ما هدف روسيا من نشر منظومة صواريخ "هيرمس" في سوريا؟

ما هدف روسيا من نشر منظومة صواريخ "هيرمس" في سوريا؟
نشرت القوات الروسية مؤخراً منظومة الصواريخ المعروفة باسم "هيرمس" المضادة للدروع في سوريا، وذلك حسب تصريحات وزارة الدفاع الروسية لبعض الوكالات الموالية لها، إذ تُعتبر هذه المنظومة أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا العسكرية الروسية.

وبحسب خبراء في الشأن الروسي، فإن منظومة الصواريخ "هيرمس - Hermes" تم الكشف عن نسختها المتطورة خلال معرض المنتدى العسكري للجيش الروسي الشهر الفائت، وتتألف هذه المنظومة من منصة إطلاق تحمل 6 صواريخ، ومداها 100 كم، مع آلية توجيه ليزرية عبر طائرات دون طيّار، وتُستخدم هذه المنظومة لتدمير الأهداف المدرّعة وغرف القيادة.

 

ردع تركيا

وفق تصريحات المسؤولين الروس والأتراك، فإن الحل السياسي في ادلب قد ينهار بأي لحظة، بسبب الخلاف التركي الروسي على بعض البنود، وسبق ذلك حشد القوات التركية لآلاف المدرعات جنوب ادلب، وكذلك فعل الروس بدعم قواتهم بعدة أنواع من الأسلحة المتطورة. آخرها منظومة هيرمس المضادة للمدرعات.

بحسب الخبير في الشأن العسكري الروسي، الدكتور العميد عبد الناصر فرزات، فإن وجود هذه المنظومة في سوريا هو تطوّر عسكري ولوجيستي في الحرب الدائرة في سوريا، وتصعيد للموقف القتالي بين روسيا وتركيا.

ورغم أن المواجهة الروسية التركية بشكل مباشر، هو أمر مستبعد حالياً - وفقاً لفرزات - إلا أن روسيا قد تستخدم هذه المنظومة لحسم الصراع وكسب بعض الملفات الخلافية مع تركيا، خاصة تلك الملفات العالقة خارج سوريا، وبالتالي هذه المنظومة هي ردع لتركيا وتقويض لقدراتها العسكرية، وذلك بعد إدخال تركيا لأكثر من 5000 مدرعة إلى إدلب، على حد وصفه.

في نفس السياق، يرى المقدم أحمد العطار، أن منظومة "هيرمس" المتطورة ستكون قوة ردع جديدة تستخدمها روسيا ضد القوات التركية وفصائل المعارضة، مشيراً إلى أن "روسيا استخدمت سابقاً قواتها الجوية والمدفعية ضد القوات التركية، وليس من المستبعد استخدام هذه المنظومة المتطورة ضد الدبابات والمدرعات التركية المنتشرة بكثافة في ادلب، خاصة أن الطرفين يلوّحان بقرب معركة إدلب واستخدام كل طرف لكامل قدراته العسكرية والقتالية فيها".

 

فرض الهيمنة

وتسعى روسيا لبسط سيطرتها على أهم موارد سوريا وحمايتها، رغم التواجد الأمريكي والتركي والإيراني في سوريا، وبالتالي فرض حلولها على الساحة السورية مستقبلاً أو الأخذ بغالبيتها، حسب الباحث السياسي الدكتور حسين المحمد.

ويفسّر المحمد نشر الأسلحة المتطورة في سوريا من أي جانب بأنه "لفرض هيمنته أكثر من الآخر"، وهذا ما تسعى إليه روسيا عبر نشرها منظومات مضادة للدروع بعيدة المدى، فالمراكز الحيوية التي سيطرت عليها روسيا واستلمتها من نظام أسد بحاجة لهذه الحماية والهيمنة، على حد تعبيره.

كما يؤكد المحمد أن "هناك العديد من تلك المراكز والقواعد الروسية على مقربة من القواعد الأمريكية، وأخرى من الحدود التركية ومناطق الصراع معها، عدا عن الموانئ والمراكز المختلف عليها مع الجانب الإيراني، وهذه المنظومة هي لفرض الهيمنة الروسية على تلك المراكز الحيوية وحمايتها، حتى من الوجود الأمريكي شرق سوريا".

ويافق العميد فرزات مع الدكتور محمد في هذا المجال بقوله: "تعمل روسيا على تثبيت مكتسباتها على الأرض، وتقوية موقفها العسكري والدولي، وذلك عبر كسر التوازن الاستراتيجي في سوريا لصالحها، ولهذا بدأت بإرسال هذه المنظومة واستعراض قوتها في سوريا".

 

"ساحة اختبار ملائمة"

من جانب آخر، يرى فرزات، أن الساحة السورية باتت ساحة لتجريب الأسلحة الروسية، ومنظومة "هيرمس" بنسختها الجديدة هي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الروسية مؤخراً، وليس هناك أفضل من "الساحة السورية لتجربتها بشكل حقيقي".

ويشير الخبير بالشأن العسكري الروسي إلى أن سوريا باتت سوقاً لعرض الأسلحة المتطورة عالمياً، وكل الأنظار عليها، ومنها حققت روسيا مكاسب اقتصادية كبيرة بعد تجريبها العديد من أسلحتها على الشعب السوري، وبيع عشرات الصفقات من تلك الأسلحة.

وكانت روسيا جرّبت في سوريا أكثر من 400 نوع من السلاح. نجح بعضها وفشل آخر، حسب بيانات وزارة الدفاع الروسية، وبما أن منظومة صواريخ "هيرمس" دخلت حيّز العمل الشهر الماضي، فهي ستعمل على تجربتها في سوريا لتجنّب الأخطاء التقنية ومن ثم تحقيق أعلى نسبة بيع منها، وفقاً للعميد العطار.

ولفت العميد في ختام حديثه لأورينت نت إلى أن "روسيا قد تخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع تركيا لتجربة هذه الأسلحة، وقد تختلق المعارك لتجربتها، فمن قتل آلاف السوريين وشرّد الملايين لن يُثنيه مثل تلك الأعمال، وكلّه من أجل تحقيق مكاسبها في سوريا، والحفاظ على هذه المكاسب" على حد تعبيره.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات