَ كما فعلت موسكو عندما سعت لإبعاد اللوم عنها في حادثة مقتل 298 شخصاً عام 2014 عندما أُسقطت رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق الأراضي التي يسيطر عليها متشددون تدعمهم روسيا في أوكرانيا.

ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، أن بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً في 22 سبتمبر/ أيلول مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تحدث خلاله "بازدراء عن أليكسي نافالني، معتبرا إياه مجرد مسبب للمشاكل على الإنترنت كان قد تظاهر بالمرض في الماضي".

وبينما كان مساعدوه يعملون على جمع أدلة الإدانة والحث على إجراء تحقيق محايد، فإن نافالني نفسه، بعد أن استعاد وعيه مؤخراَ، اتهم روسيا بالسرية داعياً إياها إلى التوقف عن نشر نظريات المؤامرة والبدء في مشاركة ما يعرفه المحققون.

طالب نافالني في مدونة يوم 21 أيلول/ سبتمبر باستعادة الملابس التي كان يرتديها يوم تسممه، والتي أخذت منه قبل نقله إلى ألمانيا. نُشر المنشور بعد مرور 30 يوماً على تسممه، وهي أقصى فترة زمنية مسموح بها لبدء تحقيق جنائي.

وكتب نافالني "مر شهر ولم يتم فتح تحقيق" وأضاف "لكن جيد، لقد توقعت الكثير. أنا الآن مهتم بشيء واحد: ملابسي".

كما صرحت مديرة لم تذكر اسمها في فندق إكساندر لوكالة الأنباء الروسية الرسمية، أنها سمحت لزملاء نافالني بالوصول إلى غرفته بالفندق، لأن الإدارة تخشى أن يكون قد تسمم بسبب طعام أو شراب من الثلاجة الصغيرة في غرفته.

وقالت: "قررنا أن نقدم لهم معروفاً ونريهم <الغرفة>. من يدري، ربما كان تسمماً غذائياً.. فالحياة تجلب المفاجآت".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات